عقد الرئيس الأميركي باراك أوباما مباحثات أمس في أنقرة مع نظيره التركي عبد الله غل ورئيس الوزراء رجب طيب أردوغان تتناول الأوضاع في المنطقة والعراق والعلاقات بين البلدين، وألقى أوباما خطابا أمام البرلمان التركي وذلك في أول زيارة له إلى دولة مسلمة. وصل الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى العاصمة التركية أنقرة قادما من العاصمة التشيكية براغ والتي أبدى فيها دعمه لانضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي. وقد أبرز تصريح أوباما الخلاف بين بلاده وبين فرنسا بشأن هذه القضية، حيث أعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ان بلاده وغالبية الدول الأوربية تعارض ذلك. وكان أوباما قد أشار إلى أن انضمام تركيا سيشكل بحسب رأيه ''إشارة مهمة'' للرغبة في التعامل مع المسلمين كأصدقاء وجيران وشركاء في التصدي للظلم وعدم التسامح والعنف، وقال اوباما في خطاب أمام قادة الاتحاد في براغ أن انضمام تركيا الى الكتلة الأوروبية ''سيرسل إشارة مهمة'' إلى العالم الإسلامي ووسيلة ''لربط'' هذا البلد ''بقوة'' بالمجموعة. وبعد ذلك توجه أوباما إلى إسطنبول حيث يخاطب العالم الإسلامي اليوم عبر كلمته أمام منتدى تحالف الحضارات الذي بدأ أعماله أمس وقد وصل أوباما إلى تركيا في أول زيارة له لدولة مسلمة منذ وصوله إلى البيت الأبيض. وقد افتتحت أعمال المنتدى الثاني لتحالف الحضارات بكلمة لرئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان وبحضور شخصيات دولية على رأسها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. ويهدف المنتدى إلى تعزيز الحوار بين الثقافات والديانات وتجاوز سوء التفاهم بين العالمين الغربي والإسلامي. ويشارك في هذا المنتدى الذي سيستمر يومين أكثر من 1500 مشارك من بينهم اوباما الذي تعد زيارته مهمة لتركيا على الصعيدين الشعبي والحكومي، لأن العلاقات مع الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش كانت متوترة جدا بلغت حد الكراهية وطال التوتر جميع المستويات السياسية والعسكرية والشعبية.، وقد ركز جدول الأعمال لأوباما مع القادة الأتراك على العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية، فتركيا تريد أن تضمن عودة الدفء إلى العلاقات الثنائية وستشدد على أن تحمل أوباما موقفها بشأن ما يسمى مذابح الأرمن في مستهل القرن العشرين، وهو الأمر الذي وتر العلاقات الثنائية بد أن طرح الأمر في الكونغرس الأميركي. من جهتها تسعى واشنطن إلى ترتيب القضايا الإقليمية وخصوصا بالنظر إلى دور تركي في أفغانستان وفي العالم العربي والإسلامي، يشار إلى ان جدولة الزيارة في إطار جولة أوروبية تجعل الأتراك يشعرون بأن ذلك يعد اعترافا ضمنيا بالدعم الأميركي لمطالبهم بالانضمام للاتحاد الأوروبي. ووصل أوباما إلى تركيا قادما من العاصمة التشيكية براغ حيث شارك في قمة جمعته مع قادة 27 دولة في الاتحاد الأوروبي، حث فيها قادة دول الاتحاد على قبول انضمام تركيا عضوا كاملا في منطقة اليورو. ويرى مراقبون أن زيارة أوباما لتركيا مؤشر على تنامي الدور الهام لهذا البلد العضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو). وتمثل زيارة أوباما التي تأتي في ختام رحلة تستغرق ثمانية أيام وهي أول نشاط له كرئيس على الساحة الدولية إقرارا بدور تركيا المتنامي وتسليما برغبة واشنطن في الحصول على مساعدتها في حل مواجهات وصراعات مختلفة مثل الوضع بالنسبة لكل من إيرانوأفغانستان، يذكر ان العلاقات تأزمت بين البلدين في عهد الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش بسبب رفض تركيا السماح للقوات الأمريكية من استخدام أراضيها لاجتياح العراق في ,2003 واتبعت تركيا في السنوات الأخيرة كذلك سياسات مختلفة عن واشنطن بالنسبة لملفات أساسية مثل إيران وبرنامجها النووي المثير للجدل وحركة حماس الفلسطينية في غزة والسودان مما آثار مخاوف من احتمال ابتعاد أنقرة عن المعسكر الغربي.