تتواصل فعاليات تظاهرة عكاظية الشعر العربي الجارية في الجزائر بقاعة الموڤار بالعاصمة في يومها الأخير، لتشهد في يومها الثاني مجموعة من المحاضرات والمداخلات العلمية، بالإضافة إلى مجموعة من الجلسات الشعرية التي تغنت بالقدس التي حملها هذا المهرجان في ضمير شعرائه، وجسدت جمال الروح العربية بأبيات وقصائد أبدع فيها شعراء جزائريون وعرب، وأمتعوا بها جمهور القاعة الذي تجاوب معها بشكل يعكس مدى وعيه بالقضية التي حملتها هذه الطبعة من العكاظية. وناقشت الفترة الصباحية لهذا اليوم موضوع ''القدس في عيون الشباب العربي''، حيث ألقى مجموعة من الأساتذة والمختصين مداخلات حول هذا الموضوع المتشعب عن الموضوع الأم ''القدس في ضمير الشعر العربي''. ففي هذا الصدد، تحدث الدكتور بشير بويجرة من الجزائر في مداخلته عن مدى الشرخ الحاصل بين الشباب العربي وقضاياه المتعددة، محلية كانت أو إقليمية، والذي يعود - حسبه - إلى نوعية التكوين الذي يتلقاه الشباب العربي، والذي اعتبره غير ناجع في ربط الشباب بالقضية والدفع به ليحملها. أما الدكتور محمد عباس من السعودية، فقد تحدث عن واقع القدس داخل الشعر العربي، والانفصام الشعري بين تقديم القدس كقيمة أرضية، أو كمدينة معاشة من حجر وبشر، وما بين ما يراد لها من خلال الشعر، مشيرا إلى أن موضوع القدس يقدم من طرف الشعراء كمدينة اعتباطية دون ملامح، بينما في الشعر الفلسطيني توجد هناك قراءة للمدينة من الداخل مع محاولة استصلاحها من الداخل، وذلك من خلال الناس ومن خلال نبض الشارع اليومي. هذا وشهدت الفترة المسائية مجموعة من الإلقاءات الشعرية لعدد من الشعراء الجزائريين والعرب، نذكر منهم الشاعر إبراهيم صديقي من الجزائر، والشاعرة ميسون أبو بكر من السعودية، والشاعر مراد رزق الله من فلسطين، والشاعر سامي القريني من الكويت، والشاعرة زينب عامر من الإمارات، والشاعر علي المرز من قطر، والشاعر محمود عبد الغني من المغرب.