كلف أمس الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الوزير الأول أحمد أويحيي لتمثيله في قمة الثمانية التي انطلقت أشغالها أمس بلاكويلا الإيطالية، هذا وينتظر أن تُوسع اليوم "مجموعة الثماني" اجتماعها إلى قادة الدول الناشئة وممثلي إفريقيا، وتبحث القمة ملفات الأزمة الاقتصادية، تغيرات المناخ، التجارة والتنمية الإفريقية وسلامة الأغذية، إضافة إلى قضايا محاربة الإرهاب والجريمة المنظمة والمخدرات والقرصنة، ويرتقب إطلاق مبادرة ضد الجوع في العالم بقيمة تتراوح ما بين 10 و15 مليار دولار فيما دعا الرئيس البرازيلي إلى توسيع المجموعة لتشمل عدد أكبر من الدول. خبر تكليف الرئيس بوتفليقة للوزير الأول أحمد أويحيي أوردته مساء أمس وكالة الأنباء الجزائرية نقلا عن بيان صادر عن ديوان الوزير الأول، وجاء في البيان أن هذه المشاركة تأتي تلبية لدعوة كان قد وجهها سيلفيو برلسكوني رئيس المجلس الايطالي ورئيس مجموعة الثمانية إلى رئيس الجمهورية قصد المشاركة بصفته عضو مجموعة رؤساء الدول المبادرين بالشراكة الجديدة من أجل تنمية إفريقيا "نيباد" في الحوار حول إفريقيا الذي سيتعرض هذه السنة أساسا إلى أثر الأزمة المالية والاقتصادية على تنمية إفريقيا والتغيرات المناخية ومؤثراتها على القارة إلى جانب مسائل الأمن و السلم. وذكر البيان أن هذا الحوار الذي أصبح تقليدا يضم قادة مجموعة الثمانية وقادة مجموعة ال5 + 3 أي القادة المبادرين بالشراكة الجديدة من أجل تنمية إفريقيا والرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي ورئيس اللجنة التنفيذية للشراكة الجديدة من أجل تنمية إفريقيا وكذا رئيس لجنة الاتحاد الإفريقي. ويأتي غياب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة عن هذه القمة بسبب فقدانه لوالدته التي توفيت ليلة الأحد إلى الاثنين من الأسبوع الجاري. هذا وانطلقت ظهر أمس في مدينة "لاكويلا" الإيطالية فعاليات قمة الدول الصناعية الكبرى المعروفة باسم مجموعة الثماني "جي8" التي تستمر حتى يوم الجمعة المقبل، وتحتل مسألة الأزمة الاقتصادية العالمية وسبل مواجهتها صدارة جدول أعمال القمة، إضافة إلى ملف مكافحة الجوع وهي الخطوة التي قوبلت بالترحيب والإشادة من جانب برنامج الغذاء العالمي خاصة بعد إعلان مصادر في القمة أن الدول المشاركة تعتزم التوصل إلى اتفاق بشأن تخصيص 12 مليار دولار لتنمية وتطوير القطاع الزراعي خلال 3 سنوات. كما ينتظر أن تحتل قضايا البيئة و لتغيرات المناخية جانبا من المناقشات في ضوء الاقتراح الذي تقدم به الرئيسان الفرنسي نيكولا ساركوزي والبرازيلي لولا دا سيلفا لتحديد أهداف متوسطة المدى في إطار مكافحة هذه المشكلة، كما لن تغيب القضايا السياسية عن القمة لا سيما أنها تعقد في وقت شهد اندلاع العديد من بؤر التوتر في العالم مثل الأزمة التي أعقبت الانتخابات الرئاسية في إيران والموقف في الصين الذي يشهد إقليم شينجيانج فيها منذ عدة أيام مواجهات دامية بين عرق "اليوغور" وقوات الأمن أسفرت عن مقتل وإصابة واعتقال المئات مما دفع بالرئيس الصيني هو جينتاو إلى قطع زيارته لإيطاليا والعودة في وقت مبكر من صباح أمس إلى بلاده لمتابعة الموقف وتكليف داي بينجو عضو مجلس الدولة بتمثيل بكين. وستوسع المحادثات بداية من اليوم لتشمل القوى الكبرى الناشئة ودول إفريقيا ومنظمات دولية، علما أنه تم دعوة أربعين رئيس دولة وحكومة ومسؤول من مؤسسات دولية للمشاركة في القمة التي تم تحويل عقدها إلى المدينة التي ضربها زلزال مدمر أوقع 299 قتيلا في 6 أفريل الماضي. وتضم مجموعة الثماني الولاياتالمتحدة وايطاليا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا واليابان وكندا وروسيا، وتم دعوة كل من مصر والدنمارك وهولندا واسبانيا وتركيا والجزائر وانغولا وإثيوبيا وليبيا ونيجيريا والسنغال. ودعا أمس الرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا لتوسيع مجموعة الثماني كي تشمل عدد أكبر من الدول، وأوردت وكالة "اكي" الايطالية للانباء قوله "لا يتعين علينا تحديد كيفية عمل مجموعة الثماني لكن مجموعة البلدان فيها ينبغي أن تكون أكبر". وكان عبد القادر مساهل الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية، أكد مؤخرا أن رؤساء الدول الأفارقة الذين تم تفويضهم من طرف الاتحاد الإفريقي خلال قمة سرت بليبيا سيدعون إلى مشاركة إفريقيا في كل ما يمس بمسار التفاوض أي يجب أن تكون إفريقيا طرفا فاعلا في حل وتسوية هذه المسائل.