''تحاسبونني أنا الذي كنت أتلقى الأوامر مباشرة من حسان حطاب وأطبقها بحذافرها، في حين هو الآن متواجد خارج السجن، يصدر البيانات لأفراد الجماعات المسلحة لتسليم أنفسهم'' •• بهذه العبارات استغرب ''ع• احميدة'' المكنى ''أبو خالد''، الذراع الأيمن لحسان حطاب، المدعو ''أبو حمزة''، الأمير الوطني السابق للجماعة السلفية للدعوة والقتال، متابعته قضائيا بمحكمة الجنايات بمجلس قضاء العاصمة، في وقت يتواجد ''أبو حمزة'' خارج السجن منذ أن سلّم نفسه في سبتمبر 2005 لمصالح الأمن بحسين داي برفقة إثنين من مقربيه للاستفادة من تدابير ميثاق السلم والمصالحة الوطنية، دون أن يتابع قضائيا مثله وطالب ''أبو خالد'' بإحضار حسان حطاب أمام هيئة المحكمة لتأكيد تصريحاته التي انصبت حول تكفله في الجماعات المسلحة بربط الاتصالات مع ممثل الجماعة السلفية في ألمانيا المسمى ''آيت الهادي مصطفى'' الذي استفاد من تدابير المصالحة الوطنية، حسب مصادر مطلعة على الملف• بعد عدة تأجيلات طالتها منذ 28 مارس ,2007 فتحت، أمس، محكمة الجنايات بمجلس قضاء العاصمة قضية ''ب• محمد'' و''ع• احميدة'' المكنى ''أبو خالد''، الذراع الأيمن لحسان حطاب، والمكلف بإدارة وتنسيق العمل مع ممثل الجماعة السلفية بألمانيا ''آيت الهادي مصطفى''، والمسؤول الإعلامي للجماعة المكلف بالاتصالات الخارجية المدعو ''أبو بصير''، حيث لم يطالب دفاع المتهمين الاثنين بتأجيل النظر في القضية لاحضار حسان حطاب المكنى ''أبو حمزة''، الأمير الوطني، عكس الدورات الجنائية المنصرمة بقضاء العاصمة للإدلاء بشهادته أمام هيئة المحكمة باعتباره كان من بين المتهمين في القضية برفقة العديد من الأشخاص الذين استفادوا من تدابير المصالحة الوطنية، وتم تنحية اسمه من الملف كمتهم، الأمر الذي يعتبر ''حلقة مفقودة''• وذكر ''ع• احميدة'' أمام هيئة المحكمة بأنه قبل التحاقه بالجماعات المسلحة بدلس ببومرداس اتصل بأحد أقاربه المتواجد بالجبال، ومهد له الطريق للالتحاق بالعمل المسلح وانضم إلى سرية ''مزرانة''، وعمل كمكلف بالاتصال بالجماعة التي التحق بها بعد إجراء عدة تدريبات، وأصبح فيما بعد مكلفا بجلب وتأمين المؤونة وكل مستلزمات الحياة في الجبل، مؤكدا في السياق ذاته بأنه عمل كمكلف بالاتصال لمدة طويلة من الزمن وهذا خلال الفترة الممتدة ما بين 1997 و2003 وأوضح بأنه لا قيمة للرتب في الجماعات المسلحة• وأفاد ''أبو خالد'' بأنه لم يشارك في أي عملية إرهابية برفقة حسان حطاب، سوى استهداف ثكنة عسكرية بمنطقة دلس برفقة 80 إرهابيا في ,1998 التي أفشلها أفراد الجيش، موضحا في السياق ذاته بأنه لو شارك في أي عملية تخريبية بدلس لتعرف عليه السكان هناك وأبلغوا عنه مصالح الأمن، بحكم أنه كان مبحوثا عنه، وأضاف بأنه كان معروفا بالمنطقة ويمكن توقيفه في أي لحظة• وبرر ''أبو خالد'' مطالبته بحضور