تضاعفت شعبية المدرب رابح سعدان بعد أن غرق مرة أخرى في دموعه بسبب غياب الفنان مراد مغني عن المونديال، حيث لم يتحمل التحدث عن اتخاذ القرار بشأن اللاعب المذكور واغرورقت عيناه بالدموع، ما كبره في أعين الجميع ووصل الأمر لحد المطالبة بالإمضاء على عقد أبدي معه للإشراف على الخضر، لكون حبه للألوان الوطنية هو من جعله لا يتحكم في نفسه أمام الكاميرات وربما بطريقة أكبر بعيدا عنها سعدان له قلب رهيف الحس لا يتردد سعدان في كل مرة يسأل فيها عن سر بكائه في التأكيد على أنه ذو قلب حساس وسريع التأثر وأنه يبكي كثيرا في مواقف شتى. واعترافه هذا يؤكد أنه لا يخجل من دموعه التي تنهمر من عينيه بصدق، ما يجعله لا يبالي حتى بإخفائها. كل اللاعبين أولادي أكد شيخ الشيوخ أنه يعتبر كل لاعبيه بمثابة أبنائه وعليه فهو يخاف عليهم وما يؤثر فيهم يؤثر فيه، وبما أنه يعمل بالقلب ويضع الألوان الوطنية فوق كل اعتبار فهو غير قادر على كبح دموعه. مغني لاعب عاقل أشاد سعدان بمغني كثيرا وقال أنه يحس بمدى خيبة أمله بعدم لعب المونديال، وأنه أحس به كثيرا بعد أن أعلمه بالقرار ووصفه بكل النعوت الجميلة وأقلها أنه لاعب "عاقل" والمنتخب سيفتقده كثيرا، وطمأن الجمهور الجزائري بأن لديه البدائل اللازمة لأي منصب. سعدان بكى قبل مباراة مصر لا يختلف اثنان على كون سعدان مغلوب أمام عيونه، لكن هذا الأمر لم يكن يعرفه سوى المقربين منه. وقد اكتشف أول مرة قبل مواجهة الجزائر مصر، وقد كانت دموعه مفتاح خير على فريقه الذي دك الفراعنة بثلاثية تاريخية مع الرأفة. ومن يدري فقد تكون دموعه على مغني فأل خير للتألق في جنوب إفريقيا. ... وفي نهائيات الكان 2004 ضد المغرب وتعود أول صورة للمدرب سعدان وهو يبكي إلى نهائيات كأس افريقيا 2004 بتونس في كرسي الاحتياط لملعب الطيب المهيري بصفاقس في مباراة الجزائر ضد المغرب، في الدور ربع النهائي، بعد أن عدل مروان الشماخ النتيجة لأسود الأطلس في الوقت بدل الضائع (د90+4)، لحظتها بكى سعدان لكن الموضوع لم يتم التطرق إليه سوى بإشارات بسيطة. عام 1985 بتونس كان مبتسما تاريخ سعدان الطويل مع المنتخب الوطني لا يحمل الدموع فقط، ففي 6 أكتوبر 1985 كان الرجل في قمة شبابه ويومها لعب الخضر ضد المنتخب التونسي في الدور الأخير للتأهل لمونديال مكسيكو، واكتسح ماجر وزملاؤه التوانسة بالرباعية الشهيرة، ويومها سعدان كان مبتسما طيلة ال90 دقيقة وهو يمضغ اللبان "العلك" بصورة الواثق من نفسه، وهي الصورة التي يحلم كل الجمهور الجزائري بأن يعيدها شيخ الشيوخ في جنوب إفريقيا.