فايد يؤكد أهمية تعزيز القدرات الإحصائية من خلال تحديث أدوات جمع البيانات وتحليلها    فلسطين: الاحتلال الصهيوني يحول الضفة الغربية إلى سجن مفتوح بوضع عشرات البوابات الحديدية    معسكر: الشهيد شريط علي شريف... نموذج في الصمود و التحدي و الوفاء للوطن    رئاسة الجزائر لمجلس الأمن: شهر من الإنجازات الدبلوماسية لصالح إفريقيا والقضايا العادلة    كرة القدم/الرابطة الأولى "موبيليس": مباراة "مفخخة" للمتصدرواتحاد الجزائر في مهمة التدارك ببجاية    فلسطين: "الأونروا "تؤكد استمرار عملها رغم سريان الحظر الصهيوني    فلسطين: غوتيريش يطالب بإجلاء 2500 طفل فلسطيني من غزة "فورا" لتلقي العلاج الطبي    وزير الاتصال يعزي في وفاة الصحفي السابق بوكالة الأنباء الجزائرية محمد بكير    انتخابات تجديد نصف أعضاء مجلس الامة المنتخبين: قبول 21 ملف تصريح بالترشح لغاية مساء يوم الخميس    السوبرانو الجزائرية آمال إبراهيم جلول تبدع في أداء "قصيد الحب" بأوبرا الجزائر    الرابطة الأولى: شباب بلوزداد ينهزم أمام شباب قسنطينة (0-2), مولودية الجزائر بطل شتوي    وزير الثقافة والفنون يبرز جهود الدولة في دعم الكتاب وترقية النشر في الجزائر    تنوع بيولوجي: برنامج لمكافحة الأنواع الغريبة الغازية    رياح قوية على عدة ولايات من جنوب الوطن بداية من الجمعة    اللجنة الحكومية المشتركة الجزائرية-الروسية: التوقيع على 9 اتفاقيات ومذكرات تفاهم في عدة مجالات    رياضة: الطبعة الاولى للبطولة العربية لسباق التوجيه من 1 الى 5 فبراير بالجزائر    بصفته مبعوثا خاصا لرئيس الجمهورية, وزير الاتصال يستقبل من قبل رئيس جمهورية بوتسوانا    وزير الصحة يشرف على لقاء حول القوانين الأساسية والأنظمة التعويضية للأسلاك الخاصة بالقطاع    وزير الصحة يجتمع بالنقابة الوطنية للأطباء العامين للصحة العمومية    فلسطين... الأبارتيد وخطر التهجير من غزة والضفة    لصوص الكوابل في قبضة الشرطة    تعليمات جديدة لتطوير العاصمة    عندما تتحوّل الأمهات إلى مصدر للتنمّر!    توقيف 9 عناصر دعم للجماعات الإرهابية    رسالة من تبّون إلى رئيسة تنزانيا    بوغالي في أكرا    فتح باب الترشح لجائزة أشبال الثقافة    التلفزيون الجزائري يُنتج مسلسلاً بالمزابية لأوّل مرّة    الشعب الفلسطيني مثبت للأركان وقائدها    محرز يتصدّر قائمة اللاعبين الأفارقة الأعلى أجراً    الأونروا مهددة بالغلق    شركة "نشاط الغذائي والزراعي": الاستثمار في الزراعات الإستراتيجية بأربع ولايات    صالون الشوكولاتة و القهوة: أربع مسابقات لحرفيي الشوكولاتة و الحلويات    تحديد تكلفة الحج لهذا العام ب 840 ألف دج    السيد عرقاب يجدد التزام الجزائر بتعزيز علاقاتها مع موريتانيا في قطاع الطاقة لتحقيق المصالح المشتركة    حوادث المرور: وفاة 7 أشخاص وإصابة 393 آخرين بجروح في المناطق الحضرية خلال أسبوع    مجموعة "أ3+" بمجلس الأمن تدعو إلى وقف التصعيد بالكونغو    غرة شعبان يوم الجمعة وليلة ترقب هلال شهر رمضان يوم 29 شعبان المقبل    اتفاقية تعاون بين وكالة تسيير القرض المصغّر و"جيبلي"    لجنة لدراسة اختلالات القوانين الأساسية لمستخدمي الصحة    الرقمنة رفعت مداخيل الضرائب ب51 ٪    4 مطاعم مدرسية جديدة و4 أخرى في طور الإنجاز    سكان البنايات الهشة يطالبون بالترحيل    توجّه قطاع التأمينات لإنشاء بنوك خاصة دعم صريح