سجل إضراب أساتذة العلوم الطبية أمس استجابة واسعة لنداء النقابة بمقاطعة الامتحانات، وقد قاربت نسبة الاستجابة ال 100 بالمئة، حسب رئيس النقابة الذي أبرز أن الرقم المسجل يترجم مدى تمسكهم بخيارهم ومطالبهم المهنية والاجتماعية والعلمية. ولم يتمكن طلبة العلوم الطبية والصيدلة أمس من إجراء امتحانات الفصل الثاني، بعد أن نفذ أساتذتهم قرار مقاطعتها، تعبيرا عن رفضهم لوضعهم المهني والاجتماعي والعلمي. ومع أن بعض الطلبة قد أبدوا تذمرهم من هذه الاحتجاج على اعتباره سيعطل مسارهم الدراسي، وسيؤخرهم عن إتمام البرامج وكذا تاريخ الخروج الجامعي، إلا أن زملائهم عبروا عن تضامنهم ومساندتهم لأساتذتهم. وأكدت الطالبة إلهام سنة رابعة أنها تدرك جيدا أن أساتذتهم لم يلجئوا إلى الإضراب لأجل زرع الفتنة وإحداث اضطرابات داخل الجامعة لأنهم واعون ومسوؤلون ومثقفون، على هذا الأساس فهم قرروا مقاطعة الامتحانات حتى يتسنى لهم تجسيد مطالبهم المرفوعة على أرض الواقع، ليتدخل زميلها ''لسنا ضد أساتذتنا بل على العكس نحن ندعمهم في احتجاجهم لكن لسنا ضد أنفسنا لأن مقاطعتهم الامتحانات يعني تأخرنا عن إتمام الموسم الدراسي وربما قد يجرنا إلى سنة بيضاء، وهذا يضيع منا سنة كاملة ونحن بالكاد نجر السنين لاستكمال الدراسة الطبية التي تتطلب منا نفسا طويلا لأنها تقاس بسبع سنوات ز. من جهته أبرز البروفيسور رشيد بلحاج أن الأساتذة مواصلون إضرابهم ولن يوقفوه، إلا إذا التزمت الجهات المسؤولة بتجسيد مطالبهم المهنية والاجتماعية والعلمية، في هذه الحالة مثلما ذكر رئيس النقابة، يتراجع الأساتذة عن احتجاجاتهم، مشيرا إلى أن الاجتماع الأخير مع وزير التعليم العالي لم يسفر عن أية نتيجة. ويطالب أساتذة العلوم الطبية حسبه، بضرورة أن تعيد الجهات الوصية النظر في الأجور من خلال تبني استرتيجية تسمح باحتواء أسعار الأسواق المتغيرة بتغير الراتب، وأشار البروفيسور بلحاج أن الأجر الذي يتقاضاه أستاذ العلوم الطبية لا يكفي لشراء كيلوغرام واحد من البطاطا، فضلا عن غياب الوسائل العلمية، مؤكدا أن غياب كل التحفيزات هو من دفع بزملائهم إلى هجر البلاد والاستقرار في الدول الأوربية ومنهم من أصبح يفضل دول الأفريقية الناطقة باللغة الفرنسية منها السنيغال، حيث يتقاضى أجرا يتساوى وشهاداته وحيث يحفز بوسائل علمية تسمح بتطوير معارفه العلمية.