يبدو أن أزمة حركة النهضة لن تقف عند نقطة عقد الدورة مجلس الشورى الاستثنائية التي جرت أمس بحضور أعضاء من مجلس الشورى تحضيرا للمؤتمر السادس للحركة، ففي الوقت الذي اعتبر ذويبي أن هذه الدورة قانونية ولم تقص أي طرف كان، قرر رئيس مجلس الشورى المقاطعة رفقة قياديين ومناضلين من مختلف هياكل الحزب ومن مختلف الولايات محملين رئيس الحركة مسؤولية ما ستؤول إليه الأوضاع مستقبلا. * عقد مؤتمر وطني جامع هو الحل لتجاوز الخلافات في السياق، قال ذويبي عن الدورة الاستثنائية إن "انعقادها كان واجبا بعد التماطل المقصود من طرف رئيس مجلس الشورى، حيث تحمل أعضاؤه المسؤولية الكاملة ومارسوا حقهم المكفول في القانون الأساسي"، مؤكدا في نفس السياق أن: "المجلس لم يقص أحدا ولم يغلق الباب أمام أي عضو حتى الرئيس في حد ذاته الغائب عن الدورة"، داعيا في هذا الصدد إلى "تجاوز الخلافات من خلال عقد مؤتمر وطني جامع." وعلى صعيد آخر، دعا رئيس حركة النهضة، رئيس الجمهورية رعاية حوار وطني جاد وشامل وهادف يجمع كافة الأطياف لتجنيب الجزائر مزيد من الإرهاق والخسائر، مؤكدا على ضرورة جعل الرئاسيات القادمة محطة لبداية عهد جديد، موضحا خلال دورة مجلس الشورى الاستثنائية أن: "الحركة لا ترى من سبيل غير اجتماع كل أبناء الجزائر على اختلاف مشاربهم الفكرية والسياسية ومواقعهم سواء في السلطة او المعارضة، على كلمة سواء تعلو فيها مصلحة البلاد على المصلحة الشخصية". وأضاف ذات المتحدث قائلا إن: "صياغة عقد سياسي واجتماعي متوافق عليه، يحافظ على المكتسبات المنجزة أصبح ضروريا من اجل الخروج من الأزمة التي يعاني منها البلد ومنح الأمل والتفاؤل للمواطنين". ومن جانب آخر ناشد ذات المسؤول الحزبي رئيس الجمهورية للتدخل العاجل لمعالجة أزمة الأطباء المقيمين وطلبة المدارس العليا للأساتذة، معتبرا أن هذه الفئات الشبانية هي صفوة الإطارات الجزائرية وجب الاعتناء بهم، معتبرا أن الجزائر تعيش أوضاعا صعبة ومعقدة متمثلة في الاحتقان الاجتماعي المتصاعد وكثرة الإضرابات والاحتجاجات، غير مخف تفشي الفساد والرشوة والبيروقراطية.
* الدورة تم تمييعها بأعضاء خارج مؤسسات الحركة ومن جهة أخرى أكد عدد من أعضاء مجلس الشورى الوطني وعلى رأسهم رئيس مجلس الشورى محمد الهادي عثمانية،مقاطعتهم للدورة بسبب عدم شرعيتها –حسبهم-، معلنين تبرأهم منها ومحملين في الوقت ذاته المسؤولية كاملة للأمين العام على ما أقدم عليه. وفي بيان وقعه، أمس، عدد من أعضاء مجلس الشورى الوطني من مختلف ولايات الوطن وكذا نواب موازاة مع انعقد الدورة الاستثنائية، اعتبر هؤلاء أن: "الوضع المأساوي الذي آلت إليه الحركة لم يشهد لها مند تاريخ تأسيسها وهو ما يضعها في منعرج خطير قد ينهي مسارها". وهو ما أكده العضو القيادي في حركة النهضة يوسف خبابة في اتصال هاتفي مع "الحوار" حيث قال في هذا الموضوع إن رفضه حضور دورة مجلس الشورى جاء استجابة لرئيس المؤسسة محمد الهادي عثامنية الذي أكد أن هذه الدورة غير قانونية إطلاقا، على اعتبار أنها لم تبلغ النصاب القانوني، حيث تم استدعاء أكثر من 15 قياديا لا يمتلكون صفة العضوية التي تخولهم حضور دورة مجلس الشورى. من جهته، وصف الامين العام السابق للحركة فاتح ربيعي في اتصال هاتفي مع "الحوار"، أمس، أن الدورة الاستثنائية لمجلس الشورى الذي دعا اليه الرئيس الحالي ب"اللقاء"، لأنها لم تستوف شروط الدورة القانونية، مؤكدا أن الأمر سابق لأوانه للحديث عن المؤتمر القادم. وأوضح ربيعي أن: "هذه الدورة ليست قانونية ولم تستوف الشروط، وقد عبر عن ذلك رئيس مجلس شورى الحركة في وقت سابق، لكن لا ندري لماذا استبق أعضاء مجلس الشورى الأمر وسارعوا إلى عقد هذا اللقاء"، وأردف قائلا: "الدورة يجب أن يستدعي لها الأمين العام بموافقة المكتب أو رئيس مجلس الشورى، أو ثلث الأعضاء والذين يتواصلون مع رئيس المجلس ويتفحص توقيعاتهم من اجل الموافقة على عقد الدورة"، مشيرا في هذا الصدد قائلا "ما زلنا نأمل أن يتم تدارك الوضع، لكن هذا مرتبط عن ما سيترتب عن لقاء أمس" يضيف المتحدث. عبد الرّؤوف. ح