التاريخ لا يجب أن يكتبه السياسيون ! الآلاف اعتذروا مني بعد أن ضربت الكوليرا الجزائر اقرؤوا ما أكتب بتمعن ..وأقبل من يعارضني لا أحاول أن أستفز أي أحد بكتاباتي عن الدين اعتبر الروائي أمين الزاوي أن من بين مهام المثقف والمبدع أن يثير النقاش، مبرزا أنه يطرح قضايا الدين والمقدس لكونه أستاذا جامعيا وباحثا في سوسيولوجيا الثقافة بعيدا عن أي قراءة مما يتداوله الكثيرون. حنان.ط أوضح الروائي أمين الزاوي أنه حينما يطرح مسائل حول المقدس أو التدين أكثر من الدين، فإنه يقوم بذلك على بينة ودراسة، ولا يقصد بها استفزاز الناس، وعلق عن الأمر بالقول: حينما أطرح قضايا الدين والتدين والمقدس لا أقوم بذلك من باب الاستفزاز بل من باب أنني أستاذ جامعي وباحث في سوسيولوجيا الثقافة والمثقفين وتاريخ المثقفين في المغرب العربي وهي أطروحتي في الدكتوراه، كما أنني أقوم بذلك على بينة ودراسة”. أقبل المعارضة في هذه الحالة فقط وذكر صاحب “يهودي تمنطيط الأخير: أنه يقبل من يعارضونه في الأفكار، داعيا في السياق ذاته من ينتقدونه إلى ضرورة قراءة ما يكتبه بتمعن. أطلب من الجميع أن يقرؤوا ما أكتب بتمعن وعاد الزاوي خلال حديثه مع “الحوار” على هامش معرض الجزائر الدولي للكتاب في طبعته ال 23 الذي اختتم أول أمس، للحديث عن مقاله الأخير الذي كتبه منذ أشهر حول شعيرة الأضحية وأثارت جدلا كبيرا، وأوضح قائلا: أنا أقبل المعارضة ولكنني أطلب من الجميع أن يقرؤوا ما أكتبه بتمعن، حينما كتبت مقالي الأخير حول البدونة الإسلامية للجزائر الكثير من الناس قرؤوه سماعيا أو لم يقرؤوه أصلا وبدؤوا في الهجوم وأنا تحدثت كيف أصبحت العاصمة بدوية وهذا ليس تحقيرا للبدو وإنما يضيف “البدو في غير مكانه أمر غير صحيح والعكس.. حينها تعرضت لهجوم كبير ولكن للأسف بعدما ضربت الكوليرا الجزائر آلاف الناس الذين كانوا ضدي بعثوا لي برسائل اعتذار وقالوا لي ما أشرات إليه أصابنا اليوم”. وتوقف الزاوي للحديث عن الرواية والتاريخ حيث تأسف لما وصلت إليه الجزائر اليوم، داعيا إلى ضرورة إعادة كتابة تاريخ الجزائر، فالتاريخ حسبه يكتبه المثقفون والعلماء وليس السياسيون “للأسف الجزائر منذ 50سنة ضحية الكتابة الرسمية للتاريخ يجب تحرير التاريخ الذي يجب أن يكتبه المثقفون العلماء ولا يكتبه السياسيون، لقد تأخرنا كثيرا في إعادة كتابة تاريخ الجزائر من جديد دون التاريخ ودون تاريخ متفتح يعلم الأجيال الجديدة كيف تقرأ الجزائر المتعددة، أعتقد أننا سنظل نراوح المكان ونخفي الكثير من الأشياء”. معرض الكتاب موعد مهم للاحتفال بالكتاب وذكر الزاوي خلال حديثه أن معرض الجزائر الدولي للكتاب أصبح موعدا مهما للاحتفال بالكتاب، لأنه حسبه لا يمكن أن تتقدم ثقافة في بلد ما في ظل غياب الكتاب الذي سيظل سلطان الثقافة والحضارة والقراءة. أصبحنا في وقت لا نفرق فيه بين الإنسان والحيوان مضيفا “هذه السنة شاركت في سيلا بروايتين واحدة باللغة الفرنسية تحت عنوان “طفل البيضة” صدرت في باريس، والجزائر عن منشورات البرزخ وهي رواية فلسفية بالأساس تتناول كيف أصبحنا في عصر لا نفرق فيه بين الإنسان والحيوان، حيث أن الإنسان تحول إلى حيوان”، والرواية الثانية باللغة العربية “الخلان” الصادرة عن منشورات ضفاف لبنان، والاختلاف في الجزائر، تتناول تاريخ الجزائر قبل الثورة وبعدها تساءلت فيه هل يمكن للمقدس أو عنف المقدس أن يسالم أو يختفي بالفعل اختفى لمرحلة معينة في الجزائر وهي خلال ثورة التحرير، حيث تتناول الرواية ثلاث شخصيات، مسيحية، يهودية، ومسلمة، يلتقي الجميع في الثورة الجزائرية يؤجلون انتماءاتهم الدينية من أجل الوطن لكن بعد الاستقلال للأسف يعود المقدس الديني للظهور. التعددية وقبول الآخر مضيفا “أعتقد أنه لأول مرة في تاريخ الرواية الجزائرية يتم الحديث عن الجزائر المتعددة عشية الثورة وضياع هذا التعدد بعد الاستقلال لأنني أتصور أننا لم نحسن بناء الدولة الوطنية على أسس تعددية وقبول الآخر”.