للاستثمار    رياض محرز ينال جائزتين في السعودية    مدرب منتخب السودان يتحدى "الخضر" في "الكان"    السلطات العمومية تطالب بتقرير مفصل    شهادات تتقاطر حزنا على فقدان بوداود عميّر    العنف ضدّ المرأة في لوحات هدى وابري    "الداي" تطلق ألبومها الثاني بعد رمضان    الاجتهاد في شعبان.. سبيل الفوز في رمضان    أدعية شهر شعبان المأثورة    وهران.. افتتاح الصالون الدولي للشوكولاتة والقهوة بمشاركة 70 عارضا    صحف تندّد بسوء معاملة الجزائريين في مطارات فرنسا    العاب القوى لأقل من 18 و20 سنة    الجزائر تدعو الى تحقيق مستقل في ادعاءات الكيان الصهيوني بحق الوكالة    عبادات مستحبة في شهر شعبان    تدشين وحدة لإنتاج أدوية السرطان بالجزائر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أمين الزاوي في «منتدى البلاد»:سبعة أحزاب عرضت علي الترشح

يستذكر الدكتور أمين الزاوي الذي حل ضيفا على «منتدى البلاد»، العديد من محطات حياته الأدبية منذ أن كان طالبا في دمشق، وحكاية مصادرة روايته الأولى
من طرف المخابرات السورية، وصولا إلى توليه منصب مدير المكتبة الوطنية. وتوقف بين هذا وذلك عند واقع نشر الكتاب في الجزائر
بعد خمسين سنة من استرجاع الاستقلال، وموقفه من النقاشات الحاصلة قبيل الانتخابات التشريعية القادمة.
أمين الزاوي ينتقد غياب الثقافة في البرامج الحزبية ويؤكد:
أرفض الانتساب إلى التشكيلات السياسية لأني لست خائنا
حسناء شعير
اعترف أمين الزاوي بأنه كان في الفترة الأخيرة مقصدا للعديد من الأحزاب السياسية التي عرضت عليه الترشح للانتخابات التشريعية القادمة، وقال إن سبع تشكيلات، رافضا ذكرها، طرحت عليه الأمر. وأوضح ضيفنا أنه اعتذر لهؤلاء، خصوصا أنه لم ينتم يوما لحزب سياسي لقناعته بأن ذلك يتعارض مع كونه كاتبا، مضيفا «التزامي مع أي جهة معينة سيجعلني أخون أمين الزاوي المثقف ولن أبدل حريتي وحرية تفكيري وإبداعي بالانتساب إلى حزب معين». وقال صاحب رواية «الاستسلام» الصادرة سنة 2000 «أحترم وأشكر كل تلك الأحزاب التي اتصلت بي وعرضت علي المشاركة، لكني أريد المحافظة على شخصيتي كمثقف وحريتي في التفكير ونقد نفسي وأصدقائي». أما عن منصب وزير الثقافة المقبل الذي طرح كثيرون اسم الزاوي لتوليه، قال صاحب «أهل العطر» إنه لم يتم طرح الموضوع خلال اتصال الأحزاب السياسية به، كما أنه لا يبحث عن منصب كهذا ولا يسعى إليه، غير أنه عاد ليقول «لكن لن أرفض المسؤولية حين تأتي ولن أهرب منها أبدا، وأعتبر ذلك واجبا وطنيا في باب الثقافة، وأتمنى ألا أخيب كل من له نوايا ثقافية طيبة».
من ناحية أخرى، اعتبر ضيف «منتدى البلاد» أن الثقافة تمثل الأولوية التي تفوق كل الأولويات، وأن السياسي الذي لا يسلم بهذه الحقيقة، فإن كل ما سيأتي يكون مآله حتما الزوال. وقال المتحدث إن إغفال مختلف الأحزاب السياسية للشق الثقافي في برامجها التي تتغنى بها حاليا ضمن حملة انتخابية مبكرة، مجرد لعب بالصناديق لن يؤتي أكله، مضيفا أن «الشعب الجزائري لا يبحث عن الخبز والسكن فقط، ولكنه يريد الكرامة التي لا تأتي سوى بالثقافة والديمقراطية.. نحن نريد بناء ديمقراطية، وإذا كانت الطبقة السياسية لا تهتم بالمشهد الثقافي من فن تشكيلي وسينما ومسرح، فكيف للمواطن أن يمنحها ثقته.. يجب أن يؤخذ هذا المعطى بعين الاعتبار، وإلا فكل ما يقوم به السياسيون سيتراجع ويسقط في الهاوية»، على حد تعبيره.
