غيّر المترشح عبد العزيز بوتفليقة أسلوبه في تنشيط الحملة الانتخابية، في نهاية الأسبوع المنصرم، مكتفيا بمواصلة النشاطات الجوارية دون إلقاء أية كلمة. وحلّ المترشح بكل من سكيكدة، قسنطينة، معسكر وسعيدة على التوالي، حيث خص باستقبالات شعبية كبيرة، إضافة إلى حضوره حفلا متنوعا بالمسرح الجهوي لقسنطينة تضمن عروضا موسيقية. وجلس إلى جانب بوتفليقة، في قاعة العروض بمسرح قسنطينة، اللواء المتقاعد محمد بتشين، وغير بعيد عنهما جلست البطلة الرياضية حسيبة بولمرقة التي عرف عنها مساندتها للمترشح علي بن فليس في رئاسيات 2004. وتجاوب الرئيس المترشح مع العروض التي قدمت على الركح، وكان يصفق بحرارة من حين لآخر، ليختتم الحفل بتكريمه من طرف الأسرة الفنية لقسنطينة. تماما كما حصل في وهران، حين حضر المترشح بوتفليقة حفلا مماثلا بالمسرح الجهوي عز الدين مجوبي، وهو ما فسّر على أنه رسالة صامتة إلى الأسرة الفنية، فحواها اهتمامه بالقطاع. وبين هاتين المحطتين، حضر بوتفليقة الأربعاء الفارط عرضا شرفيا بقاعة الموفار لفيلم أخرجه رشيد بوشارب، لكنه كان هذه المرة معتمرا قبعته التنفيذية. ومقابل صمته هذه المرة ينتظر أن يلقي المترشح بوتفليقة خطابا في تجمع كبير، تحتضنه القاعة البيضاوية بعد غد الاثنين، بمناسبة اختتام الحملة الانتخابية. ويعرض فيه حصيلة عهدتيه الرئاسيتين، وحسب ما رشح من مداومته الانتخابية، فإنه سيكتفي ب''الحمامات الجماهيرية''، في الزيارة التي تقوده اليوم إلى عنابة والطارف. وباستثناء ما حصل في خرجاته لنهاية الأسبوع، دأب بوتفليقة منذ بداية الحملة على عدم تفويت الفرصة للتعبير عن مواقفه إزاء عديد القضايا، وشرح محاور برنامجه الانتخابي. وهذا خلال اللقاءات الجوارية والتجمعات الشعبية التي نشطها، وعرض فيها إلى مسائل مختلفة، لاسيما ما تعلق منها بالمصالحة الوطنية، وتصوراته بشأنها. وكانت له في هذا الباب تصريحات مثيرة للجدل، منها تلك التي هاجم فيها الإرهابيين التائبين، داعيا إياهم إلى الكف عن المطالبة بالحقوق، ومن ذلك مخاطبته إياهم بالقول ''أهلكتمونا أهلككم الله!''. وكذا تصريحه بشأن العفو الشامل، الذي رفض أي حديث عنه، ما لم يسلم الإرهابيون أسلحتهم. وحلّ بوتفليقة صبيحة أول أمس الخميس، بمدينة سكيكدة، حيث كان بانتظاره استقبال شعبي، وتميزت زيارته للمدينة بطول المسار الذي قطعه راجلا، حيث سار لمسافة جاوزت 200 متر عبر ممرات 02 أوت 1955، محيّيا مناصريه. ليتوجه بعدها رأسا إلى قسنطينة، حيث قطع المسافة من ساحة المدافع إلى غاية المسرح الجهوي راجلا. أما يوم أمس، فقد زار بوتفليقة كلاّ من معسكر وسعيدة، واقتصرت نشاطاته بالولايتين، على تحية أنصاره الذين نظموا له استقبالين شعبيين بالشوارع الرئيسية للمدينة.