قال الأديب أمين الزاوي، إنّه مثقف مجروح بسؤال الثقافة، ذلك أنّ المجتمع يعيش حياة ثقافية تُسيّرها المناسبة، وهو ما يشكّل خطرا حضاريا عليه، وأنّ الأسوأ هو غياب دور السياسيين في الشأن الثقافي الذي أدى بحتمية منطقية إلى تراجع مستوى مختلف الفنون التي تلازم ثقافة الشعوب وترادف عنوان تقدّمها الحضاري. انتقد الدكتور أمين الزاوي، في لقاء نظّمته جمعية الكلمة الثقافية أوّل أمس، بالمركز الثقافي "عز الدين مجوبي"، المنظومة الثقافية التي تسير عليها البلاد والتي أصبحت مناسباتية، معربا أنّه ضدّ المناسبات التي لا تغني عن قيمة الثقافة شيئا، وتساءل عما أنتجته الوصاية لاستقبال هذه المناسبات، وماذا تمّ إنتاجه من مسرحيات وأعمال سينمائية جيدة، ونفس التساؤل يطرح كذلك على الكتاب. وانتقد صاحب رواية "الملكة"، بعض التظاهرات الثقافية على غرار المعرض الدولي للكتاب، وقال بخصوصه إنّه يقدّم "خردة الكتب العربية"، وما تقدّمه الجزائر من فرص واهتمام لهؤلاء الكُتاب والكتب لا يحظى به نظراؤهم الجزائريون من في معارضهم وصالوناتهم، وقال إنه "لا مكان لنا بين العرب رغم الجهود المبذولة". وردا على سؤال "المساء" حول تراجع اهتمام السينمائيين بالرواية، والاستناد إلى قصتها، أجاب الزاوي أنّ المشكل عميق، ذلك أنّ 95 بالمائة من السياسيين لا يقرؤون ولا يذهبون للسينما ولا إلى المسرح، وجزم أنه لو كان السياسيون يتردّدون على قاعات السينما لملكنا سينما جيدة، وقال أيضا أنّ المخرجين لا يقرؤون للأسف مثلهم مثل السياسيين، بل إنهم يغترفون من أفلام ينتجونها لمناسبة ما. وبالعودة إلى موضوع الرواية، قال صاحب رواية "صهيل الجسد" إنّ الرواية الجيدة هي التي تخوض فيما لا يستطيعه الآخرون، وتتحدّث عن ما لا يعرفونه، من خلال تناول الثالوث المستفز للقارئ وهو الجنس والمرأة والسياسة، وأكّد في معرض حديثه أنّ روايته تشكّل تشويشا للقارئ ولا تجيب على الأسئلة بل تطرحها، وأضاف أنّ الرواية الناجحة هي التي تكسر الطمأنينة الكاذبة في المقدّس والمدنّس. وأدلى أمين الزاوي، بموقفه إزاء الحملة التي طالت الكاتب كمال داود، وقال إنّ الكتاب قرأه مرتين الأولى لما صدر والثانية لما طفت الحملة الإعلامية عليه، وتعجبت من التحامل المفرط عليه، وأكّد أنّ مؤلّفه يدافع عن العرب والمسلمين أكثر من أيّ شيء آخر، فهي تناهض أفكار ألبير كامو، وتردّ الاعتبار للعربي المنسي، موضّحا أنّ كمال داود، لا يحسن الحديث عن روايته. وبخصوص قضية أسبوعية "شارلي ايبدو" الفرنسية، أفاد الزاوي، أنه من الخطأ الرد على هؤلاء، وكان الأفضل أن يتحلى الجميع بالصمت، واستشهد بواقعة حدثت للرسول محمد صلى عليه وسلم أنه قد سّبوه لما كان في مكة ولم يرد عليهم. وبخصوص الكتابة باللغتين العربية والفرنسية، أوضح المتحدث أنّ الكتابة باللغتين بالنسبة إليه عبارة عن امتحان للغتيه لكن بخصوصية جزائرية، بالإضافة إلى حس وتركيبات مرتبطة بعلاقة الجزائري باللغة، فالجزائري يكتب اللغة العربية لا تشبه الطريقة الشرقية، وهي مختلفة بفضل مخيال لغوي أمازيغي إفريقي ومتوسطي.