أعلن أمس، رسميا على إطلاق مشروع الإتحاد من أجل المتوسط خلال القمة التأسيسية التي عقدت بالعاصمة الفرنسية باريس بحضور40 رئيس دولة أورومتوسطية، وأسندت رئاسة الإتحاد كما كان منتظرا مناصفة إلى كل من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والرئيس المصري حسني مبارك لعهدة تدوم عامين. وقد صادق الرؤساء المشاركون في القمة التي افتتحت عصر أمس، مباشرة بعد اجتماع وزراء الخارجية الذين ناقشوا وأعدوا مسودة البيان الختامي المصادق عليه خلال القمة. وقد ترأس الجلسة الافتتاحية المغلقة للقمة رئيسا الإتحاد ساركوزري وحسني مبارك وقسمت محاور القمة إلى أربعة رئيسية ترأس مبارك المحور الأول الخاص بالتنمية الاقتصادية والأمن الغذائي والمياه والطاقة وكذا المحور الثالث الخاص بقضايا التعليم وتنقل الأفراد ،فيما أشرف ساركوزي على المحور الثاني والرابع الخاصين بحماية البيئة والحوار السياسي. وجاء في البيان الختامي الذي عرف نقاشا مستفيظا من قبل وزراء خارجية الدول المشاركة في القمة خلال الاجتماع الذي عقد صباح أمس بمشاركة وزير الخارجية مراد مدلسي، أن الإتحاد من أجل المتوسط سيكون شراكة متعددة الأطراف تقوم على أساس ''إرادة سياسية متقاسمة في تفعيل الجهود الرامية إلى تحويل المتوسط إلى فضاء سلم و ديمقراطية و تعاون و ازدهار''بحسب نص البيان، هذا إضافة إلى ''القيام بدور هام لمواجهة تحديات المنطقة'' و منها الأزمة الغذائية العالمية و انحسار الغطاء الغابي ومسائل الهجرة و الطاقة و الأمن في حوض المتوسط. وقد تم تسجيل العديد من النقاط الخلافية بين المجموعتين والأوروبية والمتوسطية وقد تمثلت في كيفية تدوير الرئاسة الدورية بين أعضاء الإتحاد إضافة إل عملية السلام في الشرق الأوسط والدعوة إلى إخلاء المنطقة من أسلحة الدمار الشامل وإدراج مبادرة السام العربية في البيان الختامي ، هذهخ الأخيرة التي تمكنت فيما بعد المجموعة العربية منم أدراجها في البيان حسب ما صرح به مسؤول كبير في الجامعة العربية التي تم منحها صفة الملاحظ في هياكلالاتحاد من أجل المتوسط. من جهته قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في كلمته الافتتاحية للقمة أن الحلم المتوسطي لا يختلف كثيرا عن حلم الإتحاد الأوروبي مشددات على أنه لا يمكن الاكتفاء بعلاقة التسامح بين شعوب المتوسط على حد تعبيره بل يجب التطلع إلى إنجاح الشراكة الحقيقية من خلال تحقيق النجاح الذي قال أنه سيكون حليف هذا الإتحاد. وأضاف ساركوزي أن أمام دول المنطقة تحديات كبيرة في تطوير العمل المشترك الفعال، وحرص ساركوزي على الظهور بمظهر الطرف الندي لجميع الدول المشاركة تفاديا لمنطق الزعامة الذي ظل لصيقا بالمشروع واستطرد قائلا ''نحن جميعا على هذه المائدة متساوون, ليس هناك من يفرض أوامره ومن يتلقى الأوامر, لكن هناك حقوق وواجبات مشتركة لنا جميعا. إن هذا هو الخيار السياسى والأخلاقي والتاريخي الأساسي للاتحاد من أجل المتوسط". واستشهد الرئيس الفرنسي بتقاسم الرئاسة بين دول الضفتين كدليل على أسس الشراكة المتينة بعملية تقاسم رئاسة الإتحاد بين الضفتين منة خلالها إسنادها إلى مصر وفرنسا. وتابع ساركوزي الذي أراد الرد على اسماه بالمخاطر التي أقدم عليها بمعية الرئيس مبارك من خلال دعوة سوريا ومد اليد للرئيس الأسد والرهان على دفع عملية السلام في الشرق الأوسط بين عباس وأولمرت أن الحياة هي عبارة عن مخاطر وكان لابد من رفع ما أسماه ب ''تحدي السلام'' مضيفا أن وجود الأمين العام الأممي بان كي مون دليل على أن هذه المخاطرة ستكون ناجحة.