تزامن الدخول المدرسي للموسم 2018 /2019 مع ظرف خاص، وهو انتشار مرض الكوليرا وأوبئة أخرى، على غرار الملاريا، مما دفع بعديد النقابات الوطنية إلى طلب تأجيل الدراسة في الولايات التي مستها الكوليرا، وهذا مخافة تسجيل إصابات جديدة، خاصة بالنسبة لتلاميذ الطور الابتدائي الذين مازالوا في مرحلة الطفولة ومناعتهم ضعيفة، مما يعرضهم لخطر أكبر، رغم الإجراءات الاحترازية التي وضعتها الجهات المعنية بكل المدارس، فالمخاطر الكبرى لا تكمن في مرض الكوليرا، والتي أسهم قرب المدارس من مصبات المياه القذرة، وأيضا قربها من الوديان مع غياب النظافة داخل دورات المياه وعوامل أخرى لا تقل أهمية، كتصدعات الجدران على انتشارها، الأمر الذي بات يقلق أولياء التلاميذ. روبورتاج: نصيرة/ح مدارس آيلة للانهيار .. والجهات المعنية لا تتحرك يعيش مئات التلاميذ حالة من الذعر والخوف بسبب هشاشة المؤسسات التربوية التي يدرسون على مستواها، حيث لا تزال هذه الأخيرة تستغل دون أن تخضع لأي عملية ترميم أو تهيئة، الوضع الذي يتسبب في كل مرة بانهيارات جزئية لأسقفها، ناهيك عن تصدع وتشقق جدرانها، ما يجعلها غير صالحة بتاتا للتمدرس. من جهة أخرى، هناك مدارس آيلة للانهيار لا تزال تستغل إلى غاية الساعة، رغم الخطر المحدق بالتلاميذ دون أي تدخل للجهات المعنية. كما أن هناك مدارس مشيّدة من مادة الأميونت (الشاليهات)، على غرار ثانوية تلامعلي بزموري ببومرداس، وهذا منذ زلزال 2003، ولا تزال تستغل إلى غاية الساعة رغم الخطر المحدق بالتلاميذ دون أي تدخل للجهات المعنية. هذا، وسلطت “الحوار” الضوء على موضوع المؤسسات التربوية الآيلة للإنهيار عبر الوطن، والتي من المفروض أن تخضع لعمليات تهيئة وترميم، أو أن تحوّل إلى أماكن أثرية، خاصة تلك التي تعود للحقبة الاستعمارية، في الوقت الذي تغيب فيه السلطات المحلية التي رصدت لها ميزانيات معتبرة لأجل ضمان تمدرس جيد للتلاميذ بعيدا كل البعد عن الخوف والذعر والقلق. تصدع المدارس يحوّلها إلى مسابح مشكل اهتراء الأسقف مطروح بشدة على مستوى المؤسسات التربوية، على غرار مدرسة “أحمد كنتور” ومتوسطة “معوش” ببرج منايل، بحيث اشتكى التلاميذ تحوّل الأقسام إلى برك من المياه خلال فصل الشتاء، بسب تشقق الأسقف وامتداد مياه الأمطار داخلها. كما أعرب الأولياء عن سخطهم الشديد من الصمت الذي تبديه مديرية التربية حيال الوضع ذاته رغم شكاويهم المتواصلة. هذا، وما يزال حال ابتدائية بخميس الخشنة تعاني التصدع في الأسقف، محل خوف للأولياء من خطر كارثة سقوط سقفها على أبنائهم. كما لايزال حال ابتدائية “الشهيد بلحبشية عمران”، الكائنة بزموري البحري، على ماهو عليه منذ التساقط الأخير للأمطار التي غمرت ساحة المدرسة وحجرات الدراسة. وبالرغم من امتصاص مياه الأمطار من قبل عناصر الحماية المدنية واستقرار الأوضاع، إلا أن فصل الأمطار بات وشيكا، حسبما يؤكده بعض أولياء التلاميذ الذين يدرسون بهذه المدرسة، بينما طالب آخرون من السلطات الولائية الالتفات وتهيئة المدرسة حفاظا على صحة التلاميذ وأمنهم وسلامتهم من مخاطر هذه المدارس الآيلة للسقوط. مؤسسات تربوية في وضعية كارثية بسبب عدم تهيئتها تشهد العديد من المدارس، خاصة منها الابتدائية، حالة كارثية من حيث قدمها وعدم توفرها على دورات المياه، حيث تحوّلت المرافق ذاتها إلى مصدر خطر على التلاميذ، وهي الوضعية