أحيت ''ندى'' الشبكة الجزائرية للدفاع عن حقوق الطفل هذا العام اليوم العالمي للطفولة، الذي يصادف الذكرى الأولى لإطلاق برنامجها ''أنا أستمع إليك'' بالتقرب من نماذج حية لأطفال تعرضوا لسوء المعاملة، العنف والاغتصاب بعد أن تلقت هذه الأخيرة 7342 مكالمة عبر خطها الأخضر 3033 من أطفال أغلبهم استغلوا جنسيا. أفاد بيان أصدرته شبكة ندى للدفاع عن حقوق الطفل أن نماذج كثيرة من أطفال الجزائر تعرضوا إلى شتى أنواع العنف والاعتداء أو سوء المعاملة تكفلت الشبكة بحالاتهم من الناحية النفسية والاجتماعية. آمال بنت الأربعة عشر ربيعا تعرضت للاغتصاب من طرف جارهم، وهي اليوم تعاني من صدمة نفسية حادة، خاصة وأن الحادثة أوقعتها في حمل غير مرغوب فيه مما ضاعف من معاناتها وهي لا تزال في عهد الطفولة، أما علي ابن ال 13 سنة فيعاني هو الآخر من آثار اعتداءات جنسية تعرض لها، في حين عثر على دنيا المولودة الجديدة التي لا يتعدى عمرها اليومين ملقاة على الطريق.. محمد هو الآخر ضحية لسوء معاملة الأهل غادر المنزل العائلي هربا إلى الشارع. كما تعرضت ماريا التي لا تتعدى ال11 سنة إلى محاولات اعتداء جنسي من زملائها في المدرسة . ..هم نماذج لأطفال سرق المجتمع براءتهم ارتأت شبكة ندى نقل حالاتهم للرأي العام بهذه المناسبة. أضاف البيان بأن الكل مسؤول عنها، الأسرة، المدرسة وحتى الشارع. والأمر من كل ذلك هو محاولة الأسر إخفاء مصاب هؤلاء الأطفال تجنبا لأحكام المجتمع ونظرته التي لا تفرق بين الجاني والضحية. هؤلاء الأطفال ضحايا سوء المعاملة هم وغيرهم حسب ما جاء في البيان تتحمل الشبكة مسؤولية متابعتهم نفسيا واجتماعيا وإعادة تأهيلهم ليتجاوزوا مشاكلهم في إطار برنامج متكامل يشرف عليه أخصائيون متمرسون. للإشارة فقد تلقت شبكة ندى 7342 اتصال هاتفي ،55 حالة منها قدمت إلى العدالة خلال تجربة وصفتها بالقصيرة فتحت فيها قنوات الاتصال مع الأطفال الذين يعانون من خطر معنوي أو جسدي، لكنها كانت مثمرة إذ كشفت عن غبن حالات كثيرة من أطفال يتعرضون لشتى أنواع العنف والإساءة . وعلى ضوء هذه التجربة، ارتأت شبكة ندى أن تطور آلياتها من أجل التكفل بكل الحالات التي تلجأ إليها عن الطريق الرقم الأخضر .3033 والتي تتزايد يوما بعد يوم مما ينبئ بتدهور في قيم المجتمع. كما خرجت بعدة اقتراحات بالمناسبة كضرورة اهتمام الأولياء والمدرسة بالجوانب النفسية من حياة الطفل والمراهق وتكوين أخصائيين في شؤون الطفل النفسية والاجتماعية، بالإضافة إلى محامين عارفين بحقوق الطفل. كما دعت إلى تشجيع الكفالة للأطفال مجهولي النسب في كنف العائلات مع تسهيل الإجراءات الإدارية أمام الأسر الراغبة في ذلك، مع تقديم الدعم للأمهات العازبات اللواتي يحتفظن بمواليدهن خارج مؤسسة الزواج، وحث المجتمع على عدم نبذهن وتقبلهن في سبيل أن يعيش هؤلاء الأطفال ضحايا نزوات الكبار حياة سوية.