تعطل مشروع فيلم «الأمير عبد القادر» كارثة في حق تاريخنا
الاحتفالات ب«خمسينية الاستقلال» مجرد مناسبة سياسية باهتة
يرى الكاتب أمين زاوي أن الاحتفالات بالذكرى الخمسين لاسترجاع الاستقلال في الجزائر عندما لا تأخذ الطابع الشعبي ولا يهتم بها المجتمع المدني تصبح مناسبة سياسية باهتة ليس لها أي صدى، موضحا «في فرنسا بدأت الاحتفالات مبكرا وأنجزوا العديد من الأفلام والندوات لأن الشخصيات والفاعلين ومختلف القنوات والصحف أخذت المبادرة، عكسنا نحن الذين ننتظر دوما الضوء الأخضر والدعم المالي ولا نتحدث سوى عنه». وأوضح ضيف «منتدى البلاد» أنه يستغرب الحديث عن نشر عشرات الكتب والأفلام، مضيفا «أتحدى أيا كان أن يأتي ب 100 كتاب جديد عن الثورة قبل سنة 2015 أو ينجز فيلما حقيقا واحدا يجسد فعليا معنى الثورة حتى مطلع سنة 2015». وقال صاحب «إغفاءة الميموزا» إنه «من المفروض أن يشرع في التحضير لهذه الاحتفالات سنة 2008 على الأقل وليس عشية حلول ذكرى خمسة جويلية». وعن سبب تأخر ظهور فيلم عن الأمير عبد القادر، يقول الزاوي «ليس لي أي فكرة عن سبب هذا التأخر، لكني جد حزين لهذا، فهذه كارثة للذاكرة التاريخية الجزائرية وللأجيال الحالية والقادمة التي تسمع بالأمير لكنها لا تعرف عنه شيئا، حيث لم يصور له أي فيلم يمجد ويخلد بطولات هذا الرجل العظيم لا سابقا ولا الآن». وأكثر من ذلك، رأى ضيفنا أن كل حديث عن القيام بإنجازات فنية تخلد الثورة هو كلام «إيديولوجي» وسياسي ليس له معنى وجد متأخر، فمثلا لدينا 20 سنة ونحن نتحدث عن إنجاز فيلم ثوري للأمير عبد القادر ولم نتقدم في شيء، على حد قوله. محمد. ت
قال إنه سيكون أول من يتصدى لهم لو استعدوا الفنون
الزاوي: خطاب «الإسلاميين» في الجزائر خرج من التشنج وأهلا بهم
تحدث ضيف «منتدى البلاد» عن إمكانية فوز «الإسلاميين» في الانتخابات التشريعية التي تشهدها الجزائر في ماي المقبل، وقال إنه لا يعارض هذا المشروع السياسي أو فكرة مجيئهم إلى السلطة، حيث يضمن لهم الحق أن يحكموا وأن يمارسوا السلطة، وذلك بحكم التاريخ. ويستدرك الزاوي ويقول إنه على «الإسلاميين» معرفة أن الديمقراطية هي التي ستوصلهم إلى السلطة، وهي التي تسقطهم لا محالة في حال وصولهم كما فعلت بالآخرين، مضيفا «عليهم أن يعرفوا أنهم جاؤوا بفضل تنوع دولة دينية بدون شعارات إسلامية». ويرى ضيفنا أن «التيار الإسلامي» في الجزائر بدأ في التغير، وأصبح يضم أساتذة جامعيين ومثقفين؛ مما أخرج خطابه من التشنج لأن هؤلاء آمنوا بأن الغضب واستثماره لا يوصل إلى شئ. ويعود محدثنا ليؤكد أنه سيرفض «الإسلاميين» إن هم رفضوا الفنون، موضحا «فليحكم الإسلاميون لكن إن رفضوا المسرح والسينما والموسيقى والرواية فسأكون أول من يرفضهم لأني حينها لن أجد لي مكانا في الجزائر»، على حد تعبيره.
