أعطيت هذه الجمرة لليل أعطيت ما يختفي في النبض كي تورث التراب نداوة الموت وكنت النحيف كملاك السهرة تهرق الاس من كؤوس نسيت على حافة القبور في النزع الاخير لمن مروا ذاهلين وتركوا حناجرهم على مقابض الابواب كان ذلك في الشتاء في الهسيس الاول لثلج الفجر في الصمت الابيض لحدائق الاعماق حيث تنتخب الاشجار طائرها الابيض وتترك له المرثاة الناقصة كان ذلك في الشتاء أيضا ولم تجمع حطبا كافيا لتحرق أشلاء القصيدة بنت الكلب التي كانت تنزف كنافورة منسية في بيت قديم ، وتعوي ككلب جريح يحدق في العظام التي أكلها وأصبحت هيكله في منتصف الرجفة حين لا باب يوصل إلى الليلة الموالية كان ذلك زيفا لا لأن الحيلة تنقص الابناء ليدفنوا آباءهم ولكن لاسباب تنقص الخطوة كي تصل إلى قبرها.. ثم ماذا سينفع إذا ما دهمنا الشك بجسارة القتلى وسورنا المنازل بالضحكات، كأنما لنحمي أرواحنا من المس، أو لنسلم الجمرة نوايانا الخبيثة ممتحنين بالغياب أقرب ما نكون من ريبة الراعي ومن قلب الحم لكي نجبي تحت معاطف الصوف ذئاب البرية كلها ثم ماذا؟ لنا الاحجار المتروكة عند أنفاسنا الباردة نرمي بها الوصايا ونعلن البئر التي تهذي بالاسرار