تحسبا لانطلاق موسم الاصطياف في الفاتح من شهر جوان الداخل، ارتأت جريدة ''الحوار'' إجراء مقابلة مع صالح بن عكموم مدير السياحة لولاية الجزائر العاصمة، هذا الأخير الذي كشف عن تطلع مصالحه لفتح 57 شاطئا مسموحا للسباحة واستقبال ما يزيد عن 7 ملايين مصطاف، نظرا لما سيحمله هذا الموسم من مفاجآت وعلى رأسها تحسين الخدمات، كما كشف ذات المسؤول عن إطلاق 53 مشروعا سياحيا أغلبها متعلق بإنجاز فنادق بطاقة استيعاب تقدر ب 5867 سرير وبتوفير 9202 منصب شغل. الحوار: قبل الدخول في أغوار الموضوع، حدثنا عن واقع قطاع السياحة بالعاصمة؟ - مدير السياحة: السياحة بالعاصمة في تطور مستمر، فالنظرة إلى هذا القطاع الإستراتيجي تغيرت عما كانت عليه من قبل، والدليل على ذلك المخطط الجديد للتهيئة السياحية الذي تشرف عليه المديريات السياحية تحت إشراف وزارة البيئة والسياحة وتهيئة الإقليم، هذا المخطط يهدف إلى النهوض بالقطاع وتحسين الصورة السياحية للجزائر من خلال تشجيع الاستثمار وتكوين المرشدين وتأطير المكونين، إلى جانب هذا تم اختيار العاصمة كقطب سياحي للجهة الوسطى الغربية تشرف على 8 ولايات متميزة هي: تيزي وزو، البويرة، بومرداس، البليدة، تيبازة، شلف، عين الدفلى والعاصمة، والهدف من وراء ذلك إحداث التكامل السياحي بين هذه الولايات من خلال التنوع السياحي الذي تتمتع به هذه الأخيرة من سياحة جبلية (بكل من البويرة، تيزي وزو، عين الدفلى) وسياحة ثقافية، سياحة الأعمال والمحاضرات (بالعاصمة) وسياحة الترفيه والنزهة (غابة بوشاوي، عين البنيان وببومرداس..) والسياحة الساحلية. وعلى العموم يمكنني القول إن واقع السياحة في تطور ويحاول استدراك النقائص التي كان يعاني منها من قبل كقلة الحظيرة الفندقية ونقص الخدمات والمرافق السياحية والترفيهية. هل لك أن تطلعنا على نصيب العاصمة من العروض المقدمة من قبل المستثمرين في ميدان السياحة؟ - بكل تأكيد، ما من شك فيه أن ولاية الجزائر العاصمة عبر بلدياتها ال 57 بلدية تحتل قطاع استراتيجي هام يخولها أن تحظى بمعظم المشاريع السياحية والإقتصادية والتجارية ...إلخ، ولهذا فقد تم إطلاق 53 مشروع سياحي أغلب هذه المشاريع تتعلق بإنجاز فنادق تقدر ب 36 فندق و بطاقة استعاب تصل في حدود 5867 سرير وبتوفير 9202 منصب شغل، بالإضافة إلى مشروع '' مرينا '' بميناء العاصمة بالقرب فندق هيلتون، والذي هو عبارة عن ما يشبه حظيرة للبواخر القادمة من الدول الأوربية والعربية مجهز بمرافق وخدمات كالمطاعم والفنادق ...إلخ، إلى جانب انجاز مركبات سياحية و شاليهات (ليبنغالوا) عبر معظم بلديات ولاية الجزائر كالدرارية، حسين داي، الحراش ، حيدرة، بن عكنون، المحمدية، باب الزوار، بئر خادم، الرويبة،براقي، المدنية ..إلخ، أما باقي العروض السياحية فهي بيد وزارة تهيئة الإقليم والبيئة والسياحة. غير بعيد عن الاستثمارات والمشاريع السياحية ، ما هوالبرنامج الجديد المسطر من قبل مديريتكم للموسم الصيفي للسنة الجارية 2009؟ - حسنا، أود أن أحيطكم علما أن مديرية السياحة لولاية الجزائر، قامت منذ أول جانفي ككل موسم بتنصيب لجنة ولائية للمتابعة وللتحضير لموسم الاصطياف وبناءا على ما تم تسجيله من نقائص للموسم الفارط يتم تسطير البرنامج الذي يتفادى بطبيعة الحال حدوث مثل هذه النقائص، وذلك بالتنسيق مع مختلف المصالح والمديريات كمديرية الري والأشغال العمومية ومؤسسة نات كوم...