أعرب مثقفون عن تضامنهم مع أسر ضحايا سقوط الطائرة العسكرية صبيحة امس، معتبرين ان الحادث الذي ادى الى وفاة اكثر من 250 فرد خسارة لكل الشعب الجزائري. الكاتب محمد بوعزارة: تسكن الحسرة والأسى نفسي.. وأعزي كل الشعب الجزائري قال الكاتب محمد بوعزارة عن حادث سقوط الطائرة: "يعتصر القلب ألما لمصابهم جميعا، وتسكن الحسرة والأسى نفسي، مثلي في ذلك مثل كل أبناء شعبنا في الوطن وخارج الوطن، وإنني لا اجد من عزاء للنفس المكلومة في هذا الحادث المفجع الذي تمثل في سقوط طائرة اليوشن العسكرية التابعة لسلاح الجو الجزائري وعلى متنها 257 راكب نحسبهم عند الله جميعا من الشهداء.. سوى التضرع إلى الله ليرحمهم جميعا. وإنني لأتقدم بهذه المناسبة الأليمة بخالص العزاء وكبير المواساة لكل عائلات الضحايا، وإلى الشعب الجزائري، وإلى مؤسسة الجيش الوطني الشعبي، وإلى أشقائنا الصحراويين في هذا المصاب الجلل، متضرعا إلى المولى جلت قدرته أن يسكن كافة الضحايا جنة الخلد والرضوان، ويلهم أهلهم جميعا الصبر والسلوان. وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا انا لله وإنا إليه راجعون.
الروائي الصديق حاج أحمد الزواني: نزل علينا نبأ تحطم الطائرة العسكرية كالجبل وعلق الكاتب الصديق حاج احمد الزيواني عن حادث الطائرة بالقول: "الموت فاجعة مؤلمة بأي طريقة أتت.. لقد نزل علينا نبأ تحطم الطائرة العسكرية كالجبل، ونحن في ندوة ثقافية جزائرية بمعرض تونس الدولي للكتاب.. فوقفنا دقيقة ترحم على أرواح الموتى.. صحيح أن الموت غدار، وله طرق متعددة في خطف البشر؛ لكن أن يأتي فجأة على 257 شابا في ريعان الشباب، فأعتقد أن الفاجعة محزنة لعوائلهم، ومؤلمة للوطن؛ لكن ما عسانا أن نفعل أمام قدر مكتوب ومسطر لهؤلاء الشهداء، سوى أن نعزي أنفسنا وأهلهم ووطننا.. الرحمة والغفران لهم".
الكاتب علاوة كوسة: فجعئنا بالحادثة المأساوية وعزى الكاتب علاوة الجزائر وعائلات الضحايا بالقول: "الجزائر أرض المعجزات، بلد التاريخ والحضارة والثقافة، والوطن الذي أنجب أبطالا في كل الميادين، له بُناته ومشيدوه وحماته البواسل، ورجاله الذين دافعوا عنه بالنفس والنفيس فحرروه وما زالوا يدافعون عنه ويصنعون مجده في ظل المتغيرات الكثيرة والراهن العربي الحساس، ولعل المؤسسة المثالية في حماية الوطن هي مؤسسة الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير، والذي احتفلنا قبل ساعات بالذكرى الخمسين لتأسيسه، وقد فجعنا صباح امس بمصاب جلل وحادثة مأسوية إثر سقوط الطائرة العسكرية واستشهاد قرابة 257 راكب على متنها". مضيفا: "لا يسعنا إلا أن نترحم عليهم جميعا، سائلين الله لهم رحماته وجناته، معزين أنفسنا وأهاليهم، وقد عشنا لحظات حزينة جدا، وتفاعلنا مع الحدث وتتبعنا تفاصيله بحرص واهتمام، وشد اهتمامنا روح التكافل والتعاون والتآزر التي جمعت الجزائريين ومن كل الشرائح، من أفراد الجيش والحماية المدنية والأمن والمدنيين، وأدركت أننا كجزائريين لا تزيدنا المحن والشدائد إلا تماسكا ووحدة وتحديا، فالمجد والخلود لشهداء الجزائر". ………… الروائي لحبيب السايح: فاجعة يدمي لها القلب.. قدموا أرواحهم من أجل أمننا عبر الروائي الجزائري الحبيب السايح عن حزنه الشديد اثر سقوط الطائرة العسكرية بالقرب من مطار بوفاريك صباح امس قائلا: "كيف لا يمزق قلبي الحزن وأنا أضع نفسي مكان أب أو أم أو أخ أو أخت أو زوجة أو صديقة لكل ضحية، فهذه الفاجعة يدمي لها القلب، خاصة ان الامر يتعلق بضحايا كانوا يقدمون هكذا ارواحهم من اجل ان ننعم نحن بالاستقرار والأمن والسلم"،. مشيرا في ذات السياق الى ان "الجزائر في هذه الظروف العالمية المحفوفة بكل المخاطر تحتاج الى كل جندي من جنودها لحماية حدودها، وهذا العدد كله من الضحايا دفعة واحدة يحطم الكبد، وفي الاخير اقدم تعازي لمؤسسة الجيش الوطني وللجزائر ومواساتي لأهل الضحايا".
