قال المدرب الوطني، رابح سعدان، إنه في حالة سقوط المنتخب الوطني بملعب البليدة ضد نظيره المصري، فإنه سيضطر إلى الانسحاب من العارضة الفنية مباشرة بعد مباراة زامبيا، وقال سعدان والدموع تنهمر من عينه مرفوقة بنبرة حزينة: ''لا أريد أن تتعرض عائلتي لكابوس آخر كالذي عاشته في مونديال ''.86 عقد المدرب الوطني رابح سعدان ندوة صحفية، أمس، بفندق الهيلتون، ولم يتمالك سعدان نفسه، وأطلق العنان لدموعه. حيث أكد أن عائلته لا زالت مصدومة بما حدث لها عقب الإقصاء من الدور الأول في مونديال .86 مشيرا أنه لا يريد أن يتعرض لنفس الحادثة. وقال في هذا الصدد: ''عندما تفاوضت مع الفاف حول تدريب ''الخضر'' اشترطت أن أتلقى مسكنا محميا، لتجنب أي اعتداء كالذي حدث لها عقب مونديال ''86 وتابع يقول:''ينتابني الخوف على عائلتي كلما تذكرت ذلك السيناريو، أنا أقطن بحي شعبي، ومهدد باعتداء في أي لحظة.'' وكانت هذه الكلمات رسالة واضحة من سعدان إلى السلطات ومسؤولي الكرة لتوفير له الحماية، يشار أن مجهولين قاموا بالاعتداء على بيت سعدان بالعاصمة، بعد الإقصاء من مونديال ,1986 وأثناءها كان سعدان بمكسيكو رفقة الفريق الوطني. ''الإمكانات مهمة ولكنها لا تضمن التأهل للمونديال'' ورد سعدان على الذين وصفوه ب ''الانهزامي'' بالتأكيد أنه ''واقعي، لأني أتحدث بنظرة التقني المختص، وأعي جيدا أن التأهل إلى المونديال هو حلم ولكن ليس من السهل أن يصبح حقيقة. والإمكانيات التي وضعت في متناولنا، لا تعني أنها ضمان للتأهل''. وضرب المتحدث مثلا عن ذلك بما وقع لاتحاد عنابة التي صرفت الملايير للظفر بتأهل لمنافسة دولية، غير أن شيئا من ذلك لم يحدث. ''بحوزتي ملف كامل ودقيق عن المنتخب المصري'' وبخصوص مباراة القمة بملعب البليدة يوم 7 جوان ضد المنتخب المصري، قال الناخب الوطني، إن المنتخبين سيدخلانها بفرص فوز متكافئة، مشيرا أن ''المصريين سيأتون إلى الجزائر من أجل استدراك تعثرهم في الجولة الماضية ضد زامبيا، وعليه سيأتون إلى هنا بعقلية الفوز، وسيحاولون إثارة غضبنا. لذلك سيكون لنا تحضيرا بسيكولوجيا كبيرا، لأن المباراة ستكون صراعا بسيكولوجيا إلى جانب الصراع التكتيكي.'' وقال سعدان إنه يملك ملفا كاملا عن المنتخب المصري، يتضمن كل صغيرة وكبيرة عنه، لاسيما نقاط ضعفه وقوته.'' واستعرض الناخب الوطني برنامج ''الخضر'' قبل مبارتي مصر وزامبيا، إلى جانب تبرير الاختيارات التي تضمنتها قائمة المدعوين لهذين التربصين. رفضنا إقامة مباراة ودية تجنبا للإصابات وبرر سعدان رفضه بإقامة مباراة ودية قبل موعد مصر، بتخوفه من هاجس الإصابات الذي يزداد مع نهاية الموسم، أين يكون اللاعبون مرهقين. وقال المتحدث إن الأهم بالنسبة له هو ضمان أن يتمتع اللاعبون بكامل إمكانتاتهم يوم المباراة الرسمية. حاج عيسى سيكون ورقة رابحة ضد الفراعنة ودافع سعدان بقوة عن اختياراته التي أثارت جدلا في الأوساط الرياضية، وقال إنه المسؤول الأول والأخير عن المنتخب الوطني، ولا يحق لأي شخص أن يجادله في اختياراته. وبخصوص استدعاء حاج عيسى، الذي لم يلعب سوى 32 دقيقة خلال المباريات الخمس الماضية، أي