حسناء شعير
الزاوي يبدي تخوفه من «ثورات الربيع العربي» ويؤكد:
ما يحدث في المنطقة مثير للقلقوالتغيير يكون بقوى مؤطرة
يبدي أمين الزاوي تخوفه مما يحدث في المنطقة العربية أو ما صار يعرف ب«ثورات الربيع العربي»، موضحا أن هذه الثورات أو «الانقلابات»، كما أسماها، أسقطت خوفا من أنظمة قبعت لسنوات طوال، وأقامت خوفا آخر من المصير أو «إلى أين؟..». ويعتقد محدثنا أن الشارع في مصر وسوريا وليبيا لا يزال خائفا، مضيفا «أعتقد أن ما حدث في العالم العربي هو غضب وليس ثورة، فالغضب لا يصنع مشروعا سياسيا ولا اقتصاديا أو اجتماعيا بدون أن يؤطر بأحزاب وقوى ديمقراطية، لأن الغضب سيتحول إلى تهور وتفتت، وأتصور أن بوادر ما يحدث الآن تؤكد هذا التحليل لأننا خرجنا من الحمى لندخل في ما هو أشد خطرا وقوة منها. ويواصل ضيفنا قائلا إن ما حدث أظهر أن الشعوب العربية تبحث عن التغيير وتريده، ولكنها ليست مؤطرة بأحزاب قادرة على التغيير.
حسناء. ش
الزاوي يعتبر «بنجامين ستورا» خزانة للثورة التحريرية ويؤكد:
نحن نكتب التاريخ بتعصب ونرجسية وكأننا أسياد العالم
يعتقد أمين الزاوي أن كتابة تاريخ الثورة التحريرية في الجزائر لم تخرج بعد عن منطق التعصب والرومنسية والإيديولوجية أو «الأنا العظيمة»، وكأنه لولانا لما كان العالم. وقال إن التاريخ يحتاج إلى موضوعية أكثر في الدراسة، ففي حين يتمسك المؤرخون الجزائريون بنرجسيتهم، نجد أن الفرنسيين أكثر حرصا على الجانب الأكاديمي والموضوعي، مضيفا «لا أتصور أن أحدا يتحدث عن التاريخ دون ذكر بنجامين ستورا الذي أصبح خزانة التاريخ في الجزائر بامتياز». وعن قضية الأرشيف، يقول الزاوي إن تلك المحفوظات تكشف الكثير من الأشياء وتحرج بعض الأطراف التي ماتت واستشهدت وأخرى لا تزال حية، مضيفا «الفرنسيون عندهم نظام الأرشيف.. كل فترة يفتحون ملفات ويتصرف فيها الباحثون أو جزء منهم برخصة معينة.. وهناك بعض الأرشيف لديهم لايزال مغلقا.. أما الجزائريون فلا تعرف إن كان مغلوقا أو مفتوحا أم يوجد أو لا.. وهذا ما يجعل كتابة التاريخ أمرا صعبا وتبقى أجزاء منه مظلمة»، على حد تعبيره.
حسناء. ش
الأفلام التي عرضتها تظاهرة تلمسان «مسلوقة» وغير مشرفة
وصف الزاوي بعض الأفلام الوثائقية التي عرضت في إطار البرنامج السينمائي لتظاهرة «تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية»، ب«المسلوقة» و«غير المشرفة» على غرار فيلم «لالة مغنية» و«قدور بن عاشور» و«محمد ديب». وقال إن تلك الأعمال لم تكن في مستوى تظاهرة دولية بهذا الحجم، مضيفا «رغم أنه لم تتم دعوتي لها.. كانت التظاهرة في تصوري مناسبة جيدة وخاصة في هذا الظرف الذي يشهد التعصب وأزمة الربيع العربي، ولكن كان بإمكانهم وضع برنامج أخف وملتقيات أقل عددا مع كثير من التركيز في المحتوى كما حدث في مدينة القيروان عندما كانت عروسا متميزة للثقافة الإسلامية». ويعتقد الزاوي أن برنامج احتفالية تلمسان تورط في الكم أو العدد الذي اعتبره عقدة لا تتماشى مع الثقافة التي تقوم على العمل النوعي والمدروس، موضحا «أتساءل كيف لم تختتم بعد هذه التظاهرة ومدينة النجف افتتحت سنتها لتكون عاصمة للثقافة الإسلامية 2012». حسناء. ش
الزاوي ينتقد متهمي مولود فرعون وألبير كامي ويؤكد:
نحن نقزم الكتاب في رؤية إيديولوجية وسياسوية ضيقة
يرى أمين الزاوي أن الذين انتقدوا الكاتب الراحل مولود فرعون وذهبوا إلى الزعم بأن له مواقف ضد ثورة التحرير ومطلب استرجاع الاستقلال ويناصر الاندماج مع الفرنسيين، لا يعرفون صاحب «نجل الفقير» ولم يقرأوا له أصلا. وقال ضيف «منتدى البلاد» إن من يقرأ «لوجورنال» لمولود فرعون يكتشف أنه مقاوم ومناضل ولكن على طريقة المثقفين، وليس كما يحكم عليه «السياسويون» من منطلق «إيديولوجي». وأوضح الزاوي أن فرعون كان مناضلا من أجل استقلال الجزائر وكرامة شعبها، وكانت لديه طريقته في النضال وليس مطلوبا منه أن يذهب إلى الجبل، فهو مثقف حارب المستعمر الفرنسي على طريقة المثقفين. وبالنسبة ل«ألبير كامي»، واعتراض البعض على الاحتفال بذكرى رحيله في الجزائر كونه يمثل «إرثا استعماريا»، يقول الزاوي «هذا استفزاز إيديولوجي.. لازلنا لم نخرج من العصبية التي تحدث عنها ابن خلدون.. أنصح هؤلاء بقراءة أعمال ألبير كامي واكتشاف أعماله.. ولكن للأسف نحن نقزم دوما الكتاب في رؤية إيديولوجية وسياسيوية ضيقة ولا يجب أن نطلب من المثقف أن يكون في مكان السياسي أو العكس، ولكن هناك مقاربات مختلفة لكل حال»، وفق تعبيره.
