أ.عطاءالله فشار في 18 كانون الأول/ديسمبر من كل سنة يصادف يوم اللغة العربية العالمي، وهو اليوم الذي أصدرت فيه الجمعية العامة قرارها رقم 3190 والذي يقر بموجبه إدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في الأممالمتحدة. يقول المستشرق إرنست رينان، وهو من أشدّ المتعصّبين ضدّ العرب: “من أغرب ما وقع في تاريخ البشر وصعُبَ حلّ سرّه انتشار اللغة العربية، فقد كانت هذه اللغة غير معروفة بادئ بدء، فبدأت فجأة في غاية الكمال، سَلِسَة أيَّ سلاسة، غنية أيَّ غنًى، كاملة بحيث لم يدخل عليها منذ يومنا هذا أي تعديل مهم، فليس لها طفولة ولا شيخوخة، ظهرت لأول أمرها تامة مستحكمة”. لغة الضَّاد .. لسان الوحي تتميّز لغتنا العربية بأنّها لغة الوحي، قال الله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}. وقال سبحانه: {وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ * قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ}. وقال عزّ وجل: {كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ}. وقد نصّ العلماء على أهمية ووجوب تعلّم اللغة العربية، لأنه السبيل إلى فهم القرآن الكريم والسنة النبوية وسائر العلوم الشرعية، قال الأزهري: إنَّ تعلّم العربية التي يُتوصَّل بها إلى تعلّم ما به تجري الصلاة من تنزيل وذكر، فرضٌ على عامَّةِ المسلمين”. ويؤكّد الأزهري “أنَّ من جهل سِعة لسان العرب وكثرة ألفاظها، وافتِنانها في مذاهبها، جهل جُمَل علم الكتاب”. ويقول الثعالبي في كتابه (فقه اللغة): “من أحبَّ الله تعالى أحبّ رسوله محمَّداً صلّى الله عليه وسلّم، ومن أحبَّ الرَّسول العربيّ أحبّ العرب، ومن أحبّ العرب أحبّ العربية التي نزل بها أفضل الكتب على أفضل العجم والعرب، ومن أحبّ العربية عني بها وثابر عليها وصرف همّته إليها، ومن هداه الله للإسلام وشرح صدره للإيمان اعتقد أنَّ محمَّداً صلّى الله عليه وسلم خير الرّسل، والإسلام خير الملل، والعرب خير الأمم، والعربية خير اللغات والألسنة، والإقبال على تفهمها من الديانة، إذ هي أداة التعلم ومفتاح التفقه في الدين”. ويتحدث باللغة العربية أكثر من 422 مليون نسمة، وتتوقع الإحصاءات أن يتحدّث باللغة العربية عام 2050 نحو 647 مليون نسمة كلغة أولى. لنعمل على إعادة الاعتبار للغتنا العربية في إداراتنا ومؤسساتنا وفي مراسلاتنا وفي خطاباتنا وفي عناوين محلاتنا ومراكزنا التجارية وفي وثائق التعاملات الإدارية ولنجعل لها عيدا وطنيا.