التي يعيشها متمدرسو إكمالية “ديشو محمد” ببلدية يسر، شرق ولاية بومرداس، حيث يعاني تلاميذ هذه المؤسسة من غياب دورة المياه، والذي يسمح للتلاميذ بقضاء حاجتهم البيولوجية، حيث أعرب العديد من التلاميذ وأوليائهم على أنهم يعشون حالة مزرية جراء غياب دورة المياه، أين يضطر التلاميذ للصبر إلى غاية رجوعهم إلى منازلهم، وهذا الأمر يشكل خطرا على صحتهم، بحيث عبر الأولياء عن سخطهم الشديد من هذا الوضع، مبدين تساؤلاتهم عن دور السلطات المحلية التي لم تحرك ساكنا لإعادة تهيئة الاكمالية قبل بداية الموسم الدراسي. المياه القذرة ببلدية خميس الخشنة.. مصدر إزعاج لأولياء التلاميذ استنكر الأولياء والتلاميذ معا، ببلدية خميس الخشنة، الوضع المزري التي تعيشه البلدية، جراء تسربات المياه القذرة الناجمة عن غياب التهيئة بسبب قدم قنوات الصرف الصحي، وهو المشكل الذي يزيد من خطورته على صحة التلاميذ، لكون المياه القذرة تصب بالقرب من المدرسة، وهو ما أكده الأولياء والتلاميذ ببلدية خميس الخشنة، بحيي “وضنون” و”عدل” جراء تسربات المياه القذرة، والتي يعبرها التلاميذ يوميا، معرضين أنفسهم للخطر، بحيث أكد التلاميذ في تصريحهم أنهم في أحد الأيام، تعرضوا إلى هاجمات للكلاب الضالة جعلتهم يركضون من شدة الخوف، أين سقطوا في المياه القذرة. والأولياء بدورهم أكدوا أن تخوفهم الدائم من هذه المشكلة جعلهم يرفعون شكاوى للسلطات المحلية دون أن تحرك السلطات المعنية حاليا. دورات المياه وتسرب المياه القذرة يشكل خطرا على صحة التلاميذ أكد جلّ التلاميذ داخل المدارس التربوية، أن غياب النظافة، لاسيما دورات المياه، يشكل الغائب الأكبر، وما زاد الطين بلة هو غياب الماء، فلا وجود للمياه داخل دورات المياه، الأمر الذي جعل التلاميذ يتعرضون لمخاطر الأمراض والأوبئة، بالإضافة إلى أن جميع المجاري وقنوات الصرف موجودة على مستوى الأحياء والتجمعات السكنية، كما أن المدرسة الابتدائية “عمران بلحبشية” بزموري البحري، بعد إلحاح كبير من بعض أولياء التلاميذ لزيارة المدرسة ميدانيا، وقوفوا على الحال المزري لتمدرس أبنائهم، بعد أن خابت كل مساعيهم أمام السلطات المحلية لاحتواء الوضع. وحسب المعاينة الأولية، فإن الابتدائية تقع أمام قناة الصرف الصحي الرئيسية التي تجمع مياه صرف حي “اللوتيسمو” أو الشاليات وتمر عبر المدرسة لترمي أخيرا بالبحر، حسبما استفيد من شرح بعض المواطنين، ممن أكدوا أن التساقط الغزير للأمطار الأسبوع الماضي، قد سبب انسداد القنوات والبالوعات وتعرضت للفيضان، كما أن القناة ذاتها قد انفجرت أمام مدخل المدرسة لتشكل بركة كبيرة من مياه الصرف الصحي، ما أدى إلى انبعاث روائح كريهة. وحسب أحد أولياء التلاميذ الذي قال متحدثا إلينا، فإن الضغط الكبير على قناة الصرف الصحي بفعل التوسع السكاني أدى إلى انفجار القناة قرب المدرسة، كونها آخر نقطة قبل أن تصب في البحر، موضحا بأن مصالح بلدية زموري قد عمدت إلى حفر حفرة عميقة بالشاطئ يتم تنقيتها من حين لآخر، ولكن الأمر يتكرر مع كل موسم أمطار، ويزداد سوءا بسبب انسداد البالوعات وتحول الطريق إلى برك متفرقة، بينما طالب أولياء التلاميذ من السلطات الإسراع في تهيئة المدرسة الوحيدة بالمرسى، مؤكدين بأن مياه الصرف تصل إلى نصف الساحة، فيكون الحل الوحيد منع التلاميذ من الالتحاق بمقاعدهم. وكشف بأن الأولياء كثيرا ما يتدخلون