حسان حطاب للامتثال أمام هيئة المحكمة، لكونه كان يتلقى منه الأوامر وكلفه بالاتصال وعدم التدخل في أي أمور أخرى، مشيرا في السياق ذاته إلى أن ''أبو حمزة'' لو كان حاضرا في المحاكمة لأكد ذلك• وكشف ذات المتهم بأن علاقته مع حسان حطاب كانت مباشرة، وكلفه بعملية التنسيق مع ممثل الجماعة السلفية في ألمانيا المسمى ''آيت الهادي مصطفى'' عن طريق ربط الاتصال بين داخل وخارج الوطن بواسطة شبكة الاتصال عبر الأنترنت، إضافة إلى تلقيه لأقراص مضغوطة من عند حسان حطاب بها تسجيلات صوتية ومرئية للأعمال الإرهابية التي استهدفت قوات الجيش، وإرسالها إلى ألمانيا لتوزيعها عبر مختلف المواقع الالكترونية التي يشرف عليها ''آيت الهادي مصطفى''، وهذا بهدف الدعاية لعمليات الجماعات الإرهابية بالجزائر• وقال ''أبو خالد'' بأنه في نفس الوقت كان ''آيت الهادي مصطفى'' يخبرهم عن النجاحات التي حققتها الجماعات الإرهابية بألمانيا، وأفاد ''ع• احميدة'' بأنه كان يطبق فقط أوامر حسان حطاب باعتباره أميرا وطنيا للجماعة السلفية للدعوة والقتال، نافيا في السياق ذاته اتصاله بالجماعات المسلحة وأمر بتنفيذ العمليات الإرهابية لكون حسان حطاب، حسب أقواله، يملك هاتفا نقالا ويتصل به بأمراء المناطق والكتائب ويأمرهم بتنفيذ العمليات الإرهابية• وكشف ''أبو خالد'' بأن حسان حطاب كان يسير وفق خطة متفردة لا يعلمها أمراء المناطق والكتائب ولهذا كان تحركه سريا• وعبر ''ع• احميدة'' عن ندمه لما اقترفه من أفعال طيلة تواجده بمعاقل الجماعات المسلحة وقال ''ضاع مني عمري وكل ما أملك، وكانت تلك الخطوة خاطئة جدا، ولو عاد التاريخ إلى الوراء لقررت تسليم نفسي قبل الهروب إلى الجبل''، وذكر بأنه كان متداولا بين أفراد الجماعات المسلحة بأن حسان حطاب أمر أحد مساعديه بجلب وثائق عسكرية خاصة بالحوامات ونقاط ضعفها والترددات المستعملة• وصرح ذات المتهم بأن الأمر الذي لم يستطع فهمه هو كون حسان حطاب كان يصدر له الأوامر ''والآن هو ينعم بالحرية وأنا بالسجن أتحمل تبعات تنفيذ أوامره''• وعقب رئيس الجلسة على هذا قائلا بأن حسان حطاب سلم نفسه للاستفادة من المصالحة الوطنية ويساهم حاليا في توبة العديد من الإرهابيين• وعدد النائب العام الأفعال المنسوبة إلى المتهمين الاثنين وذكر بأن ''ع• احميدة'' استفاد من المصالحة في أربع قضايا سوى هذه لمتابعته بوضع المتفجرات، ملتمسا تسليط عقوبة المؤبد ضد المتهمين الاثنين• واستنكر دفاع ''ع• احميدة'' عدم إحضار حسان حطاب لجلسة المحاكمة باعتباره، كما قال، الأصل في قضية الحال، واستدل بتصريحات يزيد زرهوني، وزير الداخلية، التي تؤكد بأن حطاب متواجد ومقبوض عليه، لتدين المحكمة بعد المداولات المتهمين الاثنين بست سنوات سجنا نافذا، بعد تكييف التهمة إلى الانتماء إلى جماعة إرهابية مسلحة بدلا من انشاء جماعة إرهابية مسلحة.