أكد المشاركون في الملتقى الوطني الخامس لقسم علم الإجتماع الذي نظمته أمس، جامعة الجزائر تحت عنوان "المجتمع المدني واقع وآفاق"، على ضرورة قيام المجتمع المدني بدوره خدمة للمجتمع وتدعيم عمل الحكومة من خلال الاستغلال الأمثل للإمكانيات التي تستفيد منها· وأوضح المتدخلون في الملتقى الذي نظم بجامعة بوزريعة أن المجتمع المدني يقوم بعدة أدوار اقتصادية، اجتماعية وثقافية بحكم إحتكاكه بالمواطنين ونقلها للسلطات المعنية· وفي هذا السياق أشار وزير التضامن الوطني السيد جمال ولد عباس في جلسة الافتتاح التي استهلت بالترحم على أرواح ضحايا الاعتداءين الارهابيين الأخيرين الى دور المجتمع المدني في تحقيق التنمية والمساهمة في الوحدة الوطنية، مذكراً بالتضامن الذي أظهره المجتمع المدني مع أسر ضحايا التفجيرين· كما ذكر بالتحديات التي تنتظر المجتمع المدني على غرار الهجرة غير الشرعية إلى جانب محاربة الأمية والجهل وتعبئة المواطنين وتحسيسهم بمخاطر الإرهاب· وقد دافع ممثل الحكومة على هامش الملتقى على المجتمع المدني الذي نجح إلى حد الآن في أداء دوره خاصة في المناطق النائية، إلا أنه لم ينف في مقابل ذلك وجود جمعيات انتهازية من ضمن 70 ألف جمعية تنشط في الجزائر والتي تسعى لتحقيق مصالحها الشخصية وتختفي لتظهر في المناسبات فقط وهو ما أثبته الواقع بالنسبة لعدة جمعيات· كما انتقد الدكتور بوزيدة عبد الرحمن (جامعة الجزائر) في مداخلته حول "ولادة المجتمع المدني الجزائري بين الاستعمال الايديولوجي وعقبات الموروث القديم"، الجمعيات التي نشأ أغلبها في العشرية الأخيرة والتي أصبحت كما قال أدوات لتقاسم الريع وأن النسق الريعي تعزز بها وساهمت في إضعاف الدولة بينما كان لا بد أن تعمل على تعزيز العلاقة بين المواطن والمواطن من جهة والعلاقة بين المواطن والدولة من جهة أخرى· وذهب المتحدث إلى أبعد من ذلك في تعليقه على نشاط الجمعيات موضحا أن الجميع يشترك في إضعاف الفضاء العمومي· من جهة أخرى أظهرت بعض المداخلات من بين 56 مداخلة مبرمجة لمدة يومين مختلف اشكاليات المجتمع المدني في الجزائر، حيث أوضح الأستاذ حميطوش يوسف من جامعة الجزائر، أن المجتمع المدني شغل حيزا واسعا من الخطاب الرسمي والإعلامي في العقد الأخير وأنه لا يزال يشكل إحدى أهم المسائل في الاهتمامات الأساسية لهذا الخطاب، فضلا عن الأهمية الكبيرة التي يحظى بها في النقاشات المختلفة وذلك بالنظر الى العلاقة التكاملية بينه وبين الدولة· أما الأستاذ بجامعة قالمة بوصوبرة عبد الله، فانتقد من جهته الحركة الجمعوية في الجزائر وغياب دورها الفعّال، وقال أن العدد المتزايد للجمعيات لم ينعكس على الدور المنوط بها رغم أن دورها الأساسي يكمن في توصيل هموم المجتمع وتطلعاته إلى المسؤولين· واعتبر المتحدث أن أغلب الجمعيات في الوطن العربي وفي الجزائر أصبحت وسيلة للاستقطاب السياسي وتوظيف المصالح الشخصية الضيقة على حساب خدمة المجتمع· وخلافا لذلك أشارت الدكتورة عميرة جويده بجامعة الجزائر إلى أن العمل الجمعوي أصبح شريكا في كثير من الأنشطة الاجتماعية والثقافية والتنموية وأن منظمات المجتمع المدني بدأت تأخذ مكانتها في المجتمع وتشكل آليات هامة في عملية التغيير الاجتماعي والاقتصادي· يذكر أن الملتقى الذي يدوم يومين ستُلقى خلاله عدة مداخلات وكان في اليوم الأول فرصة للتنديد بالتفجيرين الإجراميين الأخيرين، واعتبرت طالبة بمعهد علم الاجتماع في رسالة تنديد تلتها أمس، أن التنديد يبقى بدون جدوى دون تكثيف الانشغال واقتراح دراسة حول ظاهرة الإرهاب، كما دعا الطلبة في هذه الرسالة إلى تنظيم ملتقى حول ظاهرة الإرهاب في 11 أفريل القادم وأبدى وزير التضامن استعداد وزارته للمشاركة في الملتقى والمساهمة فيه·