مازال اللجوء إلى التوليد بالطريقة غير الآمنة هو المعتمد في العديد من بلديات سطيف وبصفة خاصة في بلديات أقصى شمال وجنوب الولاية. وقد أدى افتقار البلديات لعيادات متخصصة في التوليد إلى ارتفاع نسبة الوفيات بين النساء بعد الولادة وبين الأطفال حديثي الولادة، والذين لا يتعدى سنهم العام الواحد، إضافة إلى المعاناة المتكررة في النقل بسبب انعدام سيارات الإسعاف والوضعية الكارثية التي تشهدها الطرقات. أكدت مصادر طبية أن مجموع 02 إلى 03 بالمائة من الأطفال يكون السبب الرئيسي لوفاتهم ناجما عن التأثيرات غير العادية لظروف النقل وبعد المراكز الصحية وأقسام توليد النساء عن العديد من المناطق. وزيادة على ذلك فإن هناك قاعات للتوليد عبر تراب الولاية تفتقر إلى أطباء مختصين أو قابلات محترفات. وهو ما استدعى التفكير خلال الدورات العادية للمجلس الشعبي الولائي سابقا في تكوين قابلات وتوجيههن إلى المناطق النائية في دفعات تكوينية من 53 إلى 60 قابلة في الدفعة الواحدة موجهة إلى 23 بلدية. وهو ما لقي آنذاك رفض بعض الأعضاء الذين اعتبروا الحل إجراء يقف أمام مصالح خريجي الجامعات ومؤسسات شبه الطبي. وهو ما يؤجل الفكرة إلى حين. في وقت مازال فيه المواطنون يطالبون ببعث الروح في عدة مراكز توليد بقيت تراقص الأشباح منذ إنجازها لما بات هم السلطات تشييد جدران باسم قاعات التوليد لانعدام المعدات والتجهيزات والهيئة الطبية المسيرة لها كما هو الشأن بالنسبة لبلديات آيث نوال مزادة وماي كلان ------------------------------------------------------------------------ ''أطباء غائبون.. وأمهات يقتلهن النزيف '' ------------------------------------------------------------------------ قضية الأطباء المتخصصين في طب النساء بمستشفى السعيد عوامري ببوقاعة مازالت تتأرجح بين الإستقالات والغيابات وعدم الالتحاق بمقرات عملهم. رغم أن مدير المستشفى سبق وأن وجه نداءات لإلحاق الأطباء وتوفير الظروف المواتية، خاصة الشقق السكنية. لكن ذلك لم يشفع لعودة الاستقرار لهذا المستشفى الذي يعنى ب 17 بلدية. ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد فمعاناة الأمهات تتعدى كل وصف إذا تعلق الأمر بالحاجة إلى تدخل جراحي مستعجل ببلديات بني شبانة، بني موحلي، قنزات، بوسلام، بابورات، تيزي وزو، معاوية وحربيل. ويؤدي نقل النساء اللائي يتعرضن للإصابة بحالات النزيف بعد وأثناء الولادة نحو المستشفيات الموجودة بعاصمة الولاية أو الموصوفة بالكبرى كالعلمة وعين آزال إلى حالات وفيات عديدة، وهو ما سجل في العديد من المناسبات. وحسب الأطباء الأخصائيين فإن أسباب هذه الوضعية تعود في الأساس إلى استمرار الولادة التقليدية داخل المنازل. حيث لا تزال النسوة يلدن بذات الطرق المنتهجة منذ قرون. مما يضاعف من احتمالات الإصابة لدى المواليد الجدد والأمهات بالتهابات متعددة في ظل انعدام التغطية للعلاج. كما يقف فقر وعوز العائلات في طريق علاج الأطفال عندما يتعلق الأمر بأمراض قد تكون بسيطة وقابلة للعلاج. كما يقف فقر وعوز العائلات في طريق علاج الأطفال عندما يتعلق الأمر بأمراض تتطلب تدخل طبيب مختص، ويعني ذلك تنقل الطفل وذويه إلى عاصمة الولاية وقطع مسافة نزيد عن 100 كلم. هذا واشتكت لنا النساء من سوء المعاملة التي يتعرضن لها في مراكز ومستشفيات التوليد من طرف من ارتدوا مآزر لم يعكسوا مستواها. وقد وصل الأمر إلى السب والشتم وحتى الضرب تقول إحداهن. وهذا إذا استثنينا البيروقراطية المفروضة. أما ''ب س'' فقد تجرع المر بمستشفى بوقاعة لما قام بنقل زوجته التي تضع مولودا لأول مرة، بحيث لم يتدخل الأطباء والقابلات لتوليدها بحجج واهية رغم أن الطبيب بالمركز الصحي ببوعنداس أكد أن حالتها عادية، ولا تتطلب الإجراءات الواهية التي يتحجج بها هؤلاء فإلى متى تستمر هذه المعاملة والظروف التي جعلت النساء ييأسن من الإنجاب لتكرر المعاناة.