أشاد وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات سعيد بركات بالدور الكبير الذي تلعبه الجمعيات العلمية في التقريب السياسي بين دول المنطقة المغاربية وإخراجها من حالة البرودة، سيما وأن الملتقيات التي تعقد بين هذه الأطراف تحولت العلاقة فيها من عمودية إلى علاقة تكافؤ بين الأساتذة والأخصائيين. وأوضح بركات، أمس، لدى إشرافه على افتتاح أشغال المؤتمر الوطني ال17 والمؤتمر المغاربي ال13 والمؤتمر المغاربي الفرنسي الثالث للجراحة، مدى أهمية عقد مثل هذه اللقاءات التي تجعل من دول حوض المتوسط في موقع قوي لدى مناقشة والدفاع عن قضايا الصحة في المنطقة أمام منظمة الصحة العالمية، من باب توفير نفس التقنيات العلاجية وإيجاد بروتوكولات موحدة للعلاج. وأضاف بركات في لقاء مع الصحافة الوطنية على هامش المؤتمر، أن الجزائر تجاوزت مرحلة أمراض التخلف والأمراض المعدية ولحقت بركب الدول المتقدمة في جملة من الأمراض التي كنا نظن أننا في منأى عنها، واصل الوزير، كمرض السرطان، السكري ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والشرايين، ما يستدعي تنسيق الجهود مع الدول المجاورة لتبادل الخبرات ونقلها. أما عن الأخطاء الطبية التي تعرف تزايدا عبر مختلف مستشفيات الوطن، قال الوزير إنها ليست بالقدر المشاع عنها، مؤكدا أن مرتكبي الأخطاء لا يمكنهم الإفلات من قبضة العدالة، خاصة إذا ما تبين أنها متعمدة، مشيرا في ذات الوقت إلى صلاحيات مجلس أخلاقيات مهنة الطب في هذا الشأن. من جهة أخرى، أكدت الوزيرة المنتدبة المكلفة بالبحث العلمي سعاد بن جاب الله على دور السلطات العمومية في دعم جمعيات الطب ومرافقتها لتطوير بحثها، ومساعدتها على تبادل الخبرات مع الجمعيات العملية الأجنبية، خاصة في مجال الجراحة العامة وجراحة السرطان على وجه التحديد لم تعرفه الجزائر من تزايد في عدد الإصابات السنوية. وأكد رئيس الجمعية الجزائرية للجراحة البروفسور عبد العزيز قرابة رئيس مصلحة الجراحة بمركز بيير وماري كوري بالمستشفى الجامعي مصطفى باشا أن انعقاد هذا المؤتمر يكرس تواصل اللقاءات والتشاور المغاربي والمغاربي- الفرنسي مشيرا إلى أن الأمر يتعلق بالنسبة للجراحين بالالتقاء في إطار متعدد التخصصات لتحسين التكفل بالمرضى وعدم إهمال الجانب النفسي في العلاج ما ركز عليه وزير التضامن والأسرة والجالية بالخارج جمال ولد عباس في كلمته بالمناسبة. من جهة أخرى أكد وزير الصحة أنه لم يتم تسجيل أي حالة لأنفلونزا الخنازير (فيروس أي إتش 1 إن 1) في الجزائر، مضيفا على هامش الحدث انه ''لم يتم تسجيل أي حالة لأنفلونزا الخنازير و لا حتى حالة مشكوك فيها في الجزائر وأتحدث إليكم بصفتي وزيرا و ممثلا للحكومة". و طمأن الوزير قائلا ''حتى و إن تم كشف حالات مشكوك فيها على مستوى المطار فإنه يتم التكفل بها بسرعة و تقوم الفرق الطبية الموفدة بعين المكان بأخذ عينات من دم الأشخاص المعنيين". وبخصوص الأجانب المشكوك في إصابتهم أضاف بركات أنهم غادروا الجزائر بعد إقامة دامت 24 ساعة. ..ويبدي مساندته لتطوير عملية زرع الكلى انطلاقا من أشخاص متوفين أكد وزير الصحة و السكان وإصلاح المستشفيات أن تطبيق برنامج لتطوير عملية زرع الكلى انطلاقا من أشخاص متوفين تبقى الإجابة الحقيقية على الطلب المتزايد على زرع الكلى. وأوضح بركات أن ''الإجابة الحقيقية على الطلب المتزايد على زرع الكلى لن يتأتى إلا من خلال تطبيق برنامج لتطوير الزرع انطلاقا من كلى أشخاص متوفين'' مضيفا أن ''وضع ميزانيات خاصة لبعث عملية الزرع الكلوي قد أسفر إلي نتيجة مفادها أن عدد عمليات الزرع التي تم انجازها خلال السنوات الخمس الفارطة تعد اكبر من تلك التي تمت من قبل منذ سنوات ال1980". كما أشار الوزير لدى تدخله خلال افتتاح المؤتمرات الثلاثة الوطني و المغاربي و المغاربي-الفرنسي للجراحة التي تجري بالجزائر إلى أن ''مثل هذا البرنامج يتطلب تنظيما لا يمكن أن يكون فعالا إلا إذا استفاد من التجارب التي أثبتت نجاعتها". وتابع يقول أن ''تجارب البلدان المعروفة في هذا المجال يمكن ان تفيدنا في رفع هذا التحدي من اجل الاندماج في نهاية المطاف كشركاء كاملي العضوية في شبكة جهوية او شبه جهوية لزرع الكلى". كما اعتبر بركات أن ذات المسعى يسرى على عمليات زرع الكبد التي بدأت تخطو أولى خطواتها في الجزائر تحت إشراف البروفيسور قرابة. ودعا في هذا الخصوص إلى ''رفع تحدي تقديم الخدمات العلاجية بالمرور من الزرع من مانح على قيد الحياة إلى عملية زرع كبد شخص متوفى و لما لا إجراء زرع البنكرياس في المستقبل القريب".