أيمن. س
استهداف المثقفين في «العشرية السوداء» شوه صورة الإسلام
تحدث الروائي أمين الزاوي عن حادثة محاولة تفجير سيارته منتصف التسعينات لما كان مديرا لقصر الثقافة بوهران، ووصف ذلك الاعتداء ب«المرضي»، وقال إن استهدافه آنذاك دليل على الانغلاق ورفض الرأي الآخر، مضيفا أن الحضارة العربية الإسلامية كانت متفتحة على الاختلاف بكل أنواعه، والتيارات الدينية سواء كانت شيعة أو معتزلة أو متصوفة أو حتى عبدة الشيطان أو الزنادقة منفتحة أيضا على جميع الأفكار والاعتقادات. وأوضح صاحب كتاب «ثقافة الدم» أن هؤلاء المجرمين، كما وصفهم، أرادوا بفعلتهم تلك تهديم الجزائر والإساءة إلى الإسلام، وساهموا في تصدير صورة سيئة من الدين الحنيف للغرب، وذلك من خلال حملة استهدفت المبدعين والمثقفين في سنوات الإرهاب أو «العشرية السوداء» التي مرت بها الجزائر.
حسناء. ش
الزاوي يحكي قصته مع المخابرات السورية لما كان طالبا بدمشق
حافظ الأسد أمر شبيحته بمصادرة روايتي الأولى وسجن ناشرهاحسناء شعير
يستذكر أمين الزاوي روايته الأولى «صهيل الجسد» الصادرة سنة 1985 في دمشق حينما كان طالبا جامعيا، حيث فجرت آنذاك فضيحة مدوية جعلت أجهزة الأمن السورية تصادرها وتسحب كل النسخ من المكتبات والأسواق وتسجن ناشرها مدير «دار الوثبة» محمد حسين شرف. ويقول هنا «الرواية صدرت قبل ذاكرة الجسد لأحلام مستغانمي.. ووقتها أثارت ضجة كبيرة بين المثقفين في العالم العربي، وأعتقد أنها من الروايات الأولى التي منعت في العالم العربي من الأدب الجديد المعاصر. وقبل رواية حيدر حيدر وثلاثية نجيب محفوظ؛ لم نسمع بمنع رواية بالشكل الذي حصل لصهيل الجسد.. ووفق رواية أحد أساتذتي بدمشق.. اقترب رئيس الشعائر الدينية السورية آنذاك من الرئيس الأسبق حافظ الأسد الذي جاء إلى المسجد لأداء صلاة العيد.. قدم له نسخة من روايتي قائلا: انظر.. هذا ما ينشر عندنا من أدب في سوريا.. وبما أن الرئيس ليس له وقت للقراءة.. ولا أتصور أنه يقرأ الأدب أصلا.. أخذها وأصدر أمرا فوريا بمصادرة صهيل الجسد.. وطبعا نزلت أجهزة الأمن والشبيحة والمخابرات إلى المكتبات وسحبوا كل النسخ في وقت وجيز جدا.. وسحبت حتى من المكتبات الجامعية.. وشمعت دار النشر وأخذ صاحبها إلى السجن.. وهو مثقف مهم جدا، وكتب كتابا عن أمل دنقل يعد من أجمل ما كتب عنه». ويواصل ضيفنا سرد القصة قائلا «أكثر من هذا.. حوكم اتحاد الكتاب لأنه كان الذي يعطي الموافقة على نشر أي شيء، ولاحقا بعث لي الناشر رسالة بعد خروجه من السجن قال لي فيها لو أفتح دار نشر أخرى لكنت الأول من أنشر له.. صادفته مرة في أبو ظبي في أحد الملتقيات قبل سنوات». من ناحية أخرى، لم يستبعد الزاوي أن تلاقي رواية «صهيل الجسد» نفس المصير في حال نشرت بالجزائر آنذاك بالنظر إلى أن الظروف كانت متشابهة إلى حد ما، ولكنه يقول إن نشرها كان ممكنا جدا بعد 1988، مضيفا «هي رواية بسيطة جدا حتى تروا غباء الرقابة الذي لا يمكن تصوره.. تحكي عن طفل صغير وكيف يتعامل مع نمو جسده، وكيف يتعامل مع الدين وهو من عائلة محافظة لا أكثر ولا أقل.. يعني أن الرواية تبرز الطفولة بين الشيطان والملائكة، وليس كما تصورتها الرقابة وحكمت عليها من عنوانها فقط».
