وجه أمس أربعة أمراء سابقين تائبين في الجماعة السلفية للدعوة والقتال نداء إلى بقية من يرفعون السلاح في وجه المجتمع والدولة إلى ضرورة عدم تضييع الفرصة ووضع السلاح والالتحاق بأسرهم وبمسار المصالحة الوطنية، معلنين في الوقت ذاته دعمهم لمسعى الأمير السابق للجماعة حسان حطاب الذي دعا عناصر التنظيم إلى ترك السلاح والنزول من الجبال للاستفادة من تدابير ميثاق السلم والمصالحة الوطنية . وجاء هذا النداء الذي اطلعت ''الحوار'' على نسخة منه موقعا من أربعة أمراء تائبين، وهم رئيس اللجنة الإعلامية بالجماعة السلفية سابقا عمر عبد البر والرئيس السابق للجنة الطبية للتنظيم أبو زكريا وأمير المنطقة التاسعة مصعب أبو داود، وكذا أمير جند سابق بالمنطقة الخامسة بتبسة أبو حديفة عمار المارشال، والذين بيّنوا أن دعوتهم هذه جاءت نصحا لإخوانهم دعما لما دعا له سابقا مؤسس الجماعة حسان حطاب، واستجابة لما أفتى به علماء الأمة في هذا الشأن ، وكذا قصد الخروج بالوطن إلى فضاء السلم والاستقرار، حيث قال الأربعة في بيانهم أن نداءهم جاء ''استجابة لله ولرسوله ولورثة الأنبياء من العلماء الربانيين الذين نصحوا للأمة ولا يزالون كذلك في دعوتهم من أجل إحلال السلم والأمن و الأمان في ربوع الجزائر الطبية''، و''نصحا لإخواننا القابعين في الجبال الذين نعرفهم ويعرفوننا، وما ذاك إلا حبا لهم وإشفاقا عليهم'' و''مساندة منا لكل الغيورين من إخواننا الداعين للخروج إلى الاستقرار والعيش في السلم والسلام وعلى رأسهم أخونا أبو حمزة حسان حطاب''، معلنين في الوقت ذاته دعمهم لمسار السلم والمصالحة والوطنية وللتخلي عن رفع السلاح، مردفين بالقول ''أيها الإخوة الأحباب هذه فرصة ثمينة لاستدراك ما فات فلا تضيعوها والسعيد من اتعظ بغيره والشقي من نبذها وراء ظهره." ووجه التائبون الأربعة نصحهم لرفاقهم السابقين بالقول ''كنا بالأمس رفاقكم وكنا قادة لكم ورغم جهلنا بأحوالكم في هذا الظرف، إلا أن قلوبنا معكم وندعوكم للحاق بنا والعودة إلى حياتكم في كنف أسركم التي تنتظركم ولا يغرنكم تأييد المؤيدين، فهم والله أول الناس المرحبين بنزولكم ، أين كنا وأين نحن الآن'' ، مردفين ''وعليه فالقيام على أهاليكم وأسركم من أعظم الواجبات''، ومؤكدين لهم أن ما يقومون به مخالف للدين ولما أجمع عليه وأفتى فيه العلماء، حيث جاء في البيان ذاته ''كيف نخالف علماء الأمة و هم ورثة الأنبياء (...) فالعلماء هم الأقدر على تقدير الأمور بعلم و بصيرة والنظر إلى مآلات الأمور، فالرجوع إلى الحق فضيلة ، فها هو الشيخ عبد القادر عبد العزيز منظر الجهاد يراجع نفسه ولقد سبقنا في هذا الطريق هو وغيره من الدعاة والعلماء المعاصرين'' ، إضافة إلى ذلك ''فلنراجع أنفسنا بالرجوع إلى مجتمعنا المسلم الذي ينتظرنا بصدر رحب وتسامح وهو في حاجة ماسة إلينا لنرشده إلى دينه بالتي هي أحسن" . وبيّن الأمراء موقعو البيان أن ما ينادي به بعض رؤوس التنظيمات الإرهابية التي صارت تتخبط يوما بعد يوم بعد أن صار خطابها لا يقنع أحدا، حيث قالوا ''ولى عهد الجماعة المسلحة ثم تلاه عهد الجماعة السلفية وبعده عهد القاعدة ولسنا ندري ماذا بعد القاعدة''، موضحين أن الادعاء بما ينعتونه بالجهاد ليس بحقيقة، حيث يخاطبون رفاقهم ''كيف تقبع في الجبال محاولا تغيير ما لا طاقة لنا به وقد قال قدوتنا وحبيبنا وأسوتنا ( لا ينبغي للمسلم أين يذل نفسه، قلنا كيف يذلها يا رسول الله ، قال يحملها من الأذى مالا تطيق)". ويشار إلى أن هذا النداء جاء بعد أياما قليلة من تأكيد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أن الذهاب إلى عفو شامل أمر ممكن ووارد إذا ما وضع من يرفعون السلاح في وجه مجتمعهم وأهلهم سلاحهم بصفة نهائية والتحقوا بمسار المصالحة الوطنية .