استحسن سكان العاصمة من القاطنين بالعمارات، المبادرة التي استحدثها أصحاب محطات غسل السيارات، فقد أصبحوا يوفرون عليهم الأموال والجهد أيضا، ومعاناة تنظيف زرابيهم في قاعات الاستحمام الضيقة أو حتى الشرفات كما اعتادوا على فعل ذلك دائما. 500 دينار ولا عناء غسلها في الدار عبرت ربات بيوت ممن التقتهن ''الحوار'' لمعرفة رأيهن في الموضوع، عن سعادتهن، فقالت خديجة إنها قامت بإرسال زربيتين من الحجم الكبير إلى المحطة المجاورة لمنزلها بحي بلوزداد الشعبي لغسلهما، بعدما علمت من جارتها أنها قد نظفت جميع زرابيها هذه السنة دون عناء، وأن التكلفة كانت معقولة، فتوجهت بدورها إلى السؤال عن الأسعار فاندهشت لانخفاضها مقارنة مع ما هي عليه في محلات تنظيف الملابس، فسعر تنظيف زربية بحجم مترين ونصف على متر أو أقل من ذلك 350 دينار، أما إذا ما تجاوزت هذا الحجم فالسعر يكون 450 دينار مهما كان نوع الزربية سواء تلك المصنوعة من المواد الاصطناعية أو من الصوف الطبيعي. أما السيدة جهيدة، بينت من جانبها أنها قامت بتجريب في العديد من المرات غسل زرابيها لدى محلات تنظيف الملابس مضطرة لأنها تقطن في عمارة ولا تجد مكانا تغسلها فيه، فتقوم نهاية كل فصل شتاء بتخصيص ميزانية خاصة لهذا الغرض وجدتها مكلفة، لا تتحصل من خلالها على نتيجة مرضية، حيث أوضحت هذه السيدة أنها في كل مرة تستلم فيها زرابيها تلاحظ أن رائحة غير مرغوبة تنبعث منها، وفي أحيان أخرى تكون الزربية ملطخة بألوان أخرى غير موجودة فيها أصلا كما لو تم غسلها مع نوع آخر من الزرابي التي تفقد ألوانها، فأصبحت تتكبد عناء غسلها بنفسها في شرفة المنزل وفي كل مرة تقوم بذلك ينشب بينها وبين جارتها شجار، ولدى عرضها مشكلتها على شقيقتها نصحتها بغسلها لدى محطة غسل السيارات فلم تصدقها وتخوفت في البداية، إلا أنها ولما اطلعت على طريقة عمل هذه المحطة تأكدت من أن النتيجة ستكون مرضية لأن عملية الغسل تكون يدوية. تراجع زبائننا من أصحاب السيارات مدّنا بالفكرة'' فسر من جهتهم أصحاب محطات غسل السيارات تزويد خدماتهم المقدمة بهذا النوع من النشاط الجديد الذي رأوا أنه لا يختلف كثيرا عن نشاطهم الأصلي، وأرجعوه إلى التراجع المحسوس في إقبال أصحاب السيارات على غسلها لديهم، خاصة في الآونة الأخيرة مع غلاء المعيشة وتدهور القدرة الشرائية فالكل يحاول التقليل من المصاريف الكمالية قدر المستطاع، ومنهم من ذهب إلى حد التخلي عن تنظيف سيارته لدينا''، قال منير عامل بمحطة غسل السيارات بحي بلوزداد، وهو يقوم بذلك بنفسه مفضلا الاحتفاظ بمبلغ 400 دينار سعر التنظيف للتزود بالبنزين بدلا من ذلك، فتراجع زبائننا من أصحاب السيارات مدنا بالفكرة. وواصل منير مضيفا ''حال ربات البيوت ليس كحال أصحاب السيارات فهن مجبرات على قصدنا، بل وترحبن بما نوفره عليهن من عناء وجهد، فنحن نقوم بتنظيفها ربما أفضل مما تقمن به داخل بيوتهن، إضافة إلى أن أسعارنا جد معقولة مقارنة بالنتيجة المحصل عليها في النهاية، حيث نغسلها بالطريقة اليدوية، مستعملين مواد غسيل جيدة النوعية ونشطفها جيدا بالماء ونجففها طبيعيا تحت أشعة الشمس، فالأسعار إذن معقولة نظرا للجهد''. وعما إذا كان انغماسهم في هذا النشاط الجديد يعد منافسة لمحلات تنظيف الملابس، أجاب منير أن التجارة شطارة والرزق على الله وعلى كل حال يبقى لكلا الجهتين زبائنها الواضحين.