تطبيقا للمخطط الاتصالي، الذي باشرت فيه المديرية العامة للأمن الوطني مع حلول فصل الشتاء البارد، ومن أجل تفعيل العمل الجواري للشرطة، نظم ليلة أمس مكتب الاصغاء االاتصال بدائرة أمن الولاية المنتدبة للمقاطعة الإدارية لبوزريعة، و تحت القيادة الرشيدة عميد شرطة ورئيس أمن الولاية المنتدبة للمقاطعة الإدارية لذات الإقليم جمال مخلوف، وجبة عشاء ساخن على الأشخاص دون مأوى، الذين يفترشون الأرض ويلتحفون السماء بذات الدائرة وينزوون في أماكن علهم يقيهم من الأمطار وملاذا يحميهم من برد فصل الشتاء القارس، ويقضون الليالي بأمعاء خاوية ويصبحون بوجوه شاحبة من شدة الجوع، ليطل عليهم عناصر الأمن كلما حلى فصل الشتاء يسعون من أجل إرساء قواعد الأمن الاجتماعي والبحث عن الصيغ للوقوف مع هذه الفئة المعزولة عن المنظومة الاجتماعية والتي تعاني في صمت رهيب، وتبيت على وقع أنين، وقهر داخلي يكسر ظهر صاحبه. * وجوه تعيش على هامش المجتمع " الحوار " رافقت عناصر الشرطة خلال مهمتهم النبيلة، المفعمة بأروع المشاعر الإنسانية، ينتابك إحساس جميل باطنه المحبة وظاهره زرع الابتسامة في وجه من أدارت لهم الدنيا بظهرها ورمتهم ظروفهم الاجتماعية في بحر الحياة الغائر وسط فضاء موحش لا يرحم، وأنت ترى أياديهم البريئة تمتد نحو الوجبات الساخنة المقدمة من قبل الشرطة، وهم في قمة النشوة خيل لهم أن تلك اللحظات مقتطفة من حضن حنان أسرة مفقودة.
* هدفنا إعادة الثقة بأنفسهم بمنطقة بوزريعة غرب الجزائر العاصمة، المعروفة بمناخها لبارد، وفي جنح الليل الهادئ ، وخلال الجولة الانسانية التي قام بها عناصر أمن الولاية المنتدبة للمقاطعة الإدارية وفي مقدمتهم عميد شرطة جمال مخلوف، تظهر لك التجمعات بشرية أعياهم الزمن، وفقدوا آلة الاحساس بدفء الحب، شخوص همشوا ولم يعد لهم دورا على خشبة مسرح أحداث الحياة، واختاروا الشارع ضالتهم الضائعة، ووجدوا أنفسهم لا مكانة لهم وفي طريق غير محدد الوجهة، وأثناء جولتنا هذه تلاحظ سيل جارف من الرسائل تنساب من عمل رجال شرطة أمن دائرة بوزريعة وهم يسارعون إلى مد يد المساعدة لهؤلاء المحتاجين إلى رغيف خبز نظيف وصحن من حساء ساخن، رسالة نبيلة موحدة يريدون إفهامهم بعبارة " لستم وحدكم..فجسد الشرطي حصن لكم وعيونه تحرسكم بأمان وعزم"، سلوك حضاري تميزت به هذه الفرقة ، وأضحت ضمن جدول عملها اليومي من خلال جملة الأعمال الجليلة أريد منها مد جسور التواصل وإعادة ربط أواصر المصالحة وبث الثقة في نفسية نزلاء الشارع، إن نزاهة رجال الشرطة وأمانتهم الثقيلة التي عاهدوا الله على أدائها على وجه حسن، الذين يقفون بالمرصاد لمن تسول له نفسه المساس بهذه الشريحة المستضعفة في المجتمع، وتمدهم بالحماية الجسدية والروحية عندما يسدل الظلام بليثامه الأسود وفي هدوء الليل الساكن، حيث تختلي الناس ببيوتهم، حيث لا تجد وسط هذه الأجواء المخيفة سوى سيارة الأمن الوطني توزع الأمن وتزرع الاستقرار.
________________________
جمال مخلوف عميد شرطة رئيس أمن الولاية المنتدبة للمقاطعة الإدارية لبوزريعة ل " الحوار": الشرطي حضن لمن لا حضن له
* قامت فرقتكم الليلة بتوزيع وجبة ساخنة على من حرموا من دفء العائلة ، هلا حدثتنا على هذا الإجراء؟ أولا قبل كل شيء، أن هذه الفئة جزء لا يتجزأ من المجتمع، لهم علينا حق الرعاية وواجب الحماية، هؤلاء الذين رمي بهم في حضن الشارع، يستوجب علينا كمسلمين أولا وكرجال الأمن ثانيا ويحركنا الواجب الإنساني كما يفرض علينا الحس المدني ضرورة الوقوف مع هذه الشريحة من المجتمع التي تعاني في صمت قاتل، وعليه فالوازع الديني يقودنا إلى تقديم كل ما يحتاجونه مثلهم مثل باقي المواطنين، وعملنا هذا لا يستثني أحد منهم ولا ينظر إليهم على أساس الجنس أو العرق، بحيث فرقتنا حين نظمت هذه القافلة الانسانية، فالشرطة في خدمة الإنسانية قاطبة.
* كيف تم اعتماد هذه الفكرة في نظام الشرطي؟ إن إستراتيجية العمل الجواري للشرطة المعتمد على فتح باب الحوار والنشاط الجوار التحسيسي ، حقق نجاعة ملموسة، ومساعدة كل شخص يوجد في حالة شدة وذلك من خلال تكفله بقضايا المواطن والشرطة الجزائرية تقوم بمهمة حفظ الأمن والنظام العام بالمدن الجزائرية الكبرى والمناطق الحضرية بالإضافة إلى ضمان حماية الاشخاص والممتلكات، كل ذلك يتم تحت قيادة المدير العام للمديرية العامة للأمن الوطني السيد اللواء عبد الغني هامل، الذي يحرص في كل مناسبة على ضرورة التقيد بمفهوم ترقية عمل الشرطي من خلال توجيهاته القيمة منذ توليه على رأس المديرية العامة للأمن الوطني، وعمل الشرطة الجواري وما تم تحقيقه على أرض الواقع نعتبره كخارطة طريق ومرجعية لنا كرجال أمن في ممارسة عملنا اليومي وتقييمه.
* كلمة للأسر التي ترمي بذويها نحو الشارع؟ ليعلم الجميع أن الشارع لا يرحم، والحنان الأسري فيتامين الحياة كلها، وعليه ندائي للأولياء الاهتمام بفلذات أكبادهم وعدم الإفراط في تربية أطفالهم والاهاتمام بالأشخاص المسنين داخل الأسرة، انطلاقا من عرف المجتمع الجزائري المعروف بحرصه على تماسك الأسرة واتخاذ من ديننا الحنيف معيارا أساسيا في حفظ أواصر العائلة، وقدسيتها، فالأسرة هي امتداد للحياة برمتها، غير أن وأمام المشاكل الدخيلة على مجتمعنا وانتشار ظاهرة رمي الأباء والأبناء نحو الشارع فقد عملت الدولة الجزائرية على دارك القضية وقامت بتأسيس منشآت قاعدية جعلتها مأوى لهؤلاء الذين رمى بهم القدر خارج الأسر لضمان حقهم في العيش الكريم بعيدا عن منغصات الحياة، وهذا ما نقوم به خلال جولاتنا عبر شوارعنا بحسب كل دائرة أمنية. تغطية: نصيرة سيد علي