للتنقية والتنظيف، وهذا ما أكده أحد أولياء التلاميذ الذي أكد أنه منع ابنه من الالتحاق بمدرسته إلى أن تندثر الروائح الكريهة التي كانت تعم المكان، مشيرا بأن الأطفال من المفروض أن يجدوا المدرسة نظيفة والساحة مهيأة، وكذلك الملعب حتى يلعبوا ويستمعوا قبيل الدخول إلى أقسامهم، ولكن الحال كما ترون في الحجرات روائح كريهة وفي الخارج مياه صرف صحي تهدد صحة التلاميذ، كما تحدثت بعض عاملات إدارة المدرسة عن صعوبة العمل اليومي بسبب انتشار الروائح الكريهة المنبعثة من البالوعة القريبة جدا من مقر الإدارة. التلاميذ يوجهون صرخة استنجاد عبّر بعض التلاميذ عن خوفهم من المخاطر التي يتعرضون لها جراء تسرب المياه القذرة داخل مدارسهم، وعن حال تمدرسهم الذي تميزه الروائح الكريهة بسبب مياه الأمطارالتي غمرت حجراتهم لدرجة أن أحذيتهم تتبلل، حيث قال التلميذ، وسيم عامر، (10سنوات)، يدرس بقسم الرابعة ابتدائي بالمدرسة ذاتها، بأن الروائح الكريهة تعيقهم عن التركيز في دراستهم، وبأن المعلمة عمدت إلى تسريحهم في الفترة المسائية للسبب ذاته، في حين أكد التلميذ محمد أمين علي، بقسم الرابعة ابتدائي أيضا، أنه قد هجر قسمه منذ التهاطل الكبير للأمطار، والذي تسببت في ارتفاع منسوب المياه بداخل الحجرات، ما جعل حذاءه يتبلل كلية. وأضاف بأن والده يسعى ليغيّر مدرسته للأسباب ذاته. في ظل غياب النظافة والإطعام والنقل المدرسي تتجدّد معاناة آلاف التلاميذ المتمدرسين بالمؤسسات التربوية، سواء الابتدائيات أو الإكماليات المنتشرة بقرى ومداشر ولاية بومرداس كل سنة مع حلول الدخول الاجتماعي، حيث تفتقر جل الهياكل إلى العديد من الضروريات التي يحتاجها التلميذ خلال مساره العلمي، على غرار التدفئة التي تعد من أهم الشروط اللازمة لضمان راحة المتمدرسين، وكذا المطاعم المدرسية، حيث تعتمد العديد من الابتدائيات بقرى ومداشر الولاية على الوجبات الباردة التي تبقى غير كافية خاصة في أيام الشتاء. كما تعرف المؤسسات التربوية البعيدة عن مدن بومرداس وضعية كارثية، سواء ما تعلق بالأثاث الذي لا يزال قديما ولم يجدد بعد أو حتى بالنسبة لأرضية ساحات اللعب التي تبقى غير مهيأة و لا تحترم الشروط اللازمة لضمان سلامة التلميذ. وقد قمنا بزيارة لبعض هذه المؤسسات ونقلنا معاناة التلاميذ، فلا يزال الآلاف من المتمدرسين يعانون نقصا في المتطلبات التي تساعدهم على مواصلة دروسهم في ظروف طبيعية وملائمة، على غرار مشكل التدفئة، حيث يشتكي أولياء التلاميذ في العديد من المدارس، نذكر بالأخص منها قرية “بني عراب” التابعة لبلدية الثنية من غيابها شأنها في ذلك شأن مدرسة “محمد لوبار” الموجودة بقرية “العزلة ” ببني عمران، وهو ما أثار استنكار العديد من الأولياء الذين تخوفوا من معاناة أبنائهم. كما يشكل غياب النقل المدرسي بمعظم القرى النائية مشكلا للعديد من التلاميذ والأولياء على حد سواء. تخوف كبير من تكرار سيناريو الشتاء الماضي يتخوف أولياء تلاميذ أغلبية المؤسسات التربوية الواقعة بقرى بلديات بني عمران، الثنية وبودواو، من احتمال تكرار سيناريو معاناة التلاميذ الشتاء الماضي، خاصة ونحن على أبوابه، حيث تفتقر معظمها للتدفئة، ما يجعل التلاميذ يواجهون مشاكل كثيرة أرقتهم وأثقلت كاهلهم في ظل برودة فصل الشتاء، حيث يشتكي تلاميذ قرية “أعراب” وحي اللوز وموقع الشاليهات المتواجدين ببلدية الثنية