اقتصرت الخرجة الأخيرة للمترشح عبد العزيز بوتفليقة والتي قادته أمس إلى ولايتي عنابة وسوق أهراس، على إقامة نشاطين جواريين احتك من خلالهما مع الآلاف من أنصاره الذين استقبلوه بحرارة. ويكون بوتفليقة حسب مصادر مطلعة من مديريته الانتخابية، قد فضل ترك ما تبقى في جعبته إلى التجمع الحاشد الذي سينظمه غدا بالقاعة البيضاوية، والذي يختم به حملته التي بدأها من ولاية باتنة. هذا وأكدت ذات المصادر أن بوتفليقة. سيعلن عن مفاجآت وصفتها بالكبيرة تتعلق بما ينوي القيام به خلال عهدته الرئاسية الثالثة، تتعلق أساسا بمشروع المصالحة الوطنية الذي شكل الركيزة الأساسية في برنامجه وخطابه طوال أيام الحملة، وكذا العديد من المواضيع الأخرى التي ستشكل أبرز اهتماماته في حال تجديد الثقة فيه لولاية رئاسية ثالثة. وتابعت ذات المصادر التي تحفظت عن إعطاء تفاصيل أكثر حول طبيعة ما خبّأه بوتفليقة ليفصح عنه في التجمع الذي سينشطه غدا بالقاعة البيضاوية، أن أهم شيء لم يقله بوتفليقة طوال التجمعات واللقاءات التي نشطها، سيقوله وسيفصح عنه في هذا التجمع، وبالعودة إلى ما قاله بوتفليقة لحد الآن فإن موضوع المصالحة الوطنية سيكون المعني الأول، خاصة وأن بوتفيلقة ظل يؤكد في كل مرة على أنه سيمضي في هذا المشروع ''مهما كلفه الأمر''، وحرص على توصيل العديد من الرسائل سواء إلى الجماعات الإرهابية التي مازلت تصر على الخطيئة، أو تلك التي بعث بها أيضا إلى ''التائبين'' الذين يطالبون بحقوق إضافية لم يتناولها ميثاق السلم والمصالحة الوطنية الذي زكاه الشعب بالأغلبية الساحقة. وسواء أفصح بوتفليقة عن هذا، مثلما تقول هذه المصادر فيما يخص هذا الموضوع أم لا، يبقى الأكيد أن أهم وأسخن نقطة أثارها المرشح المستقل هي تطرقه لموضوع العفو الشامل خلال التجمع الشعبي الذي نشطه بولاية تمنراست والذي قال أنه لا مجال للحديث عنه قبل أن يضع جميع الإرهابيين سلاحهم ويجنحون للسلم، وأنه علاوة على ذلك لابد من اختيار الوقت المناسب لمثل هذا الإجراء حتى لا تكون له آثار سلبية ووخيمة التي قال بوتفليقة أنها قد تصل إلى الحرب الأهلية مساويا بينه وبين العنف الذي يؤدي إليها في جميع الحالات. كما كان بوتفليقة في كل مرة يصر على الإحياء بالصرامة في التعامل مع هذا الموضوع من خلال التأكيد على أنه من أراد الرجوع إلى المجتمع فله ذلك أو هو كما قال ''من جاءنا مسالما فأهلا به'' أما من أراد الاستمرار في العنف فالجيش له بالمرصاد أو كما قال بالحرف الواحد في ولاية قالمة '' سيستأصل". وتبعا لذلك يكون موضوع المصالحة الوطنية منتظرا بقوة قي خطاب بوتفليقة غدا بالقاعة البيضاوية، خاصة وان الكثير بدأ يتحدث عن إمكانية اللجوء إلى استفتاء في حالة خيار العفو الشامل، فضلا عن دعم بنود ميثاق السلم والمصالحة الوطنية كما أشار بوتفليقة في أكثر من محطة. تجدر الإشارة إلى أن آخر خرجة لبوتفليقة إلى الولايات التي بلغت 31 ولاية كانت قد قادته إلى ولايتي عنابة والطارف اللتين حظي فيهما باستقبال شعبي حار، حيث تجول على طول الشارع الرئيسي المحاذي لساحة الثورة بعنابة واتصل بالآلاف من مناصريه، ونفس الشيئ بولاية الطارف التي كانت آخر ولاية في رزنامة الخرجات التي برمجها بوتفليقة.