في زيارة دولة اليوم رفقة 150 رجل أعمال أردوغان في الجزائر..
* سفير الجزائربأنقرة:زيارة أردوغان تحمل أهمية تاريخية * رغبة في نقل العلاقات الثنائية إلى مستوى استراتيجي * نحو رفع حجم التبادل التجاري إلى 5 مليار دولار * كوفرجين : الاقتصاد الجزائري دخل مرحلة جديدة * كروش : أنقرة لن تخلط مصالحها الاقتصادية وموقف الجزائر في ليبيا
سيحل، اليوم، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بالجزائر، في زيارة دولة على رأس وفد رفيع المستوى ومصحوب ب 150 رجل أعمال، في زيارة تحمل في ظاهرها طابع اقتصادي محض، هدفها تعزيز التعامل بين البلدين ورفع قيمة المبادلات التجارية إلى نحو 05 مليار دولار، غير أنه وبالنظر للدور المحوري الذي تلعبه الجزائر في الأزمة الليبية، يرى خبراء تحدثوا ل”الحوار”، أن الزيارة لها أبعاد سياسية تحت غطاء اقتصادي، حيث تضع أنقرة ملف ليبيا على رأس أولويات الطاولة، وتدرك جيدا –حسبهم- وزن الجزائر على المستوى الإقليمي حتى وهي ليست في أحسن أحوالها . ووفق ما كشف عنه سفير الجزائر لدى أنقرة مراد عجابي، أمس لوكالة الأناضول، تحمل زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أهدافا اقتصادية تتمثل في رفع حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى 5 مليار دولار، بهدف للوصول إلى هذا الرقم خلال العام الجاري”، وتابع قائلا “ندعم هدف الرئيس أردوغان لرفع حجم التبادل التجاري بين البلدين ..الأرقام الحالية لا تليق بحجم التبادل التجاري بين البلدين الكبيرين”. وتوقع المسؤول الدبلوماسي بأنقرة إقدام الجانبين التركي والجزائري خلال زيارة أردوغان، اليوم، على خطوات مهمة فيما يخص تطوير العلاقات الاقتصادية، مشيرا إلى أن الزيارة تحمل أهمية تاريخية وتهدف إلى نقل العلاقات المثالية بين البلدين إلى مستوى استراتيجي، مشيرا إلى قرب توقيع اتفاقيات تجارية جديدة بين أنقرةوالجزائر، خلال اجتماع اللجنة الاقتصادية المختلطة، المزمع عقده في الفترة المقبلة. وفي الجهة المقابلة، قال رئيس لجنة العلاقات الدبلوماسية بجمعية رجال الأعمال والصناعيين المستقلين التركية “موصياد”، زكي كوفرجين، أن الاقتصاد الجزائري دخل مرحلة جديدة مع تشكيل الحكومة الجديدة، وأضاف في ذات الصدد إلى أن تركيا أكبر مستثمر في الجزائر ب3.5 مليار دولار، وأن نحو 150 رجل أعمال تركي سيرافقون أردوغان في زيارته إلى الجزائر، معلنا عن تخطيط “موصياد” لتنظيم قمة اقتصادية بمشاركة رجال أعمال أتراك وجزائريين، خلال العام الجاري. وتأتي زيارة الرئيس التركي، بعد أسابيع قليلة فقط من زيارة وزير خارجيته جاويش أوغلو الذي تحادث مع نظيره الجزائري صبري بوقادوم حول القضية الليبية وسبل البحث عن الطرق السلمية لتسوية الصراع، حيث أكدت الجزائر في بيان لرئاسة الجمهورية أن طرابلس خط أحمر ولا يكمن أن تقبل الجزائر بأي تدخلات أجنبية على أراض ليبيا، وذلك ينتظر حسب متابعون للملف، أن تبحث أنقرة عن تقارب مع الطرف الجزائري، وزاد اهتمامها أكثر بعد التحرك المكثف للدبلوماسية الجزائرية التي تمكنت في ظرف وجيز أن تسوق لمقاربة تسوية الأزمة بما بخدم مصالح ليبيا والمنطقة ككل . وبحسب وجهة نظر مختصون تحدثوا ل”الحوار”، فان الموقف الجزائري فرض على أنقرة الالتزام بالهدوء والتريث أكثر قبل التفكير في أي خطوة “مندفعة”، بدليل تراجع الرئيس أردوغان عن التصريحات النارية التي أطلقها بشأن دعم حكومة الوفاق الوطني الليبية عسكريا حيث بدا وكأنه يستعجل قرع طبول الحرب، قبل أن يقابل بالموقف الجزائري خلال زيارة وزير الخارجية جاويش أوغلو . من جانبه، برى الخبير الأممي الأسبق، أحمد كروش، أنه بغض النظر عن ملف الأزمة الليبية، تملك تركيا استثمارات جد هامة في الجزائر وتطمح دائما للمحافظة عليها وتعزيزها أكثرها، وحتى استثمار أنقر –يضيف- في أزمة طرابلس له أهداف اقتصادية كبيرة جدا، أما إذا تحدثنا عن الجانب السياسي للزيارة فلا يمكن إغفال أولوية أزمة ليبيا التي ستغلب عليها طابع تصور الحلول وهذا ليس معناه توحيد المواقف والرؤى، على اعتبار أن الجزائر عبرت مرارا وتكرارا عن موقفها الثابت بشأن أزمة ليبيا، وتابع ” لا أعتقد أن الأتراك سيخلطون بين مصالحهم الاقتصادية في الجزائر وملف ليبيا.. ولا يمكنهم محاولة استمالة الجزائر من الجانب الاقتصادي قصد تكييف مواقفها، هذا غير وارد تماما ” . وبالعودة إلى مؤتمر برلين وترحيب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بمخرجات وتوصيات الاجتماع، يعتقد كروش أنه أنقرة هي المطالبة بتكييف مواقفها، كونها كانت تدفع بالأمور قبل ذلك نحو استعمال القوة .