فجر قائد عسكري بارز من مدينة الزنتان غرب ليبيا مفاجأة من العيار الثقيل، حين كشف أن اللواء المتقاعد خليفة حفتر طلب منه شخصيا قتل سيف الإسلام القذافي نجل الزعيم الليبي الراحل. وقال إبراهيم المدني القيادي العسكري البارز في الزنتان التي كان يحتجز فيها سيف القذافي، إنه ذهب إلى قيادة قوات حفتر في الشرق، حاملا معه مبادرة للسلام في كل عموم ليبيا، لكنه فوجئ بالطلب منه قتل القذافي، وتقديم وعد له بالحماية، لكنه رفض.
وسيف الإسلام هو أبرز أبناء القذافي الذي قاد ليبيا بيد من حديد طوال 42 عاما، وولد في 25 حزيران/يونيو 1972 في طرابلس، ولم يكن يشغل منصبا رسميا غير أنه مثل ليبيا مرارا في مفاوضات دولية. ونشط سيف الإسلام بشكل كبير في شباط/فبراير 2011 خلال اندلاع الثورة في ليبيا وحاول جاهدا إنقاذ النظام الذي أنشأه والده. وفي حزيران/يونيو 2011 أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف في حقه بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، متهمة إياه بتأدية “دور رئيسي في تنفيذ خطة” وضعها والده وتستهدف “قمع” الانتفاضة الشعبية “بكل الوسائل”. اعتقل سيف الإسلام في تشرين الثاني/نوفمبر 2011 على أيدي مجموعات عسكرية في الزنتان. وفي تموز/يوليو 2015 حكمت عليه محكمة في طرابلس بالإعدام بسبب دوره في القمع الدموي لانتفاضة عام 2011، وذلك إثر محاكمة نددت بها الأممالمتحدة ومنظمات غير حكومية مدافعة عن حقوق الإنسان، قبل أن يعلن إطلاق سراحه في تشرين الثاني/ نوفمبر 2017.
وتشن قوات حفتر، منذ 4 نيسان/ أبريل الماضي، هجوما للسيطرة على طرابلس، مقر حكومة الوفاق، وسط رفض واستنكار دوليين، باعتبار الهجوم وجّه ضربة لجهود الأممالمتحدة لمعالجة النزاع في ليبيا. وتمكنت قوات حفتر من دخول 4 مدن رئيسية تمثل غلاف العاصمة، كما توغلت في الضواحي الجنوبية لطرابلس، لكنها تعرضت لانتكاسات، وتراجعت في أكثر من محور. وتعاني ليبيا، منذ 2011، صراعا على الشرعية والسلطة، يتركز حاليا بين حكومة الوفاق وحفتر، الذي يقود قوات عسكرية في الشرق وكالات