الروائي عز الدين جلاوجي: تعازينا لنا جميعا.. وللجزائر وطن وتاريخ وشعب وقيادة وقال الروائي عز الدين جلاوجي عن الحادثة: "بألم وحزن شديدين تلقيت صباح أمس نبأ سقوط الطائرة العسكرية بالبليدة مما أدى إلى استشهاد العشرات من إخواننا وأبنائنا رجال الجيش الوطني الشعبي، تعازينا لنا جميعا، تعازينا للجزائر وطنا وتاريخا وشعبا وقيادة، وهي مناسبة لتجديد الوفاء التام والتجند المطلق في السراء والضراء وإلى الأبد وراء الجيش الشعبي الوطني سليل جيش التحرير الوطني حامي الوطن وحامل لواء قيم ثورتنا المجيدة، وستظل الجزائر برجالها الأبطال شامخة مكابرة عصية على المؤامرات في الداخل والخارج، ترنو دوما لبناء دولة لا تزول بزوال الرجال، حلم الشهداء والمجاهدين وحلمنا جميعا نحن أبناؤهم".
الشاعر والكاتب رابح ظريف: لقد سقطت الطائرة لكن أرواحهم ارتفعت وكتب الشاعر والكاتب رابح ظريف عن الحادث: "الفاجعة أكبر من أنْ تلخص في كلمة أو كلمتين.. او ثلاث، اللغة لا تستوعبُ الكارثة، لقد عادت الأجسادُ إلى الطين وعادت الأرواح لبارئها، لقد عشتُ 4 أشهر مع نضالات وتضحيات أفراد الجيش الوطني الشعبيّ بغرض كتابة أوبيرات السليل، بمناسبة خمسينية الخدمة الوطنية، وشاءت الأقدار أن أشاركهم فرحة العرضين الاولين يومي 09 و10 أفريل.. كنتُ أرى مشاعر الفخر والاعتزاز في وجوههم وهم يشاهدون شيئا منهم على ركح أوبرا بوعلام بسايح، لتتجمد مشاعري صبيحة 11 أفريل بسماع خبر أليم.. استشهاد اكثر من 255 شهيدا.. لقد سقطت الطائرة لكن أرواحهم ارتفعت.. بالرغم من أنّ الجنديّ منذ انضمامه الى الجيش يظل على استعداد دائم للاستشهاد إلا أننا نحس بالألم الكبير.. وبحالة قوية من الفقد.. في هذه اللحظة أنا أعزي نفسي أولا قبل أن أعزي عائلاتهم وذويهم.. وعلى أهلهم وذويهم أن يدركوا أنهم ليسوا وحدهم معنيين بتلقي واجب العزاء.. الجزائريون كلهم معنيون بتلقي العزاء.. رحمهم الله وأسكنهم فسيح جناته.. إنا لله وإنا إليه راجعون".
الدكتور عبد الحميد هيمة: من واجبنا اليوم جميعا أن نقف وقفة إجلال وإكبار لشهداء الواجب الاكاديمي والاستاذ بجامعة ورقة عبد الحميد هيمة قال: "كارثة عظيمة ومصاب جلل حل بالشعب الجزائري امس بسقوط الطائرة العسكرية الجزائرية واستشهاد 247 شهيد أغلبهم من أبنائنا البررة. أبناء الجيش الشعبي الوطني. سليل جيش التحرير..لا نملك أمام هذا المصاب الجلل إلا أن نترحم على أرواح الضحايا. وأن نتضرع للمولى عز وجل أن يغفر لهم ويتقبلهم قبولا حسنا، وأن يرزق ذويهم جميل الصبر والسلوان. إنا لله وإنا إليه راجعون. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.. كما ادعو كل الشعب الجزائري للوقوف صفا واحدا جنبا إلى جنب مع قواتنا العسكرية المسلحة، ومع عناصر الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الذي قدم ايام الثورة التحريرية وفي سنوات العنف والإرهاب القوافل تلو القوافل من الشهداء، وما يزال يقدم خيرة أبنائه ليبقى هذا الوطن شامخا. ومن واجبنا اليوم جميعا أن نقف وقفة إجلال وإكبار لهذه الفئة من الشعب. سواء من الذين هم عند ربهم يرزقون من الشهداء. أو من الذين ينتظرون وما بدلا تبديلا.. تحية من القلب لكل جندي من جنودنا البواسل الذين يذودون عن حدود الوطن وهم مستعدون دائما لتقديم أرواحهم على مذبح البطولة كما قدمها آباؤهم وأجدادهم.. لتبقى الجزائر حرة كريمة.. تحيا الجزائر والمجد والخلود لشهدائنا الأبرار.
المسرحي جمال قرمي: إنا لله وإنا إليه راجعون واختصر المخرج المسرحي جمال قرمي حديثه عن الفاجعة بالقول: "أولا نترحم على شهداء الواجب الوطني لأنهم جزء من ابناء الوطن وشباب من خيرة ما انجبة الجزائر.. إنا لله وإنا إليه راجعون، وألهم ذويهم الصبر والسلوان". ……………. وزير الثقافة يعزي عائلات الضحايا ويلغي عرض أوبيرات "السليل" على إثر حادث سقوط الطائرة العسكرية المأسوي بمحيط مطار بوفاريك، الذي أودى بحياة عدد من الشهداء، قدم وزير الثقافة عز الدين ميهوبي تعازيه باسمه الشخصي وباسم موظفي وزارة الثقافة ونيابة عن الأسرة الأدبية والفنية، لعائلات الضحايا وللمؤسسة العسكرية، سائلا الله عز وجل أن يتغمد أرواح شهداء هذا الحادث برحمته الواسعة وأن يلهم ذويهم الصبر والسلوان. وتبعا لهذا الظرف الأليم، اعلنت وزارة الثقافة أن عرض أوبيرات "السليل" الذي كان مبرمجا يوم امس بأوبرا الجزائر "بوعلام بسايح"، قد تم إلغاؤه. ح.ح/لينا أنيس