إلخ. تتوفر ولاية العاصمة على 47 شاطئا مسموحا للسباحة، هل تفكرون في رفع العدد هذا الموسم؟ - مصالح مديرية السياحة بالتنسيق مع مصالح ولاية الجزائر تسعى جاهدة لفتح المزيد من الشواطئ بالولاية، ومن المتوقع أن يتم فتح شاطئ '' باتو كاسي'' الباخرة المحطمة ببرج الكيفان و شاطئ '' ليزوندين سود'' ببرج البحري وشاطئ عين البنيان، الحمامات ، وشواطئ أخرى تصل في العموم إلى 57 شاطئا وهذا فور الحصول على الموافقة الإيجابية من قبل المؤسسات المكلفة بدراسة وقياس نوعية مياه البحر''وكالة تنمية الساحل'' والمشرفة على الأشغال التي تجري على مستوى هذه الشواطئ. كما سيتم تجهيز معظم الشواطئ بمراكز للحماية المدنية، وبمراحيض لقضاء حاجاتهم البيولوجية وبمرشات وغرف لتغيير الملابس، وكذا من خلال وضع لافتات اشهارية الحاملة لشعارات النظافة ''من اجل محيط نظيف''وأيضا المحددة للشواطئ المسموحة للسباحة وغير المسموحة على مستوى معظم الشواطئ الواقعة بالبلديات الساحلية ،وذلك تجنبا لحدوث مشاكل تعكر صفو المصطافين. وكم يقدر عدد الشواطئ غير المسموح فيها بالسباحة؟ - يقدر عدد الشواطئ غير مسموحة للسباحة ب 35 شاطئ، 5 منها تقع ببلدية بولوغين و 4 ببلديات الحمامات ،الرايس حميدو ، عين طاية و 3 ببلدية برج الكيفان و شاطئين ببلدية المرسى، و شاطئ واحد بكل من البلديات التالية القصبة، بلوزداد، برج الكيفان، المحمدية، زرالدة، شراقة، عين البنيان. لم يعد يفصلنا على إنطلاق الموسم الصيفي لسنة 2009 إلا أياما قليلة، كم تتوقع أن يبلغ عدد المصطافين هذا الموسم، وكم قدر عددهم العام الفارط 2008؟ - في الحقيقة أتوقع توافد ما يفوق 7 ملايين مصطاف، نظر لجودة الخدمات التي ستقدم على مستوى الشواطئ وعبر الفنادق ومناطق التوسع السياحي والمركبات السياحية من جهة وللزيادة الحاصلة في عدد الشواطئ المسموحة للسباحة من جهة أخرى، أما بخصوص العام الفارط فقد وصل عددهم 6 ملايين و 231 ألف مصطاف، وقد تم تسجيل خلال العام الفارط، 309 تدخل لمعالجة تحاليل مياه البحر، وبهذه الصدد أيضا أود القول أن مصالح مديريتنا تتوق لإحتلال أكثر من شاطئ لهذه السنة 2009 لجائزة أحسن شاطئ أو الشاطئ المميز الذي فاز به السنة الماضية شاطئ ''القادوس'' الواقع ببلدية هراوة، لأن هدفنا بصريح العبارة توفير أرقى الخدمات مع الأمن والنظافة لراحة المصطافين. غير بعيد عن هذا القطاع، كم يقدر عدد الوكالات السياحية التي تنشط على مستوى ولاية الجزائر؟ - عدد الوكالات السياحية التابعة لإقليم ولاية الجزائر العاصمة تقدر ب 300 وكالة سياحة وأسفار، من خلال خرجتنا الميدانية التي إنطلقت منذ شهر جانفي وإلى غاية اليوم للقيام بعملية المراقبة الدورية تم مراقبة 240 وكالة و 60 وكالة الباقية تعذر علينا عملية مراقبتها لأسباب ربما تتعلق بتغيير المقر أو تغيير النشاط أو لأسباب أخرى ومن يدري؟ ...إلخ . من خلال هذه العملية التي قمتم بها، هل سجلتم تجاوزات في عمل هذه الوكالات؟ - في حقيقة الأمر نعم ، قمنا بتسجيل تجاوزات في عمل هذه الوكالات وبناء على قانون ( 06/99 ) المنظم لنشاط وكالات السياحة والأسفار تم تسجيل نسبة 90 بالمائة مخالفات فيما يخص عدم إحترام ''عقد الأسفار'' أو '' كونترا دوفوياج'' و هو العقد الذي يضمن حقوق الطرفين صاحب الوكالة والزبون و 80 بالمائة مخالفة متعلقة بعدم إحترام الإحصائيات الخاصة بالسواح و 50 بالمائة مخالفة أيضا خاصة بعدم تطبيق الضمان الإجتماعي و 15 بالمائة مخالفة أخرى متعلقة بتغيير أصحابها لمقر الوكالة أوبتغير النشاط دون إعلام مديرية السياحة ، بالإضافة إلى مخالفات أخرى تتعلق بالمنشآت المادية وتدني الخدمات وهي الشروط المنصوص عنها في القانون الخاص بعمل هذه الوكالات، كما تم توجيه ''إعذارات'' ل 200 وكالة من ضمن 260 تلزمها فيها باحترام القانون. ما دمنا نتحدث عن الوكالات السياحية، هل أبرمتم عقودا مع هذه الأخيرة والفنادق لترقية وتحسين نوعية الخدمات المقدمة من جهة، ومن جهة ثانية لتخفيض أسعار الكراء وخدمات النقل؟ - بطبيعة الحال، قمنا العام الفارط بابرام عقود مع بعض الفنادق الكبيرة كفندق الأوراسي وفندق السوفيتال، وأيضا مع أصحاب الوكالات والمطاعم من أجل تحسين نوعية الخدمات والنهوض بالقطاع نحو التقدم. في الإطار ذاته، كم يقدرعدد الفنادق الموجودة على مستوى ولاية الجزائر؟ - الفنادق الموجودة على مستوى الولاية تقدر ب 140 فندق ، 89 فندق غير مصنف إذ لم نضع له تصنيفا بعد إلى حين تقديم التحقيق من قبل المفتشين الناشطين على مستوى المديرية، أما الفنادق الباقية فهي مصنفة من فندق بلا نجوم إلى فندق ذو 05 نجوم، والفنادق ذات ال 05 نجوم تقدر ب 05 و 14 فندق ب 03 نجوم و 14 فندق أخر بنجمتين و 03 فنادق ب 04 نجوم و 15 فندق بنجمة واحدة ، وأشير هنا إلى أنا تصنيف الفنادق يتم من تحت إشراف المديريات الولائية إذا كان التصنيف من فندق بلا نجوم إلى نجمة واحدة أو إثنين أما من ثلاث نجوم إلى خمس فتتم العملية تحت إشراف وزارة البيئة والسياحة وتهيئة الإقليم. ما دمنا نتحدث عن الفنادق، هل حدث و أن سجلتم مخالفات على مستواها؟ - بكل تأكيد فمن شهر جانفي وإلى غاية اليوم قمنا بعملية تفتيش ل 38 مؤسسة فندقية أسفرت هذه العملية على توجيه 8 إنذارات و4 إعذارات وإقتراح بالغلق لفندقين. فيما تتمثل هذه المخالفات؟ - والله، معظم هذه المخالفات متعلقة بالجانب الإداري الخاص بغياب رخص الإستغلال، إلى جانب النقص الفادح في المعايير، كقلة النظافة والصيانة وتدني الخدمات وكذا إنعدام شروط إستقبال الزوار. هل فكرت مصالحكم في وضع إستراتيجية لجلب السياح إلى الجزائر؟ - أريد القول أن وزارة تهيئة الإقليم والبيئة والسياحة تسعى جاهدة إلى النهوض بالقطاع، تماشيا مع التطورات الحاصلة في هذا القطاع الحساس من ناحية ومواكبة للدول السياحية الأخرى من ناحية أخرى وعليه فجلب عدد هائل من السواح لدولة الجزائر من ضمن أوليات الوزارة. تكلمنا عن الوكالات السياحية وعن نشاطها وتجاوزاتها، هل هناك تشريع يلزمها بالترويج للسياحة الجزائرية في دول الخارج؟ - بالطبع وزارة تهيئة الإقليم والبيئة والسياحة فكرت في هذا جيدا، ووضعت مخطط توجيهي للسياحة من أجل الترويج لهذا القطاع الاستراتيجي هل من مشاريع سياحية جديدة على غرار تلك التي هي قيد الإنجاز؟ - في الحقيقة، قمنا مؤخرا بعرض قائمة من الإقتراحات على وزارة البيئة والسياحة وتهيئة الإقليم ضمن المخطط الخماسي المسطر من (2010 إلى 2015) ونحن في إنتظار ردهم وموافقتهم على هذه المشاريع، ومن ضمنها إنجاز متحف سياحي مجهز بنماذج ومجسمات حول السياحة في الجزائر، إنشاء مناطق جديدة للتوسع السياحي، توفير مركز التوجيه والإعلام لتوجيه السواح، انجاز مرافق للترفيه والتسلية ، الإعتناء بالساحل الولائي من خلال القيام بعمليات التشجير لمنع إنجراف التربة، تجهيز الشواطئ وتهيئة السياحة بولاية الجزائر العاصمة.