يعيش قطاع الصحة هذه الأيام على وقع إضرابات عن العمل، يشنه الأخصائيون النفسانيون وأساتذة العلوم الطبية، مشترطين على الجهات الوصية عدم التخلي عن هذا الخيار إلا إذا تحققت مطالبهم المهنية والاجتماعية في مقدمتها إعادة النظر في الأجور الشهرية .وكان أمس الأخصائيون النفسانيون عند قراراهم وشرعوا فعلا في إضراب عن العمل على مدار ثلاثة أيام كل أسبوع، رافضين التخلي عن هذا الخيار إلى غاية تنفيذ وزارة بركات ما جاء في محضر الاتفاق الأخير، الملزم باحتواء مطالبهم المهنية والاجتماعية على رأسها إعادة النظر في درجة تصنيفهم، والمباشرة في مفاوضات نظام التعويضات . وقد سجل إضراب الأخصائيين النفسانيين الخاضعين لوصاية وزارة الصحة، نفس نسبة الاستجابة المسجلة في الأسبوع الفارط والتي تجاوزت ال 90 بالمئة، ما تترجم بشكل واضح مثلما قال رئيس النقابة ''تمسك القاعدة العمالية بوجوب التزام وزارة سعيد بركات بمحضر اتفاق الطرفين، باحتواء مطالبهم المهنية والاجتماعية". ويؤكد خالد كداد في اتصال هاتفي ب ''الحوار'' أن الأخصائيين النفسانيين لم يعمدوا إلى تنظيم الإضراب الأسبوعي لأجل زرع الفتنة وصناعة الاضطراب داخل القطاع، بل لأنهم مقتنعون تمام الاقتناع أنه السبيل الوحيد لتحقيق مطالبهم بدليل ما ناله عمال قطاع التربية بعد سلسلة طويلة من الاحتجاجات والإضرابات، منبها الجهات الوصية من مغبة التقليل من شأن حركتهم الاحتجاجية، ومشددا في الوقت نفسه على وجوب إعادة النظر في درجة تصنيفيهم ورفعهم إلى الرتبة ال ,13 اعترافا بشهاداتهم العليا التي تحصلوا عليها من الجامعة الجزائرية، متسائلا عن تجاهل الوزارة الوصية لحركتهم الاحتجاجية وعن رفضها لاستقبالهم كشريك اجتماعي في الوقت الذي تحظى نقابات زميلة بالاستقبال المتكرر لعدة مرات من طرف الوصاية .هذا وسجل إضراب أساتذة العلوم الطبية على مستوى العاصمة نسبة استجابة تجاوزت ال 80 بالمئة، مشترطين العدول عن خيار الإضراب عن العمل على مدار ثلاثة أيام كل أسبوع إلا إذا تمت مراجعة وضعهم المهني والاجتماعي واستفادوا من راتب شهري يحمي كرامتهم وشهاداتهم العليا . ويبرز البروفيسور نصر الدين جيجلي ل ''الحوار'' أن أساتذة العلوم الطبية ليسوا بصدد استعراض مكانتهم داخل القطاع الصحي ولا بصدد زرع الفتنة في القطاع ولا هم ضد طلبتهم وإنما ما أفرز قرار الدخول في الإضراب، واقعهم الاجتماعي، بداء من حصولهم على راتب شهري أقل قيمة بكثير من السنوات الطويلة التي قضوها في الجامعة، وانتهاء بالوسائل المهنية الغائبة، ملفتا إلى أن ارتفاع نسبة هجرة الأدمغة الجزائرية يرجع إلى الأسباب السالف ذكرها . إلى ذلك كشف رئيس النقابة أنهم سيعقدون غدا جمعية عامة، يقيمون من خلالها نتائج الإضراب، ويناقشون مدى استجابة الجهات الوصية لمطالبهم، وحول ما إذا كانوا سيواصلون حركتهم الاحتجاجية أو يوقفونها.