منذ عودته من الإصابة، قال سعدان: ''حاج عيسى يتمتع بلياقة بدنية عالية، وهو يتدرب باستمرار، وقد طلبت من الطاقم الفني إشراكه كأساسي في مباريات الوفاق، إلى أن هذا لم يتحقق، وأنا أحترم قرار المدربين.'' وأشاد المتحدث بإمكانيات حاج عيسى، وقال إنه يعتبر من صنف اللاعبين القادرين على قلب موازين المباراة في أي لحظة، ''وقد يفعلها ضد مصر، مثلما فعلها عيشيو آنفا.'' مشيرا إلى أن الدور الذي سيوكل للزهر هو ''جوكر'' (ورقة رابحة) أي أنه سيقحم في ربع ساعة الأخير من المباراة. واستطرد سعدان أن هذا لا يعني أننا لا يمكننا الاستغناء عنه، ''أي لاعب لا يثبت أحقيته بمركزه، فإننا سنستغني عنه.'' قاواوي يبقى الحارس رقم واحد وبرر سعدان اختيار 4 حراس مرمى، بكون الحارس قاواوي لديه بطاقة واحدة، وقد يتلقى بطاقة أخرى ضد مصر ما سيمنعه من المشاركة ضد زامبيا، لذلك ''فضلت استدعاء 4 حراس لتجنب أي طارئ''، ويعد هذا التصريح اعترافا ضمنيا من سعدان أن حارس اتحاد عنابة قاواوي، يبقى الأحسن رغم تواجد الحارس شاوشي. وبخصوص التربص التحضيري لمباراة مصر، فأكد سعدان أنه سيجرى بجنوبفرنسا، محاولا الحفاظ على سرية المكان، إلا أن مصادر عليمة أشارت أنه سيكون بمركز تحضير المنتخبات بمدينة تولون، جنوبفرنسا، و ونفس المركز الذي يحضر فيه المنتخب الفرنسي. وقال سعدان إن هذا التربص سيبدأ من 25 وإلى غاية 4 جوان، حيث سيبدأ مع اللاعبين المحليين، وكذا اللاعبين المحترفين الذين سيتم تسريحهم تباعا على غرار منصوري الذي سيلتحق يوم 27 ماي، أما بقية المحترفين، فسيلتحقون من 31 ماي و1 جزان، ويتعلق الأمر بكل من بوعزة، بلحاج، عنتر يحيى، غيلاس، صايفي، بزاز، زياني وبوقرة، وسيكون جبور آخر الملتحقين. وقال سعدان إن البرنامج الأساسي سيبدأ مع التحاق المحترفين. وسيستكمل النصف الآخر من هذا التربص يوم 5 إلى غاية 8 جوان بالمركب العسكري بالبليدة. وستصادف عودة الخضر إلى الجزائر، بالتحاق المنتخب المصري المنتظر يوم 5 جوان. المحترفون ليسوا ملكا لنا وأشار سعدان أن الأندية الأوروبية التي يلعب لها الدوليون الجزائريون، على غرار سيينا الإيطالي الذي يحترف له غزال، رفضوا تسريحهم، رغم أنها أندية ضمنت البقاء قبل نهاية الموسم. وتحججت تلك الأندية بقوانين ''الفيفا'' التي تلزم اللاعبين بالبقاء مع أنديتهم إلى غاية انتهاء الموسم. وفي تعليق له عن هذه المستجدات، قال سعدان إن كل هذا يعني أن اللاعبين المحترفين في نهاية الأمر ليسوا ملكا للمنتخب الوطني، بل للأندية التي يلعبون لها. أما عن تربص مباراة زامبيا المقررة يوم 20 جوان، فقال المدرب الوطني إن كل اللاعبين سيسرحون بعد مباراة مصر، ليلتحقوا مجددا بالفريق يوم 11 جوان، للالتحاق بجوهانسبورغ، جنوب إفريقيا، عبر العاصمة باريس. وسيصل الفريق إلى جوهانسبورغ يوم 12 جوان، ثم يتنقل الوفد على متن طائرة خاصة إلى مدينة ندولا الزامبية، ثم يواصلون السير برا على مسافة 110 كلم، للالتحاق بمكان التربص الذي يبعد 22 كلم عن الملعب الرئيسي لزامبيا. وقد برمج سعدان حصة واحدة على الملعب الرئيسي يوم 19 جوان، في توقيت المباراة.