صرح وزير التجارة، الهاشمي جعبوب، أن الشركاء الأوروبيين لم يوفوا بالتزاماتهم تجاه الجزائر لمساعدتها على الانضمام لمنظمة التجارة العالمية، مؤكدا أنه على الأوروبيين مساعدة الجزائر في الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية حسب اتفاق الشراكة المبرم بين الطرفين، وهذا ما لم يتم تحقيقه لحد الآن، ولازلنا نتلقى أسئلة من الاتحاد الأوروبي لا تساعد على هذا الانضمام. وأكد جعبوب نهاية الأسبوع المنصرم على هامش النقاش المخصص لمخطط الحكومة في رده عن سؤال حول تطور النزاع القائم بين الجزائر والاتحاد الأوروبي بشأن تسويق الأسمدة الجزائرية في السوق الأوروبية، أن الجزائر لازالت تواصل مفاوضاتها للانضمام إلى هذه المنظمة، وأن اللجنة الحكومية المكلفة بالانضمام ستجتمع في غضون أسبوع للفصل في الأجوبة على الأسئلة المطروحة من طرف الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي. للتذكير باشرت الجزائر في 2007 مفاوضات مع الاتحاد الأوروبي حول إلغاء ضريبة إغراق السوق التي تفرضها الدول الأوروبية على الأسمدة التي تنتجها المؤسسة الجزائرية ''فارتيال'' بحجة أن سعر الطاقة المستعملة في إنتاجها ''الغاز'' كانت مدعمة، وفي رأي عدد من الخبراء فإن مصير هذه المفاوضات سيكون حاسما بالنسبة للجزائر التي باشرت برنامجا استثماريا ضخما في مجال الأسمدة الموجهة للتصدير، معتبرين أن إنتاج هذه المادة قد لا يسوق في الأسواق الأوروبية في حال تمسك الاتحاد الأوروبي برفضه. وفي هذا الإطار، جدّد وزير التجارة تأكيداته أن الجزائر ليست مستعدة للتنازل في مسألة سعر الغاز المطبق في السوق الوطنية، وهي المسألة التي ما فتئ يطرحها كل من الاتحاد الأوروبي ومنظمة التجارة العالمية، مشيرا إلى أن الإشكالية مازالت قيد الدراسة على مستوى المفوضية الأوروبية ببروكسل التي تعتبر أن ذلك عبارة عن ''دعم مموه''، بالرغم من أن الجزائر قد قدمت جميع المعطيات اللازمة التي تبرهن على أحقية سعر الغاز المطبق محليا وأنه لا يتضمن أي دعم''. وفي هذا الإطار، تأسف جعبوب عن القرار أحادي الجانب الذي اتخذه الاتحاد الأوروبي، مما دفع إلى تطبيق رسم إضافي بنسبة 13 بالمائة على منتجات مؤسسة فارتيال''، مضيفا أن الجزائر قد عقدت اجتماعا أولا مع الاتحاد الأوروبي من أجل التحكيم وهي حاليا تتابع هذه القضية.