من غياب التدفئة. وذكر أولياء التلاميذ في هذا الصدد، أن أولادهم لطالما عانوا الكثير من البرد القارس في أعز الشتاء، ما جعل تحصيلهم العلمي يتراجع، مشيرين إلى أنهم طالبوا السلطات بالتدخل لتزويد المؤسسات بالمدافىء غير أنه لا حياة لمن تنادي، وهو الوضع نفسه الذي تعرفه مدرسة “محمد لوبار” وإكمالية “حدادة” بقرية السويقة، ومدارس “تولموث و غازيباون” التابعين لبلدية بني عمران، حيث تفتقر جل هذه المؤسسات التربوية إلى التدفئة ما يدفع بآلاف التلاميذ إلى ارتداء المعاطف أثناء الدرس، وفي بعض الأحيان يضطرون للغياب عن مقاعد الدراسة بسبب برودة القسم. كما أن هذه المداشر توجد في وضعية كارثية، حيث أن أغلبها لم يعرف أي عملية ترميم، خاصة وأن بعضها تعرض للتصدعات والتشققات، ولم تتخذ الإجراءات اللازمة حيالها بعد، وهو ما أثار استياء أولياء التلاميذ الذين يجددون مطلبهم في كل مرة بالتدخل العاجل للسلطات الوصية. نقائص بالجملة ومشاكل تنتظر التفاتة سريعة يواجه تلاميذ معظم المدارس الواقعة بقرى ولاية بومرداس عدة نقائص زادت كل واحدة على الأخرى من معاناتهم، خاصة منها مشكل النقل المدرسي، حيث تغيب في بعضها، أما الجهة الأخرى فالموجود منه لا يفي بالغرض أمام العدد الكبير من التلاميذ الذين يضطرون للتنقل يوميا من مناطق بعيدة إلى مركز المدينة للدراسة، كون أن المناطق التي يقطنون فيها لا توجد بها سوى ابتدائية، في حين يلجأون إلى المدينة للالتحاق بالثانويات والإكماليات، على غرار قرى بلدية بني عمران، حيث يجد التلاميذ يوميا صعوبة في التنقل إلى مركز المدينة لمواصلة التعليم المتوسط والثانوي، في الوقت الذي تمر فيه حافلة واحدة فقط لنقل مئات التلاميذ.. الوضع نفسه تعرفه الجهة الغربية لبومرداس، حيث يجد آلاف التلاميذ معاناة يومية للالتحاق بمقاعد دراستهم، خاصة بقرى يسر، برج منايل…في ظل النقص الفادح لوسائل النقل، وهو ما يشكل خطرا على حياة التلاميذ الذين يقطعون مسافات طويلة مشيا على الأقدام وسط مخاطر قطع الطريق السريع. وقد شهد العديد من التلاميذ هذه الحوادث حين قطعهم الطريق، لاسيما المدارس المشيدة بالقرب من الطرق. كما يطرح مشكل غياب النقل المدرسي بكل من قرية شرابة وقرية أولاد حميدة وبن حمزة التابعة إداريا لبلدية بغلية شرق ولاية بومرداس، الذي يسبب في معاناة التلاميذ، حيث قال بعض الأولياء إنهم جد مستائين، وفي قمة الغضب من سياسة التجاهل المنتهجة من قبل الجهات المعنية، والتي لم تستجب إلى مطلبهم المتمثل في توفير خدمة النقل لأبنائهم منذ الدخول المدرسي، مؤكدين أن التلاميذ يجبرون يوميا على قطع مسافات طويلة سيرا على الأقدام، وكذا عن طريق حافلات النقل العمومي القليلة، حيث يدفعون مصاريفها والتي أرقتهم كثير. وفي هذا الصدد، شدّد الأولياء على أنهم يعانون من تكاليف هذه النفقات، علما أن أبناءهم يستنجدون بها خلال الفترة الصباحية عندما يتوجهون إلى مدارسهم، وفي الفترة المسائية عندما يعودون إلى منازلهم. وذكر الأولياء أن المتاعب التي يعاني منها أبناءهم، حيث يتعرض هؤلاء لظروف موسم الشتاء، إذ يعانون من البرد الشديد، خاصة وأنهم يخرجون في ساعات مبكرة من الفترة الصباحية حتى يتسنى لهم العثور على حافلات تقلهم إلى أماكن الدراسة، كما يواجه التلاميذ صعوبات السير على طرقات مليئة بالأوحال وتسودها انزلاقات خطيرة تهدد سلامتهم. نصيرة .ح