تلقت القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، ضربة جديدة توحي باقتراب نهاية التنظيم، بعد بيان وجهه، أمس، أربعة أمراء تائبين من الجماعة السلفية للدعوة والقتال يدعون المسلحين إلى التخلي عن السلاح والتوبة للإستفادة من تدابير السلم والعودة إلى حياة طبيعية في كنف أسرهم التي تنتظرهم وعدم الغرور بتأييد المؤيدين. ووقع البيان عمر عبد البر رئيس اللجنة الإعلامية بالجماعة السلفية سابقا، وأبو زكريا رئيس اللجنة الطبية للتنظيم سابقا، ومصعب أبوداود أمير المنطقة التاسعة وأبوحذيفة عمار المكنى "المارشال" وهو أمير جند سابق بالمنطقة الخامسة بتبسة. وجاء النداء في شكل نصيحة موجهة للعناصر القابعة بالجبال للتخلى عن العمل المسلح والإستفادة من تدابير السلم المعروضة على المترددين من المسلحين الذين مازالوا خائفين ويشكون في صدق النوايا لطي الصفحة السوداء نهائيا. وهو ثاني نداء بعد الذي وجهه حسان حطاب، مؤسس تنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال منذ أيام قبيل انطلاق الحملة الانتخابية دعا فيه المسلحين إلى النزول من الجبال والإستفادة من المصالحة الوطنية. وفي حوار صحفي مع جريدة "الحياة" اللندنية، تحدث حطاب عن وجود العديد من المسلحين الراغبين في التخلي عن النشاط المسلح جراء الإنحرافات الخطيرة التي يرتكبها "دروكدال" بعد انضمامه للقاعدة. واعتبر الأمراء الأربعة الدعوة الموجهة للمسلحين فرصة ثمينة لاستدراك ما فات ناصحيهم بعدم تضييعها فالسعيد من اتعظ بغيره والشقي من نبذها وراء ظهره. كما تطرق بيان الأمراء الأربعة إلى حالة التخبط وغياب الإستراتيجية داخل التنظيم الذي تغيّر من الجماعة المسلحة (الجيا) إلى الجماعة السلفية للدعوة والقتال (جي أس بي سي) إلى تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي". ولسنا ندري كما أضافوا ماذا بعد القاعدة؟.. مشيرين إلى أن الجهاد لإقامة الحكم الإسلامي أصبح وهما. وشدد الأمراء، مخاطبين رفاقهم السابقين في الجبال، على ضرورة الجنوح إلى السلم مستشهدين بحديث الرسول صلى اللّه عليه وسلم الذي قال : " لا ينبغي للمسلم أن يذل نفسه، قلنا كيف يبذلها يارسول الله، قال يحملها من الأذى ما لا تطيق". وأوضح أصحاب النداء أن "العمل المسلح لم يعد له مرجعية دينية ولا دعم العلماء، متسائلين كيف نخالف علماء الأمة وهم ورثة الأنبياء. والعلماء هم الأقدر على تقدير الأمور، فها هو الشيخ عبد القادر عبد العزيز منظر الجهاد يراجع نفسه ولقد سبقنا في هذا الطريق هو وغيره من الدعاة والعلماء المعاصرين". ويواصل البيان بدعوة المسلحين إلى مراجعة النفس بالرجوع إلى المجتمع المسلم الذي ينتظرنا بصدر رحب وتسامح. وتجدر الإشارة إلى أن هذا النداء يتزامن مع تصريحات أدلى بها الرئيس بوتفليقة خلال الحملة الإنتخابية، مؤكدا على تمسكه بالمصالحة الوطنية كخيار استراتيجي للخروج نهائيا من الأزمة، مشيرا إلى أن العفو الشامل مرهون بنزول كل المسلحين وتخليهم عن الإرهاب.