برامج الكتاب أعادتنا إلى نظام الحزب الواحد وقضت على الاختلاف
دور النشر لا تملك مشروعا ثقافيا وهي حبل لنشر غسيل الدولة
يعتقد أمين الزاوي أن ما بقي في قطاع الكتاب بعد خمسين سنة من استرجاع الاستقلال هو سلسلة «الأنيس» التي قادها الراحل محمد بن منصور لما كان على رأس المؤسسة الوطنية للكتاب، وكانت تجمع التراث باللغتين العربية والفرنسية وتقدم للقراء بسعر معقول، وكان توزيعها جيدا ووصل صداها إلى العالم.. وكانت من أهم الأشياء التي حققتها الجزائر آنذاك في قطاع الكتاب. ويعتقد ضيف «منتدى البلاد» أن الكارثة الكبيرة التي حلت بعدها، تمثلت في حل مؤسسات الدولة وما رافقها من تفتت مكتبات البيع التي تحولت إلى مطاعم ومحلات لبيع الأحذية وسكنات، موضحا أن «القرار عطل شبكات توصيل الكتاب.. كان الأفضل أن تحول تلك المؤسسات إلى فضاءات للتوزيع والحفاظ على المحلات كقطاع عام للمثقفين والطلبة والقراء». أما الآن، وبعد سنوات من تبني نظام التعددية، وصلنا إلى مرحلة «كتاب المناسبات» انطلاقا من «سنة الجزائر بفرنسا» في 2003 و«الجزائر عاصمة الثقافة العربية 2007» و«المهرجان الثقافي الإفريقي الثاني 2009»، و«تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية 2011»، وصولا إلى برنامج النشر المقرر في إطار الاحتفالات المخلدة للذكرى الخمسين لاسترجاع الاستقلال. «صحيح أن برامج النشر هذه فيها أشياء إيجابية»، لكنها تحمل أيضا، يقول الزاوي، أشياء خطيرة على الكتاب، حيث تتحول الدولة إلى الناشر الوحيد أو خط التحرير الواحد، فلا يمكنك نشر كتاب إلا بأخذ الموافقة الرسمية من باب أن «الدولة التي تدفع هي التي تقرر ماذا ينشر»، وبالتالي تتحول الجزائر كلها إلى دار نشر واحدة، وهذا يمثل خطرا كبيرا على التنوع، فالثقافة يحميها التعدد والاختلاف وتلك الفسيفساء المختلفة في الألوان والأطياف. وبشكل آخر، يرى المدير السابق للمكتبة الوطنية أن برامج النشر التي تطلقها الدولة تمثل، إن جاز التعبير، عودة إلى نظام الحزب الواحد، ورغم ذلك، الدولة لها الحق في القول «أنا أنشر هذا ولا أنشر ذلك ما دمت أدفع»، موضحا «للأسف دور النشر سقطت في اللعبة وبدأت تبحث عن ريع وتنازلت لعشر سنوات عن حق التقديم المختلف والمتنوع.. دور النشر لا تملك مشروعا فكريا.. وعدا دار البرزخ.. الباقي عبارة عن حبل لنشر الغسيل لا أكثر ولا أقل مع احترامي للجميع.. سقطت تلك الدور في رهان الربح والبحث عن الريع والمال أكثر من حرصها على الثقافة وجودة الكتاب»، على حد تعبيره.
