- والذين أخبرونا بأنه كانت لهم لقاءات مع بعض كبار المسؤولين الأمنيين والسياسيين، وعلمنا من تحركاتهم أنهم التقوا بمحمد الصغير قارة وسعيدة بن حبيلس وفاروق قسنطيني، وغيرهم. وكان أفراد من جماعة براقي، وهي الجماعة الأنشط في العاصمة، أخبرونا بأنهم استطاعوا أن "يعدلوا" من بعض الأمور التي لم تكن تدار بطريقة مرضية، كمنع المنحة لعائلات الإرهابيين التي يزيد دخلها على 10 ألاف دج. ومن جهته، قام القيادي السابق في الجماعة السلفية عبد الحميد زادي المعروف تحت اسم "أبو الوليد"، بمبادرات شخصية وكتابات ذات مستوى رفيع تجاه الذين لا يزالون يحملون السلاح، إذ أن الرجل كان في السابق أستاذا للغة الفرنسية وله مستوى جيد وقدرة على الكلام الإقناع. يأتي هذا، في حين أكد أحمد أويحيى، أول أمس الاثنين، أمام نواب البرلمان تمسك الحكومة بمحاربة الإرهاب حتى القضاء عليه نهائيا، مع إبقاء الباب مفتوحا أمام المسلحين الراغبين في التوبة والعودة إلى المجتمع. وبشأن مسألة تقديم تعويضات لعائلات ضحايا الإرهاب، قال أويحيى إن الحكومة تسعى للتكفل بهم، مشيرا إلى أنه تم حتى الآن تعويض أكثر 80 بالمئة من هذه العائلات البالغة 30 ألف عائلة. ويشار إلى أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة كان قد تكلم لأول مرة عن العفو الشامل عن المسلحين، وقال إن "هذه الخطوة ممكنة، لكن ذلك مشروط بنزول كل المسلحين من الجبال وكذا قبول الشعب بهذه الخطوة". وكان أربعة أمراء سابقون في "الجماعة السلفية للدعوة والقتال"، قد وجهوا نداء إلى المسلحين في الجبال يعلنون فيه دعمهم لمسعى الأمير السابق للجماعة حسان حطاب، الذي دعا عناصر التنظيم إلى ترك السلاح والنزول من الجبال للاستفادة من تدابير ميثاق السلم والمصالحة الوطنية. الأمراء الأربعة التائبون، عمر عبد البر رئيس اللجنة الإعلامية بالجماعة السلفية سابقا ورئيس اللجنة الطبية للتنظيم سابقا، وأبو زكريا وأمير المنطقة التاسعة ومصعب أبو داود وكذا أمير جند سابقا بالمنطقة الخامسة بتبسة أبوحديفة "عمار المارشال". ومنذ إعلان الرئيس بوتفليقة عن ميثاق السلم والمصالحة الوطنية، لجأت قيادة "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" إلى اتخاذ إجراءات أثارت الشكوك لدى عناصرها، مثل منعهم من حمل الميثاق أو البيانات التي وزعتها مروحيات الجيش الوطني الشعبي، وكذا منعهم من قراءة الصحف أو الاستماع إلى القنوات الإذاعية، سواء المحلية أو الدولية. كما تم منع زيارات عناصر التنظيم الإرهابي لعائلاتهم لآجال غير محدودة، بعد أن استغل بعض المسلحين الزيارات الدورية إلى ذويهم للتخلي نهائيا عن العمل المسلح. كما منع أفراد بعض العائلات من لقاء أبنائهم في الجبال، خاصة في مرتفعات سيد علي بوناب والمداشر القريبة منها.