كشفت الإحصائيات المقدمة من الشرطة النيجيرية عن وجود شبكات مختصة في تهريب البشر من إفريقيا إلى دول شمال أفريقا وصولا إلى أوروبا، ففي جانفي الماضي فقط، تم تفكيك شبكة متكونة من 4 عناصر لتهريب البشر عندما اعتقلتهم مصالح ولاية ايدو عندما كانوا بصدد تهريب 26 فتاة تتراوح أعمارهن بين 16 و ,25 إلى جانب 41 ذكرا، ومعظمهم من ولاية ايدو كانوا بصدد التهريب إلى الجزائر. وحسب ما أفادت به مصادر من الشرطة النيجيرية ذكرته وكالة أنباء افريقا فإن المهربين اعتقلوا في مدينة بانكي تربك بين نيجيبربا والكامرون. وحسب ما أعلن عنه مراقب الهجرة، غواندو فإن قواته ألقت القبض على المشتبه بهم عند نقطة تفتيش عندما كانوا على متن حافلة مع ولاية انامبرا، وقد تم حيازة جوازات سفرهم المزورة النيجيرية. وفي هذا الإطار وبعد عمليات الاستنطاق أكد زعيم مجموعة الأربعة المتاجرة بالبشر ''أساجي ابيقب''، من ايدو أنه كان يسعى لإيجاد أعمال للنيجيريين ومساعدتهم في إيجاد وظائف وغيرها من الفرص الاقتصادية في البلدان الأجنبية على رأسها دول شمال افريقا وهذا ضمانا لبقائهم لفترة طويلة هناك. وفي نفس السياق يواصل رئيس العصابة اعترافاته للمصالح المعنية قائلا ''كان من سوء حظنا ذلك اليوم عدم قدرتنا على معرفة التضاريس الصحراوية التي جعلت من القبض علينا أمرا سهلا''. إلى ذلك كشفت اعترافات واحدة من اللواتي كن سيهربن من بين 26 فتاة إلى الجزائر المدعوة سينثيا أوماها، وهي أيضا من ولاية ايدو، أنها ومن معها من الفتيات دفعن ما يقارب 800 دولار من أجل تزوير وثائق السفر والحصول على الجوازات فضلا عن دفع 200000 فرنك أفريقي لرئيس العصابة هذا طمعا منها للوصول إلى الجزائر ومن ثم إكمال جولتها إلى أوروبا لتيسر وجود مناصب شغل، وأضافت بالقول حول الظروف التي اضطرتهم للجوء إلى هذا الأمر هو أن ''والدي لا يملك المال لتعليمي وليس لدي أي علاقات أخرى أعتمد عليها للبقاء على قيد الحياة في بلدي ولا يمكنني أن أستمر مثل هذا في حين أن هناك فرصا في بلدان أخرى لكسب المال''، ولم تظهر سينثيا أي ندم. وقالت إن 25 فتاة أخرى لم تذهب لأغراض الدعارة وغيرها من الوظائف التي يمكن أن تشوه صورة البلاد ولكن لمجرد الحصول على وظيفة شرعية. ولفت مراقبون إلى أن التركيز سيكون بشكل خاص للحد من تحركات المتاجرين بالبشر وخاصة من إفرقيا إلى دول شمال إفريقيا أو أوروبا، في حين أن الحكومات الإفريقية عليها التكفل بوضعية الشباب، فمن المثير للقلق، أن بعض هؤلاء المعتقلين يبدو أنهم فقدوا الثقة في حكوماتهم وحتى مع الآخرين، وببساطة وعلى الرغم من الجهود التي تبذلها بعض هذه الحكومات للحد من التجوال في الشوارع وغيرها من مشاكل الشباب إلا أن الأمور لم تتغير.