اقترح وزير الصحة وإصلاح المستشفيات السعيد بركات، خلال الاجتماع الاستثنائي الذي عقده أول أمس بالرياض المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة العرب، إنشاء ''مرصد عربي للأمراض الجديدة والمتجددة والآفات الناجمة عن الكوارث الطبيعية''. هذا وقد أثار تسجيل حالة مشبوهة مصابة بوباء أنفلوانوا الخنازير بمدينة سبتة المغربية حالة طوارئ على مستوى الدول المغاربية، خاصة منها الجزائر التي عززت إجراءاتها الوقائية على مستوى الولاياتالغربية المتاخمة للتراب المغربي. أعرب وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، سعيد بركات، فيما يخص اليقظة الصحية لا سيما تحسبا لتهديد وباء أنفلونزا الخنازير ''أتش 1 أن 1'' عن أسفه لكون الدول العربية لا تتوفر على منظمة مشتركة تسمح لها بألاّ تكون رهينة سلبية لقرارات وتوصيات أخرى تتخذ في أماكن أخرى. إذ اقترح في هذا الصدد ''إنشاء مرصد عربي للأمراض الجديدة والمتجددة والآفات الناجمة عن الكوارث الطبيعية''. وفي هذا السياق أوضح بركات أن ''هذا المرصد سيسمح للدول العربية بالحصول على أداة مشتركة لليقظة والإنذار الصحي تعطيها الإمكانية للتحرك سريعا أمام أي تهديد صحي يخص دولة من دول المنطقة''. وفي الإطار نفسه حثّ بركات الدول العربية على ضرورة العمل المشترك والتنسيق الجماعي من أجل مواجهة جميع الأخطار. وقد تلقى أعضاء المكتب التنفيذي اقتراح الجزائر بحرارة وتم إدراجه ضمن التوصيات التي تتوج هذه الدورة الاستثنائية. أما التوصيات الأخرى فتخص المساهمة الكبرى لوسائل الإعلام العربية في التربية الصحية والإعلام حسب قواعد علمية موثوقة وجمع المخططات الوطنية العربية المتوفرة من أجل إعداد مخطط عربي نموذجي للوقاية والمكافحة في مجال التهديد الوبائي لأنفلونزا ''أتش 1 أن 1''، كما تنص التوصيات أيضا على وضع مقاربة مشتركة لإنتاج الأدوية الضرورية المضادة للجراثيم وإشعار منظمة الصحة العالمية من أجل دراسة إمكانية إعادة النظر في مخطط الإنذار على أسس غير جغرافية، والسهر في مجال استعجالات الصحة العمومية على ألاّ تكون المنتجات الصيدلانية الضرورية لمكافحة أي وباء محل أي احتكار. وفي سياق آخر، تحادث السعيد بركات، على هامش الاجتماع، مع العديد من نظرائه الذين أعربوا عن أملهم في رؤية بلدانهم تستفيد من دعم الجزائر في مختلف المجالات خاصة في ميدان التحديد والتشخيص، مع العلم أن المخبر المرجعي للأنفلونزا التابع لمعهد باستور الجزائري يعد المخبر المرجعي لمنظمة الصحة العالمية للمنطقة الإفريقية في ميدان الأنفلونزا منذ سنة 2005، وقد اكتسب المهارة الضرورية لتحديد فيروس الأنفلونزا البشرية من أصل الخنازير ''اتش1 ان1''. تجدر الإشارة إلى أن وزير الصحة كان قد صرّح للإذاعة الوطنية، عقب هذا الاجتماع، بأن كل دولة تملك إجراءات داخلية خاصة بها لمكافحة المرض، مجددا التذكير بأن حكومة الجزائر قد صادقت على جملة من الإجراءات من بينها التي دخلت حيّز التنفيذ وذلك فيما يتعلق، على وجه الخصوص، باقتناء الأقنعة الوقائية ووضع آليات المراقبة على مستوى المطارات والحدود والموانئ. كما كشف الوزير أن هناك دورات تكوينية لفائدة الأطباء والممرضين حتى تتماشى خبراتهم مع مجابهة الوباء بأحسن الطرق. وأكد أيضا أن جميع المستشفيات عبر الوطن جاهزة لاستقبال حالات المرض في حالة انتقال الفيروس إلى بلادنا، وأن غرفا خاصة تم تجهيزها. وشدد بركات على أن الجزائر لم تُسجل بها أية حالة لحدّ الآن. من جهة أخرى، أثار خبر أوردته القناة التلفزيونية المغربية ''ميدي 1 سات''، حول تسجيل حالة مشتبه بإصابتها بأنفلوانزا الخنازير بمدينة سبتة المغربية، هلعا كبيرا لدى المواطنين لاسيما الجزائريون القاطنون على مستوى الولاياتالغربية للوطن المتاخمة للتراب المغربي، حيث سارع المسؤولون التنفيذيون على رأس تلك الولايات باتخاذ وتعزيز الإجراءات التي اتخذتها الحكومة وصادقت عليها الأسبوع الماضي. هذا، وشددت تونس على تدابيرها التي شملت مختلف نقاط العبور والمنافذ الحدودية للبلاد، وذلك للحيلولة دون تسرب فيروس ''إتش1 إن1''. كما أمرت الحكومة بحظر استيراد الخنازير ونصب أجهزة قياس الحرارة بمختلف نقاط العبور الجوية والبحرية والبرية.