الدولة تشرع في تطهير المدن من الاحياء القصديرية قام عدد من الولاة المنتدبين في عدد من بلديات العاصمة منذ بداية العام الجاري بتهديم أكثر من 300 بناية فوضوية بعد تهديم 5 آلاف بيت قصديري منذ 2004 حيث لم تتوقف آلة الهدم المدعمة بقوات الأمن العمومي والدرك الوطني منذ شهرين لمنع تكاثر سكنات الصفيح في محيط ولاية الجزائر وأطرافها. * يعيش قاطنو البنايات الفوضوية بولاية الجزائر والتي يقدر عددها نحو 35 ألف بيت قصديري حالة من الاستنفار القصوى أمام حملة التهديم التي تطال أغلب الأحياء الفوضوية هذه الأيام، وأصبح تردد مصالح الدرك الوطني في هده المواقع أمرا عاديا بغرض تسليم استدعاءات لنزلاء بيوت الصفيح بغرض إخلاء المكان في ظرف 48 ساعة والسبب المقدم تهديم البنايات الفوضوية. * * من أحصاه "المير" فهو آمن * تسلمت مؤخرا عشرات العائلات بمزرعة خلوفي جيلالي 01 بزرالدة استدعاءات من الفرقة الإقليمية للدرك الوطني بسيدي منيف من أجل إخلاء البيوت الفوضوية بغرض تنفيذ قرار التهديم في أجل أقصاه اليوم السبت، الأمر الذي رفضته تلك العائلات جملة وتفصيلا، كون البيوت الفوضوية التي تعتزم الوالية المنتدبة لزرالدة تهديمها شيدت في 2007 وتم إحصاؤها من قبل مصالح بلدية زرالدة في حين يقول المعنيون بالقرار في اتصال مع" الشروق اليومي" بأن الهدم استثنى بيوتا فوضوية شيدت قبل شهرين ولم يتلقى أصحابها أي استدعاء من قبل الدرك أو البلدية" فلماذا هذا التميز -يضيف هؤلاء- في وقت طالب هؤلاء من رئيس البلدية زرالدة محب خثير إعادة فتح إحصاء 2007 والتحقق من الأسماء التي شملها قرار الهدم، وذلك من أجل مراجعة القرار وإعادة النظر فيه. هذا الأخير، وحسب السكان، وعدهم بتسوية الوضعية بإعادة إحصاء المعنيين وإقناع والي العاصمة بإعطائه المزيد من الوقت لتفادي تشريد عائلات في عز الشتاء. * من جهتها، نددت عائلات بحي الضمان الاجتماعي بزرالدة قرار الهدم، كون البنايات الفوضوية المعنية بالإزالة شيدت قبل الإحصاء الأخير ولم يقم المكلف بالإحصاء بتسجيلهم، كما استنكروا قرار الهدم وطالبوا الوالي فتح تحقيق في الموضوع. * ونفس الوضع عاشته أحياء في بوروبة وباش جراح والعاشور أين عارضت قررات التهدي، كونها تميزية وانتقائية، وطالبت من والي الجزائر إعادة النظر فيها. * في سياق متصل، تبين بأن سبب النزاع بين شباب حي المجموعتين " قوربتن" ببلدية باب الوادي مع سكان حي" الكاريار" التابع لإقليم بلدية وادي قريش منذ أيام يرجع أساسا إلى رغبة سكان الحي الفوضوي بالكريار في ترحيلهم إلى سكنات اجتماعية ولم يخف بعض هؤلاء خلال مناوشتهم مع بعض سكان الأحياء المجاورة تذمرهم من السلطات المحلية التي لم تفعل شيئا من أجل التكفل بهم مثل باقي سكان البنايات الفوضوية. * * رؤساء البلديات.. التهديم من صلاحيات الولاة والمير لا يملك القرار * قال عدد من رؤساء البلديات بولاية الجزائر بأن قرارات التهديم الصادرة عن بعض الولاة ليس لهم الحق في معارضتها، بل أكثر من هذا الالتزام بتنفيذها. في هذا الشأن طرح بعض المنتخبين في اتصال مع "الشروق" مسألة تقليص الصلاحيات التي لم يعد يتمتع بها رئيس البلدية مثلما كان في السابق، مما دفع أحد المنتخبين بالقول بأن رؤساء البلديات أصبحوا "عديمي الجدوى" أمام مواطنين صوتوا لصالحهم في الانتخابات المحلية الأخيرة. * في سياق متصل، يري بعض رؤساء البلديات تكفل الإدارة ممثلة في المقاطعة الإدارية والولاية بقرارات مصيرية مثل التهديم يجعل المنتخب عموما ورئيس البلدية بعيدا عن أي ضغوط أو تهديد فضلا عن أن "المير" لم يعد كبش فداء في مثل هذه الحالات. * * والي الجزائر ل "الشروق": "سنواصل محاربة الصفيح دون هوادة" * قال والي العاصمة، عدو محمد لكبير، في تصريح ل "الشروق اليومي" بأن مصالح الولاية ستحارب بلا هوادة البيوت الفوضوية، وكشف ذات المسؤول بأن مصالح الولاية هدمت ما بين 2004 و2008 أزيد من 04 آلاف بيت فوضوي، مشيرا إلى أنه في سنة 2008 تم القيام بعمليتين مشتركتين لتهديم سكنات الصفيح التي شوهت منظر ولاية الجزائر الأولى كانت مداهمة مع مصالح الدرك الوطني وأسفرت على تهديم نحو 780 بيت فوضوي والثانية مع مصالح الأمن العمومي وانتهت بتهديم أزيد من 700 بيت فوضوي وسنواصل العملية -يقول نفس المتحدث- ما دام القصدير يحاصر مدينة الجزائر التي تسعى من خلال المشاريع الكبيرة التي تقوم بها لتكون عاصمة متوسطية بامتياز. *