تفتح جنايات العاصمة في 26 من ماي الجاري، ملف الذراع الأيمن لحسان حطاب، مؤسس الجماعة السلفية للدعوة والقتال، وقالت مصادر قضائية للبلاد أمس، أن هيئة دفاع المتهمين في القضية والبالغ عددهم سبعة، قرروا عدم الانسحاب من الجلسة التي أجلت عدة مرات بسبب تمسكهم بالحضور الشخصي لحسان حطاب الذي سلم نفسه لمصالح الأمن في سبتمبر 2007 . وأوضحت المصادر ذاتها، أن انتظار المتهمين لم يجد نفعا في طول محاكمتهم بسبب حسان حطاب، بعد أن تقرر أن ملفه يعالج على مستوى آخر، سيما وسط الاعتقاد أن الرجل استفاد بصفة غير معلنة من العفو. وتعتبر العدالة الجزائرية حسان حطاب في حالة فرار، وقال النائب العام عند معالجته قضية حميد علالو الذراع الأيمن لحطاب أن هذا الأخير زلا وجود له في أي سجن جزائري وبالتالي نعتبره في حالة فرارس، مضيفا أن وقائع القضية لا تقدم أية وثائق تثبت اعتقال حسان حطاب، وأن البيانات الشفوية لا يمكنها إثبات ذلك ز. وتفاجأ مؤخرا محامون يشتغلون على الملف، من سحب اسم حسان حطاب من جدول جنايات الدورة الماضية، الأمر الذي فسره البعض أن الرجل معفى عنه واستفادة من تدابير المصالحة الوطنية بمجرد تسليم نفسه لمصالح الأمن. ويُتهم حميدة علالو بجناية الإرهاب وانطلقت المصالح الأمنية في 2004 بإلقاء القبض على المتهمين (ع، حميدة) المكنى زأبو خالدس و(ب، محمد) في مقهى ببومرداس، بعد ورود معلومات عن تحركهما بكل حرية بين تيزي وزو وبومرداس، فوقع اشتباك مسلح أصيب على إثره (ب.محمد) بطلقات نارية، وتم استرجاع مسدسين. وكشف المتهم (ع.حميدة) من بومرداس، والذي تولى إمارة سرية الفتح مدة من الزمن، عند استجوابه، عن العديد من العناصر الإرهابية التي تعمل ضمن شبكات دعم الجماعات الناشطة في بلديات دلس، برج منايل والجزائر العاصمة، وذكر بأنه التحق بسرية دلس المتكونة من 50 إرهابيا بعد توقيف صهره، وأحصى أسماء عدة تابعة آنذاك لإمارة زحسان حطابس، والتي قامت بعدة عمليات على غرار وضع القنابل وسط عيادات طبية لجراحة الأسنان وسرقة عتادها الطبي، السطو على مركز للبريد والمواصلات بدلس، تخريب التيار الكهربائي، استهداف الحرس البلدي، ومحاولتهم اقتحام ثكنة بقرية تيسيره، لكن العملية فشلت لتعطّل الجرافة المستعملة في الاقتحام، هجومهم على ثكنة عسكرية ثانية باستعمال القاذف الصاروخي... وكشف المتهم بأن زحسان حطابس كلفه بربط الاتصال مع شخص مقيم بألمانيا عن طريق الإنترنت يدعى (أ.م)، وهذا الأخير مكلف بتمثيل الجماعات المسلحة بالخارج، وعليه اتصل (ع.حميدة) بطالب في الإعلام الآلي أوكل له المهمة مقابل تزويده بأجهزة الكمبيوتر، مصرحا أن الهدف من وراء ذلك هو العمل على إنشاء شبكة اتصال بدلس تربط بين الداخل والخارج، وإرسال أشرطة فيديو مسجل عليها أعمال للعمليات المنفذة للترويج لإرهاب خارج الوطن، ومما ورد في الملف القضائي أن زمختار بلمختارس أمير منطقة الصحراء كان يزود جماعة زحسان حطابس بمختلف أنواع الأسلحة القادمة من دولتي مالي والنيجر. وكشف ''أحميدة''لجوء الإرهابيين لتبييض الأموال في مشاريع تجارية بدليل تسليمهم مبلغا ماليا لشخص من بومرداس لغرض شراء قارب صيد ترجع أرباحه للجماعات، لكنهم لم يتلقوا أي ربح يُذكر. ومن الأسماء المذكورة في القضية (م.ر) وهو محام كان مقيما بسويسرا وتربطه علاقة وطيدة زبحسان حطابس، هذا الأخير اتصل بالمحامي وكلفه بإدخال عتاد تقني محضور للجماعات المسلحة، في حين يتكفل إرهابي آخر مقيم بإسبانيا بتزويد الإرهابيين بالأدوية، وأن إرهابيين تونسيين دخلوا الجزائر بعد تلقيهم تدريبا بأفغانستان وأن المتهم (ب.م) تم تحويله للنشاط بجبال جيجل وكان مكلفا بالاتصال بإحدى الكتائب، ومما ورد في قرار الإحالة أن إماما بمسجد بالضاحية الغربية للعاصمة كان يبعث للجماعات الإرهابية بردود حول أسئلة كانوا يرسلونها إليه للاستفسار في الفقه، وصرح أحد المتهمين بنشاطه سابقا في جماعة زيتوني (الجيا) وعند ابتعادها عن زالنهج السلفيس توجه نحو جماعة حطاب.