توضيح المواقف حول انضمام الجزائر الى منظمة التجارة العالميةتأتي زيارة المحافظ الأوروبي للتجارة السيد بيتر مندلسون إلى الجزائر لتوضيح الامور بشأن ملف انضمام الجزائر الى منظمة التجارة العالمية الذي عرف تأخرا ملحوظا رغم الجهود المبذولة لتكييف القوانين الجزائرية مع متطلبات الانضمام لاسيما بعد توقيعها لاتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي الذي دخل حيز التنفيذ في سبتمبر2005 · وبدون شك فإن المحادثات التي ستجمع المسؤول الأوروبي بعدة مسؤولين سامين في الدولة من بينهم وزير التجارة السيد الهاشمي جعبوب الذي يراس الوفد الجزائري المفاوض مع المنظمة ستكون فرصة لمناقشة الرؤى بين الطرفين الخاصة بهذا الملف لحصر اهم العراقيل التي حالت دون تحقيق الجزائر لانضمامها· وتأمل الجزائر أن تؤدي هذه الزيارة -التي كان مفترضا ان تتم في ديسمبر الماضي حسب ما كان قد أعلن عنه سابقا وزير الاتصال لكنها تأجلت إلى مابعد الجولة العاشرة للمفاوضات- الى اعطاء دفع للمفاوضات الجارية المتعلقة بانضمام الجزائر الى المنظمة العالمية للتجارة من خلال التوصل الى اتفاق ثنائي من شانه الاسراع في انضمام الجزائر الى هذه المنظمة· ذلك ما شدد عليه بيان وزارة التجارة الصادر عشية بداية الزيارة اليوم، وهو مايشير الى اقتناع الجزائر بان الاتحاد الاوروبي الذي طالما عبر عن دعمه لهذا الانضمام لم يفعل شيئا ملموسا في هذا الاتجاه ولم يتم الاتفاق معه ولااصدار تصريح كتابي بهذا الشأن، لدرجة حديث البعض عن عرقلة أوروبية لهذا المسار الذي يعود تاريخ انطلاقه إلى سنة 1987 · وتظهر مجمل تصريحات المسؤولين الاوروبيين وجود نوع من التناقض في تحديد موقفهم تجاه الملف الجزائري، وهو مابرز في التصريح الكتابي الاخير للسيد مندلسون الذي اصدره عشية زيارته الى الجزائر التي حل بها أمس عندما قال انه يدعم كليا انضمام الجزائر الى منظمة التجارة العالمية، لكنه شدد بالمقابل على أن "الطريق لا يزال طويلا" داعيا الجزائر إلى مضاعفة جهودها لبلوغ هذا الهدف· وكان وزير التجارة الهاشمي جعبوب قد اشار غداة عودته من جنيف حيث ترأس الجانب الجزائري في الدورة العاشرة مع المفاوضات مع المنظمة العالمية للتجارة الى ان الجزائر تلقت اسئلة جديدة خلال الدورة منها تلك الموجهة من طرف الاتحاد الاوروبي، وهو مايعني عدم التوصل الى اتفاق مع بلدان الاتحاد، رغم ان جعبوب فضل الحديث بلغة التفاؤل حين قال ان الجزائر تلقت "إشارات قوية"من طرف الاتحاد الأوروبي وكذا الولاياتالمتحدةالأمريكية، وقال أن زيارة مندلسون سيكون هدفها "انهاء المفاوضات الثنائية بين الجزائر والاتحاد الاوروبي" · وسيكون لتوقيع مثل هذا الاتفاق وقعا هاما على مسار المفاوضات مع منظمة التجارة العالمية بفعل الثقل الذي يمثله داخلها، لكنه يبقى محدودا في الأثر على المدى القصير بفعل الوزن الأثقل الذي تمثله الولاياتالمتحدة داخل المنظمة والذي يعد الاتفاق معها بمثابة التأشيرة الحقيقية لتمكين الجزائر من العضوية· على صعيد آخر يرتقب ان تتطرق المحادثات مع المسؤول الأوروبي إلى حوصلة تنفيذ الجانب التجاري لاتفاق الشراكة الموقع بين الجزائر والاتحاد الأوروبي بعد أكثر من عامين من الشروع في تطبيقه، والذي يبقى محل انتقادات لاسيما من الجانب الجزائري الذي يرفض التركيز الأوروبي على المجالات التجارية في الاتفاق الذي يضم كذلك جوانب إنسانية لاسيما تلك الخاصة بمسالة تنقل الأشخاص· كما سيسمح اللقاء الذي سيجمع مندلسون بالمسؤولين الجزائريين بالتحادث حول المسار الاورومتوسطي على خلفية الاقتراح الفرنسي القاضي بإنشاء اتحاد متوسطي·