أيمن السامرائي
المعرض الدولي يسير بالمزاج ووجوده في «خيمة» لا يعقل
المركز الوطني للكتاب مجرد هيئة استشارية لا تملك أي سلطة
استغرب ضيف «منتدى البلاد» عدم إطلاق المركز الوطني للكتاب في هذه الفترة التي تشهد نقاشا كبيرا حول برامج الكتاب في مختلف التظاهرات، وذلك رغم الإعلان عن مرسوم إنشائه سنة 2009. وأعلن أمين الزاوي أنه حينما اطلع على قانونه الأساسي اكتشف أنه مجرد مركز بطابع استشاري لا يملك سلطة الاختيار أو القرار والإدارة، ويضم مجموعة مستشارين موجودين أصلا بوزارة الثقافة. وقال إنه من المفروض أن يكون هذا المركز مستقلا ويضم مجموعة من الخبراء المتخصصين في مجال الكتاب، بالإضافة إلى عمله على رصد توجهات القارئ الجزائري، والمساحة الجغرافية للمقروئية، وعليه أيضا، يضيف، أن يبحث في كيفية دعم وتوسيع شبكة مكتبات البيع. وقال الزاوي «لم يخرج هذا المركز إلى النور لغاية الآن رغم ما نعيشه من حديث حول الكتاب في إطار خمسينية استرجاع الاستقلال مثلا.. لكن يبدو لي أنه هيكل بدون حركة نهائيا ولا أعرف له أي وجود أصلا».
من ناحية أخرى، عرج ضيفنا على المعرض الدولي للكتاب الذي يطالب بإعادة النظر فيه، فهو لا يشتغل كتقليد ثقافي، وإنما ينتهج منطق «المزاج»، فتارة ينظم بقصر المعارض، وأخرى ينقل إلى «خيمة»، وهو أمر غير معقول، مؤكدا أن هذا «المزاج» لا ينفع الكتاب أو يفيد القارئ والناشرين الجزائريين والأجانب على حد سواء. وقال ضيفنا «هذا المزاج والتعنت لن يفيدنا.. علينا أن نتحاور ونستمع إلى بعضنا البعض.. انظروا إلى احترافية المعارض العربية كأبو ظبي أو الرياض، بينما بقينا نحن مجرد هواة لا نعرف عن الاحترافية شيئا».
أيمن. س
صاحبها يتحدث عن حرقهافي ساحات سيدي بلعباس
أهدر دمي واتهمت بالكفرحين أصدرت «السماء الثامنة»
يعود أمين الزاوي إلى سنوات الثمانينات حين أصدر روايته «السماء الثامنة»، وتم حرقها في الساحات العمومية في ولاية سيدي بلعباس من طرف شباب ملتحين، وترافق ذلك مع صدور فتوى بإهدار دمه. وربط ضيفنا هذا الأمر بواقع الثقافة والإبداع آنذاك، فالأدب والإبداع حسبه، هو حرية وأخلاق ومعرفة. ويحكي لنا تفاصيل القصة قائلا «حينما نشرت السماء الثامنة، أتذكر أني سألت صديقي مدير المكتبة في سيدي بلعباس عما حصل لها.. فقال لي لقد مر شباب ملتحون واشتروا نسخا وأحرقوها خارجا.. وفي كل يوم يشترون نسخا ويحرقونها.. وهنا استغرب العمال هذا التصرف.. سألهم صديقي لماذا تفعلون هذا.. فتصورا بماذا ردوا عليه.. قالوا له هذا كافر.. لأن الله تبارك وتعالى خلق سبع سنوات وهو يتحدث عن السماء الثامنة». ويواصل الكاتب «فقال صديقي هل قرأتم الرواية.. قالوا لا.. هذا من عنوانه يظهر أنه كافر». ويقول الزاوي عن مضمون «السماء الثامنة» إن «الرواية بسيطة جدا وتحكي تجربتي في الخدمة الوطنية سنة 89، حيث كنا في منطقة الغمري بمعسكر والحر لا يطاق هناك.. ولتمضية الوقت الطويل كان الشباب المجندون يجتمعون وكل واحد منهم يحكي عن مغامراته مع صديقته.. وطبعا كانوا يكذبون جميعا وكنت أعرف أنهم يكذبون.. غير أنني أستمتع جدا بذلك الكذب.. هي رواية في فلسفة الزمن وكيف نمرر الزمن الثقيل، وتختتم بالإعلان عن نهاية الخدمة الوطنية.. والسماء الثامنة التي أقصدها هنا هي سماء الكذب التي أنقذتنا من الحرارة القاتلة وكانت مهربنا.. ولست أدري من أي جاء الكفر».
