أبرز الدكتور سرير عبد الله صباح أمس بسعيدة أن توفر المعلومات الواقعية في المرحلة الراهنة يعتبر أداة مهمة في التحليل السياسي والاقتصادي والاجتماعي لأجل اتخاذ القرار ورسم السياسات في هذه المجالات في اتجاه تحقيق التنمية الشاملة. وأوضح الأستاذ المحاضر بجامعة الجزائر في مداخلة ألقاها في الملتقى الوطني حول السياسات العامة ودورها في بناء الدولة وتنمية المجتمع الذي انطلق بسعيدة ويدوم يومين '' أن أهمية المعلومات في الوقت الراهن تنبع من انتشار ظاهرة التنافس الحر في كل الميادين''. وفي ذات الصدد أشار نفس المتدخل أمام أزيد من 80 أستاذا جامعيا مشاركا في هذا الملتقى قادمين من 14 جامعة عبر الوطن، وكذا مسؤولين أن التعامل مع المشكلات بشتى أنواعها يتطلب وفرة المعلومات المناسبة لها من حيث الكم والنوع وسرعة تحصيلها وإلا لن تلعب الدور المنوط بها في اتخاذ ورسم السياسات. ومن جهته تعرض الأستاذ المحاضر بجامعة منتوري الدكتور بوريش رياض بالتحليل إلى المداخل النظرية لعملية رسم وصنع وتقييم السياسات العامة، مشيرا إلى أن أهمية السياسة العامة كحقل معرفي متنامي لا تتوقف فقط عند طبيعة مواضيعه ونظرياته ومناهجه، بل تتعدى ذلك إلى الجوانب العملية التي تقوم على الارتباط الوثيق بين علم السياسة وباقي العلوم الأخرى كالاقتصاد والقانون وعلم الاجتماع. وبدورها تناولت الأستاذة ركاش جهيدة من جامعة حسيبة بن بوعلي في مداخلتها ''ماهية السياسات العامة وكيفية إعدادها'' ازدياد الاهتمام بها خلال العقدين الأخيرين بالسياسة العامة باعتبارها الأداة الرئيسية التي تتدخل من خلالها الحكومات في تنفيذ ما تنوي القيام به من أفعال تنفذ من خلالها واجباتها في إدارة الشؤون العامة المختلفة تحقيقا للمصلحة العامة. وأشارت إلى مدى تعقيد وصعوبة صنع السياسة العامة خاصة وأنها تشتمل كما قالت على العديد من المتغيرات والمؤثرات وعوامل الضغط التي يؤدي تداخلها وتفاعلها المستمر إلى إنتاج سلسلة من ردود الفعل تنصرف بدورها إلى كل جوانب العمل داخل النظام السياسي الذي يحدد كيفية رسم السياسة العامة وإقرارها فضلا على تمويل تنفيذها وتقييم نتائج تنفيذها.