تفتح جنايات العاصمة اليوم ملف الذراع الأيمن لحسان حطاب مؤسس الجماعة السلفية للدعوة والقتال، القضية التي شهدت عدة تأجيلات لتمسك الدفاع بضرورة حضور حسان حطاب، إلا أنه وحسب مصادر مطلعة فإن هيئة الدفاع قد قررت البت في القضية بتخليها عن شرطها السابق بعد سلسلة التأجيلات التي شهدتها. وحسب ماورد في ملف القضية فإن علالو حميدة المكنى ''أبو خالد'' متابع بجناية إنشاء جماعة إرهابية مسلحة تعمل على بث الرعب وخلق جو من انعدام الأمن في أوساط السكان، والقتل العمدي مع سبق الإصرار، وقد تم القبض عليه في 2004 مع المتهم (ب، محمد) في مقهى ببومرداس، بعد ورود معلومات عن تحركهما بكل حرية بين تيزي وزو وبومرداس، فوقع اشتباك مسلح أصيب على إثره (ب.محمد) بطلقات نارية، وتم استرجاع مسدسين. وكشف المتهم (ع.حميدة) من بومرداس، والذي تولى إمارة سرية ''الفتح'' مدة من الزمن عند استجوابه عن العديد من العناصر الإرهابية التي تعمل ضمن شبكات دعم الجماعات الناشطة في بلديات دلس، برج منايل والجزائر العاصمة، وذكر بأنه التحق بسرية دلس المتكونة من 50 إرهابيا بعد توقيف صهره، وأحصى أسماء عدة تابعة آنذاك لإمارة ''حسان حطاب''، والتي قامت بعدة عمليات على غرار وضع القنابل وسط عيادات طبية لجراحة الأسنان وسرقة عتادها الطبي، السطو على مركز للبريد والمواصلات بدلس، تخريب التيار الكهربائي، استهداف الحرس البلدي، ومحاولتهم اقتحام ثكنة بقرية تيسيره، لكن العملية فشلت لتعطّل الجرافة المستعملة في الاقتحام، وهجومهم على ثكنة عسكرية ثانية باستعمال القاذف الصاروخي، وكشف المتهم بأن ''حسان حطاب''، كلفه بربط الاتصال مع شخص مقيم بألمانيا عن طريق الأنترنت يدعى (أ.م)، وهذا الأخير مكلف بتمثيل الجماعات المسلحة بالخارج، وعليه اتصل (ع.حميدة) بطالب في الإعلام الآلي أوكل له المهمة مقابل تزويده بأجهزة الكمبيوتر، مصرحا أن الهدف من وراء ذلك هو العمل على إنشاء شبكة اتصال بدلس تربط بين الداخل والخارج، وإرسال أشرطة فيديو مسجل عليها أعمال للعمليات المنفذة للترويج للإرهاب خارج الوطن، ومما ورد في الملف القضائي أن مختار بلمختار أمير منطقة الصحراء كان يزود جماعة حسان حطاب بمختلف أنواع الأسلحة القادمة من دولتي مالي والنيجر. وكشف ''أحميدة'' لجوء الإرهابيين لتبييض الأموال في مشاريع تجارية بدليل تسليمهم مبلغا ماليا لشخص من بومرداس لغرض شراء قارب صيد ترجع أرباحه للجماعات لكنهم لم يتلقوا أي ربح يُذكر، ومن الأسماء المذكورة في القضية (م.ر)، وهو محام كان مقيما بسويسرا وتربطه علاقة وطيدة بحسان حطاب، هذا الأخير اتصل بالمحامي وكلفه بإدخال عتاد تقني محضور للجماعات المسلحة، في حين يتكفل إرهابي آخر مقيم بإسبانيا بتزويد الإرهابيين بالأدوية، وأن إرهابيين تونسيين دخلوا الجزائر بعد تلقيهم تدريبا بأفغانستان. تجدر الإشارة إلى أن ''علالو'' حاليا رهن الحبس في جناح المحكوم عليهم بالإعدام، في المؤسسة العقابية بالحراش بالعاصمة، وقد شن السجين إضرابا مفتوحا عن الطعام في جوان 2006 لمدة 20 يوما احتجاجا على إقصائه من تدابير المصالحة الوطنية.