شدد المرشح الحر عبد العزيز بوتفليقة على ضرورة المضي قدما في سياسة المصالحة الوطنية والوصول بهذا المشروع إلى منتهاه، من أجل المعالجة النهائية لمشكل العنف والإرهاب، مؤكدا على أن الجزائر ليست حكرا على الاستئصاليين أو الإسلاميين، وأنه يتعين على الجميع أن يعيشوا في أمن وسلام لأنه مفتاح التنمية والتقدم. وقال بوتفليقة في أول تجمع شعبي في إطار الحملة الانتخابية بعاصمة الأوراس باتنة أنه لا خيار أمام الجزائريين غير التصالح مجددا تمسكه بهذا النهج الذي قال أنه الكفيل بمعالجة مشكل العنف والإرهاب بصورة نهائية تسمح للبلاد بالمضي قدما في طريق التنمية والازدهار. وخاطب بوتفليقة أكثر من 1300 شخص غصت بهم القاعة المتعددة الرياضات لمركب 1 نوفمبر،'' لامناص ولا خيار لنا غير المصالحة لأننا مازلنا في حاجة إليها". وبعد أن عدد الكثير من المنجزات التي تحققت طيلة عهدتيه الرئاسيتين طالب بوتفليقة من أهالي باتنة المشاركة القوية يوم التاسع أفريل، والاختيار من بين الأنسب والأصلح في إطار الاستمرارية، وأضاف بوتفليقة قائلا'' تعرفونني وأعرفكم جيدا لم آت ببرنامج لكم، نحن نريد الاستمرارية في كل ما تحقق، سلعتي واضحة وسبق لكم تجريبها'' في إشارة منه إلى برنامجيه الذين تقدما بهما خلال رئاسيات 1999 و2004 وما تحقق من منجزات طيلة العشر سنوات الماضية. وفي نفس السياق وعد بوتفليقة إضافة إلى الاستمرار في ترقية نهج المصالحة الوطنية وخلق مليون سكن جديد خلال الخمس سنوات القادمة، و توفير3 ملايين منصب شغل لفائدة الشباب البطال، إضافة إلى الاستمرار في سياسة الإصلاحات والتنمية الشاملة. وخلافا لما كان متوقعا فضل بوتفيلقة خطابا مباشرا وقصيرا حدد فيه الخطوط العريضة لبرنامج اختصره في نهج الاستمرارية، واللافت أن بوتفليقة استهل خطابه بعبارة،''جئت إلى عاصمة الأوراس أستقي الشجاعة والشهامة والوطنية، من أرض الثوار والرجلة والبارود''، وأثنى بوتفليقة مطولا على أهل المنطقة المجاهدة في ذكرى عيد النصر الذين قال أنهم شرفوه بثقتهم مرتين في 1999 و.2004 كما لم يفوت بوتفليقة هذه الفرصة دون أن يخص رئيس الجمهورية الأسبق اليامين زروال بتحية خاصة وحارة قائلا ''لا يمكنني الحديث عن رفاق السلاح والمخلصين لهذا الوطن دون أن أذكر الأخ الرئيس اليامين زروال الذي وقف بالمرصاد رغم صعوبة الظروف التي كانت تمر بها البلاد". بوتفيلقة الذي نزل أمس على ولاية بشار أين نشط لقاء جواريا مع أعيان المنطقة وممثلي المجتمع المدني، أكد فيه أنه عمل وسيعمل على اتباع سياسة خارجية تبنى على الأعصاب الباردة وعدم التدخل في شؤون الغير، وبالمقابل عدم السماح لأي طرف مهما كانت قوته وبطشه بالتدخل في شؤون الجزائر، في إشارة ربما إلى التقرير الأمريكي الأخير حول وضعية حقوق الإنسان. وتابع بوتفيلقة الذي فضل منظمو حملته عقد هذا اللقاء تحت خيمة تقليدية في باحة دار الثقافة بالمدينة،'' لقد بذلت كل ما في وسعي من أجل استتباب الأمن من خلال المصالحة الوطنية التي أرفقها بعبارة'' اجتهدت قدر ما وقفني الله لعدم الوقوع في الأخطاء". وفي سياق مخالف قال بوتفليقة أن الانتخابات فرصة للحساب سواء بمنح الجزاء أو العقاب أيضا ، في إشارة إلى وفائه بوعوده التي قطعها مع الشعب، ولهذا يتعين -حسبه- المشاركة بقوة خلال هذه الرئاسيات لأن العالم حسبه ينتظر الجزائريون وعليهم أن يثبتوا وفائهم وتمسكهم بوطنهم، وسط هتافات الحاضرين '' بوتفيلقة رئيسنا ، كلنا معك..." وعن المقاطعة التي تروجها المعارضة قال المرشح الحر أن هذه الأخيرة معروفة في أعرق الديمقراطيات ولا تعني بالضرورة سلوكا للمعارضة، وعبر عن ذلك قائلا ''...المعارضة تعني اليد في اليد والذهاب للصندوق والاحتكام للشعب السيد".