بدأت في مدينة أكويلا الإيطالية أمس الاربعاء أشغال قمة مجموعة الدول الثماني الكبرى، والتي تستمر فعالياتها 3 أيام، وستناقش القمة ملفات اقتصادية على رأسها الأزمة المالية العالمية، وأخرى سياسية على رأسها التسلح النووي والانحباس الحراري وما يسمى الإرهاب. ويتضمن برنامج اليوم الأول من القمة عددا من الفعاليات في إطار ''جي - ''8 فقط، أما في اليوم الثاني فسيعقد لقاء موسع يجمع قادة الدول الثماني وزعماء ما يسمى بخماسي الشركاء الذي يضم الصين والهند والبرازيل والمكسيك وجمهورية جنوب أفريقيا، وسيناقش المشاركون في هذا اللقاء المسائل المتعلقة بإيجاد مصادر جديدة للتنمية الاقتصادية،وستجرى في مساء التاسع من هذا الشهر مباحثات بين زعماء الدول الثماني وبلدان الخماسي وكذلك أستراليا وإندونيسيا وكوريا الجنوبية حول القضايا التجارية بمشاركة ممثلين عن منظمة التجارة العالمية، وكذلك حول مشاكل المناخ بمشاركة منظمة الأممالمتحدة والدانمارك. وسيلتقي في اليوم الثالث والأخير من القمة زعماء دول مجموعة الثماني والدول الأفريقية البارزة وممثلون عن الأممالمتحدة وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومنظمة التنمية الاقتصادية والتعاون ومنظمة الطاقة العالمية، لمناقشة مسائل تقديم دعم دولي لبلدان القارة الأفريقية ومساعدتها على تجاوز آثار الأزمة المالية - الاقتصادية العالمية. وتختتم الفعاليات باجتماع يضم جميع زعماء الدول المشاركة في القمة. وقال رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني قبيل انطلاق أعمال القمة ، إنه تم التوافق على الكثير من الملفات التي ستبحثها القمة، لكنه أكد أن قادة دول المجموعة لم يتوصلوا بعد إلى موقف موحد بشأن ما أعقب الانتخابات الرئاسية الإيرانية الأخيرة من اضطرابات. وأشار إلى أن دولا مثل فرنسا، تطالب باتخاذ إجراءات مشددة ضد إيران، في حين تفضل دول أخرى مثل روسيا موقفا يبقي باب الحوار مفتوحا. يشار إلى أن مجموعة الثماني تضم الولاياتالمتحدة وايطاليا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا واليابان وكندا وروسيا ، وقد دعي إلى القمة عدد من الدول من بينها الجزائر بالنظر إلى وزنها في القارة الإفريقية ودورها الكبير كشريك عالمي فعال في مكافحة ظاهرة الإرهاب . وفي هذا السياق أكد عبد القادر مساهل الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية أول أمس أن البلدان الإفريقية التي ستشارك في قمة ال8 المقررة ستدعو ''إلى عدم إعادة النظر في التزاماتها بسبب السياسات الحمائية التي تنتهجها بلدان الشمال". وأوضح مساهل في حديث للقناة الثالثة بالإذاعة الوطنية أن رؤساء الدول الأفارقة ومن بينهم ممثل رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الوزير الأول أحمد أويحيى سيتطرقون كذلك خلال قمة مجموعة ال8 في جانبها الخاص بإفريقيا إلى المسائل المرتبطة بالأزمة الاقتصادية والمالية وآثارها على إفريقيا، وسيدعو رؤساء الدول الأفارقة الذين تم تفويضهم من طرف الاتحاد الإفريقي خلال قمة سرت في ليبيا إلى مشاركة إفريقيا في كل ما يمس بمسار التفاوض أي يجب أن تكون إفريقيا طرفا فاعلا في حل وتسوية هذه المسائل، وسجل بهذا الصدد أن ''مسائل السلم والأمن ستدرس من زاوية مكافحة ظاهرة الإرهاب وتفرعاته مثل المخدرات التي أصبحت انشغالا كبيرا بالنسبة للقارة'' مؤكدا أن ''إفريقيا تنظم نفسها ولكن تنظم نفسها كذلك مع شركائها لمواجهة هذه الظواهر التي تخلف آثارا وخيمة على مستقبل الدول الإفريقية''. وكشف مساهل أن الموعد الايطالي سيكون ''مختلفا'' عن سابقيه إذ أنها -كما قال- ''المرة الأولى التي شرعنا فيها في تحضير دقيق للقمة".