شنّ وزير الشؤون الدينية أبوعبد الله غلام الله هجوما لاذعا على دعاة المقاطعة، الذين وصف دعوتهم بنصيحة الشيطان الذي يزين سوء العمل، ولم يفوت الفرصة ليرد على منتقديه، بعد أن دعا صراحة إلى تجنيد المساجد في العمل السياسي. أظهر غلام الله عدائية كبيرة غير مسبوقة لدعاة مقاطعة الانتخابات الرئاسية، خلال افتتاحه فعاليات الملتقى الوطني الثالث للمجالس العلمية حول ''الفتوى في وسائل الإعلام والفضائيات''، بدار الإمام أمس، ووجه كلامه إلى دعاة المقاطعة قائلا ''نقول للناس الذين يدعون إلى خذلان الدولة إن كانوا على جهل نعلمهم وإن كانوا على دراية، نقول لكم أنتم غير جديرين بالوطن، ونقول لكم نصيحتكم من الشيطان الذي يزين سوء العمل''. غلام الله الذي تحدث كوزير للداخلية، اتهم دعاة المقاطعة صراحة ''بمحاولة زرع التوتر قبل موعد الرئاسيات، لما لهم من أهواء ومصالح يريدون تحقيقها''. المواطنون المفترض مقاطعتهم لموعد التاسع أفريل، نالوا قسطا وافرا من انتقادات غلام الله الذي تساءل قائلا ''فرضا أن 20 مليون شخص لن ينتخب، هل سيستقيم أمر الدولة''، ليخلص غلام الله إلى القول إن التخلي عن واجب الانتخاب مناف للأخلاق ولا ينتظر منه الخير وهو مواطن سلبي. ودافع غلام الله على عدم تحييد المسجد في الواقع السياسي وبالخصوص في الرئاسيات، قائلا ''أنا شخصيا أرفض إبعاد المسجد عن الدولة وأتحمل المسؤوليات''، وأكد الوزير أن الأصوات التي تدعو إلى إبعاد الإمام عن الدولة تتنكر للحقيقة التاريخية وهي أن المسجد ساهم وبفعالية في ثورة الفاتح نوفمبر .54 وحذر المسؤول الأول على قطاع المساجد في الجزائر من تكرار أحداث الخامس أكتوبر ,1988 في حالة تغييب المسجد ومؤسسات أخرى للدولة ما نتج عنه -حسب الوزير- ''عنف وفوضى وتقتيل واغتيالات''، مشيرا في ذات السياق ''إنهم يريدون أن تتحطم الدولة وتصبح دون مقاومة''. وعاد الوزير للحديث عن تضحيات فئة الأئمة خلال العشرية الحمراء، والتي فقدت 96 أماما اغتيلوا من طرف الجماعات الإرهابية.