من ناحية أخرى، يعتقد الزاوي أن الاشتغال على العناوين القوية والمثيرة أو حتى المستفزة، على غرار روايته «السماء الثامنة» أو حتى «غرفة العذراء المدنسة»، أمر ضروري لنجاح أي عمل وإثارة انتباه القارئ أو حتى اصطياده، موضحا «كثير من الروايات الممتازة حينما يكون فيها عنوان بارد لا تثير أو تجلب انتباه أحد».
أيمن. س
إنشاء مقرها في مدينة «زرالدة» غير مناسب تماما
خضنا معركة من أجل المكتبة العربية الجنوب أمريكية
قال أمين الزاوي إنه خاض معركة كبيرة حينما كان مديرا للمكتبة الوطنية من أجل أن تحتضن الجزائر مقر المكتبة العربية الجنوب أمريكية، موضحا أن نائب وزير الخارجية السوري أرسل له رسالة سنة 2005 عبر له فيها عن اقتناعه بأن تكون الجزائر مقرا دائما للمكتبة. وشرح الزاوي تفاصيل «المعركة» قائلا «حين عقد مؤتمر وزراء الثقافة العرب في الجزائر سنة 2005، حذرني رؤساء بعض الوفود المشاركة من أن تتحمل الجزائر كافة مصاريف المكتبة لأنها كبيرة جدا، ونصحوني بأن تشارك باقي الدول في الأعباء المالية»، مضيفا «بدأنا في البحث عن مكان للبناء، واقترح علي رئيس بلدية بلكور قطعة أرض موجودة أمام المكتبة الوطنية، كما اقترح علي رئيس بلدية الجزائر الوسطى مكانا أيضا حتى تكون المكتبة وسط العاصمة.. غير أن القرارين رفضا وتم تحويل المقر إلى مدينة زرالدة غرب العاصمة، وهو مكان غير مناسب إطلاقا». وتساءل ضيف «منتدى البلاد» قائلا «لماذا لم يتقدم المشروع إلى غاية الآن.. اقترحت على وزيرة الثقافة آنذاك أن تكون المكتبة ملحقة بالمكتبة الوطنية ويكون هناك تدريب ثم تصبح مستقلة لاحقا، لكن لم يتحقق شيء إلى غاية الآن».
أيمن. س
الجزائريون فقدوا الثقة في الكتاب المحلي وأصحاب المكتبات دخلاء
طلبت ثلاث دقائق من التلفزيون لدعم القراءة ولم يعجبهم الأمر
يعارض صاحب «وليمة الأكاذيب» فكرة أن الجزائريين لا يقرأون التي تتمسك بها العديد من التقارير والإحصائيات، ويرى أن الكتاب الجيد له قراء في كل وقت «للأسف ليس لنا ناشر جيد وبالتالي لا تظهر هذه القراءة.. القراءة في الجزائر قائمة على المصادفة والمناسبات». وقال أمين الزاوي إنه عرض مرة أمرا على مسؤولي التلفزيون الجزائري لم يعجبهم؛ تمثل في طلب ثلاث دقائق بعد نشرة الأخبار تعهد من خلالها بأن يجعل الجزائريين شعبا قارئا مع مساهمة جدية لمختلف دور النشر في المشروع. وتساءل هنا «لماذا قرأ المصريون رواية عمارة يعقوبيان ولما نشرت في الجزائر لم يقرأها أحد». وبرر ضيفنا الأمر بأن العديد من الكتب التي تلقى شهرة عربيا وعالميا تنشر عندنا وفق منطق «الكلونديستان» وكأنها مهربة، ولا تقام حولها ندوات أو نقاشات، مضيفا «حتى عندما يعرض أي كتاب في فضاءات البيع لا يتغير الأمر فالمشرفون على المكتبات غير مؤهلين ولا يعرفون الكتاب أصلا وغير متخصصين وجاؤوا إلى المهنة مصادفة». وخلص المتحدث إلى أن هناك جملة من العوامل التي تجعل الجزائري يبحث عن الكتاب والناشر الجيد بعيدا عن الفضاء المحلي، وهو ما نلاحظه في المعرض الدولي، وذلك لأن الجزائري «فقد الثقة في الكتاب المنشور بالجزائر، وكأننا عدنا إلى الحزب الواحد أو نقرأ كتابا ينشره حزب.. وبالتالي فإن هذه الثقافة المفقودة تجعل الجزائري يبحث عن كتاب مختلف يأتي من جهات أخرى». أيمن. س
خارج الكلام..
علق أمين الزاوي على فنجان القهوة وهو يديره يمينا ويسارا متأملا لونه الأبيض، وقال «أبيض جميل.. موضوع على طبق أنيق.. فيه حداثة وثقافة وحضارة».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.