لم تعد تصريحات قادة الأحزاب الإسلامية الجزائرية، ولا حتى تصريحات المتخصصين منهم في شتى العلوم مقنعة، فعند كل تصريح إلاّ وجاءوا من خلاله بعشرات المتناقضات!!. في تصريح جديد لرئيس حركة مجتمع السلم السيد عبد الرزاق مقري قال فيه معلقا عن زيارة الرئيس التركي طيب رجب أردوغان، بأن هذا الأخير قد إستفاد من فكر المفكر الجزائري مالك بن نبي وكذا من تجربة الشيخ محفوظ نحناح في تطوير تركيا!!. حقيقة حاولت فهم هذا التصريح لكنني لم أقدر على ذلك، فهل فكر رجل واحد يمكن أن يبني دولة قوية إقتصاديا وسياسيا ونوعا ما إجتماعيا في وقت وجيز؟ وهل الشيخ محفوظ رحمه الله كان رئيس دولة، أو رئيس حكومة أو وزيرا من الوزراء حتى يقول عنه السيد رئيس حمس الحالي كل ذلك الكلام؟!. لقد قتلت الشخصانية وحب الظهور والأنا الإسلاميون كثيرا، أصبحوا لا يَرَوْن الحلول لأي أزمة تمس الوطن ويعيشها الشعب إلاّ من خلال أفكارهم ومن خلال طرحهم، يريدون إزالة الجميع من أجل تحقيق مشروعهم، ولا يؤمنون أن يكون على قاطرة التغيير إلاّ قائدا منهم، لهذا هم يصرحون بمثل هاته التصريحات. إن الأولى بفهم والعمل بطرح الشيخ محفوظ وبفكر مالك بن نبي رحمهما الله هي الحركة التي تتزعمها يا دكتور مقري، فجل مناضليكم يحفظون كلام وأدبيات الشيخ حسن البنا رحمه الله والإخوان أكثر من إطلاعهم على فكر مالك بن نبي، وأن منهاجك في قيادة حمس قد جانب كثيرا طرح وفهم الشيخ محفوظ. أردوغان رئيس دولة شقيقة، رجل نفعي براغماتي، جاء إلى الجزائر من أجل فتح آفاق لبلده ولشعبه، وتأكد يا دكتور مقري بأنه لا يهمه لا فكر بن نبي ولا الشيخ النحناح، فأتراك اليوم مثل أتراك الأمس، لا يهمهم إلاّ مصلحتهم وتوسيع إمبراطوريتهم -إقتصاديا وسياسيا وتنظيميا الأحزاب الإسلامية- فرجاء نريد حزبك جزائريا وليس تابعا لهم، فبهذا فقط نجح السيد أردوغان والأتراك، ومهما يكن خلافنا معهم فمرحبا بهم في بلدهم الجزائر. [email protected]