وصل، أمس، الرئيس السوداني، عمر حسن البشير، إلى السعودية في زيارة قصيرة لأداء مناسك العمرة، في تحد آخر لقرار المحكمة الدولية التي أصدرت في حقه مذكرة اعتقال. وهذه خامس زيارة خارجية للبشير منذ صدور حكم المحكمة في الرابع من مارس، تحت ذريعة ارتكابه جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في إقليم دارفور بغرب السودان. وذكرت وسائل إعلامية سودانية أن البشير غادر القمة العربية المشتركة مع زعماء دول أمريكا اللاتينية في قطر، متوجها إلى السعودية، حيث شارك في القمتين العربية والعربية اللاتينية، اللتان اختتمت أعمالهما بالتضامن مع السودان ورفض مذكرة الجنائية الدولية. للتذكير، فقد هدّد المدّعي العام للمحكمة الدولية، لويس أوكامبو، باعتقال عمر البشير بمجرد مغادرته للسودان وتحليقه في الأجواء الدولية. وزار البشير حتى الآن دولا غير مشاركة في عضوية المحكمة الجنائية الدولية، حيث كانت رحلته للعاصمة القطرية الدوحة الأحد الماضي، أطول رحلة له في الخارج وأكثرها خطورة. وزيارته للسعودية توفر له رحلة عودة أقصر عبر البحر الأحمر. وقد ندّد البشير بقرار المحكمة الدولية، داعيا إلى تشكيل جبهة لمقاومة الاستعمار الجديد، موضحا أن الدول التي تدّعي حماية حقوق الإنسان هي أول من انتهك هذه الحقوق، مذكراً بأنها مارست الاتّجار بالرقيق وقتل السكان الأصليين في أستراليا والولايات المتحدة والعراق وقطاع غزة. كما اعتبر الضغوط التي تمارس ضد السودان، ومذكرة توقيفه، الشكل الجديد للاستعمار، مؤكداً أن السودان سيكون في طليعة المقاومين لهذا الاستعمار الجديد، وأنه سيواصل رفض كل أنواع الهيمنة والاستعمار.