-يمكن استغلال تلك الجلود في صناعة منتجات جلدية -آيت علي: أين لنا من مصانع لمعالجة 4 ملايين "هيدورة"؟! -هارون: آلية جمع "هيدورة" العيد تتطلب عملية دقيقة -رزيق: المشروع يحتاج إلى تظافر كل الجهود لإنجاحه نصيرة سيد علي أجمع ثلة من الخبراء الاقتصاديين في حديثهم ل "الحوار" أن الحملة التحسيسية التي أطلقتها وزارة الخاصة بجمع جلود أضاحي عيد الأضحى عبر ست ولايات من الوطن، بحاجة إلى آلية صارمة وواضحة لنجاحها، فيما وصف البعض منهم الحملة بضرب من الخيال وتوقع عدم نجاحها نظرا للعدد الكبير من "الهيدورات" البالغة حسب وزارة الصناعة 800.000 وحدة من الجلود من إجمالي 4 ملايين من أضحية خلال عيد هذه السنة. " هيدورة" الكبش ليست ثروة اقتصادية وفي السياق، وصف الخبير الاقتصادي فرحات آيت علي الحملة التي أطلقتها وزارة الصناعة والمناجم المتعلق بجمع جلود أضاحي عيد الأضحى بالعشوائية، ولا ترتكز على معايير دقيقة، لضمان نجاحها، وقال آيت علي إن المدن والقرى تتحول يوم عيد الأضحى إلى مذابح ومسالخ، فكيف يتم جمع ما يربو عن 4 ملايين "هيدورة" العيد في ربوع الوطن، وتحويلها في ظرف وجيز، والجزائر لا تتوفر إلا على مصنع تحويل جلد البقر واحد والكائن مقره بالرويبة بالعاصمة، ومصنع آخر متخصص في تحويل جلود باقي الأغنام المتواجد بولاية جيجل، وهل يعقل -يضيف أيت علي- أن يستوعب هذان المصنعان الكمية الهائلة من جلود الأضاحي إن استطاع جمعها وتحويلها في وقت قصير، كما يعترض العملية -يقول آيت علي- أن عيد الأضحى تزامن مع فصل الصيف بحرارته المرتفعة التي تفوق معدلها الفصلي في الكثير من الولايات، ما يؤدي بالضرورة إلى إتلاف وتعفن الجلود التي ترمى هنا وهناك مباشرة بعد عملية سلخ الأضحية. وعن القيمة الاقتصادية لهذه الجلود، قال آيت علي: "لو فرضنا مثلا أن جميع أضاحي العيد كلها للكباش، وحتى ولو تم جمع جميع "الهيدروات" ولنفرض أن عددها الرسمي هو 3 ملايين رأس غنم عبر الوطن، فلن يتعدى المبلغ الذي تجنيه الجهة المعنية أكثر من 9 ملايين دولار، أي ما يعادل 90 مليار سنتيم"، وهذا المبلغ لا يمكن اعتباره ثروة اقتصادية، كما أن لم يقم لحد الساعة -حسب آيت علي- أي رئيس بلدية أو إمام مسجد بتخصيص نقطة معينة عبر الأحياء مخصصة لجمع جلود الأضاحي، ولم تتكفل باقي الجهات الأخرى المعنية بالعملية بإرسال رسائل نصية للمواطنين بغرض التوعية والتحسيس بالعملية. كل الأحياء تتحول إلى مذابح يوم العيد وعليه… من جهته، قال الخبير الاقتصادي الدكتور هارون عمر، إن المبادرة التي قامت بها وزارة الصناعة في الجزائر لجمع الجلود مبادرة يمكن استحسانها، لكن المشكل الكبير الذي يعترضها هو عدم وضوح آليات جمع جلود الأضاحي الأمر الذي يجعل نجاح العملية أمرا مشكوكا فيه، كون الذبح لا يكون فقط على مستوى المذابح المرخصة بل تصبح كل الأحياء عبارة عن مسالخ كبيرة، كما أن عملية تهيئة الجلد لتخزينه، يضيف هارون، تحتاج عملا مسبقا يتمثل أساسا في رش الملح على الجلود وتعريضها للهواء، وهو أمر رغم بساطته فإغلب العائلات لا تقوم به. هذا وأشار هارون إلى أن العملية هذه سبق أن تبنتها بعض الجمعيات المحلية خلال السنوات الماضية والقيام بعملية جمع "هيدورة" العيد وتخصيص عوائدها لمشاريع خيرية، إلا أنها لم تنجح رغم توفير عديد من المتطوعين لمرافقة العملية ونقاط خاصة لجمع جلود الأضاحي، وهو الأمر الذي لم توضحه لحد الساعة الوزارة، لأن المشكل الأكبر في العملية هو من يجمع ومن اين يجمعها؟! وأوضح هارون أن هذه التجربة الأولى من نوعها يأمل تحسينها في السنوات القادمة من خلال آليات واضحة ودقيقة، أما بالنسبة لتحويل هذه الجلود فإن كان هنا إعداد جيد لجلود الأضاحي يمكن تخزينها والقيام تحويلها على الأمد الطويل. وعلى صعيد مماثل، استحسن الاقتصادي كمال رزيق مبادرة وزارة الصناعة الرامية إلى استرجاع كميات من الجلود الخاصة بأضاحي عيد الأضحى بدل رميها في المزابل كما كان يحدث خلال السنوات الفراطة، مشيرا إلى أنه إن تمكنت الجهة الوصية من استرجاع مليون "هيدورة" فسنكون قد حققنا مبلغا ماليا يصل إلى 20 مليون دولار، مشيرا إلى أنه يمكن استغلال تلك الجلود في صناعة العديد من المنتجات الجلدية، كما سيتم استغلال صوف الأنعام تلك في الصناعة النسيجية، بدل هدرها في القمامات وتذهب سدى في الحاويات، علما أن ديننا الحنيف -يضيف رزيق- قد أمرنا بعدم التبذير، وأن العملية هذه تحتاج إلى تظافر جميع الجهود منها أئمة المساجد والجمعيات ذات الطابع المدني لإنجاحها.