استطاعت السيدة ''طاوس طاسين''من ولاية برج بوعريريج ان تمزج بين حرفة توارثتها عن عائلة أتقنت عبر أجيال طويلة مداعبة الطين وصنع الأواني الفخارية والنقش على النحاس وبين موهبة انفجرت بداخلها منذ الصغر معلنة عن ميلاد حرفية برهنت أن الطبيعة تمنح أسرارها لمن يريد ان يعرفها شرط ان يملك القدرة على الإبداع. ذكرت السيدة ''طاوس طاسين'' أن حكايتها مع الطين والنحاس بدأت في سن السادسة عشر حيث بدأت قبلها في مساعدة والدتها على صنع الأواني الطينية التقليدية مثل القصعة والطاجين والقدور وغيرها لكن حبها لهذه الحرفة جعلها تواصل العمل وصنع أشياء لم يسبقها إليها احد في العائلة مثل المزهريات والأواني الأخرى المختلفة التي تستعمل في التزيين أو الأكل على حد سواء وأضافت السيدة طاوس أنها استطاعت ان تطور وتدخل تعديلات عديدة على منتجاتها مثل استعمال البلاستيك في صنعه ورود لتزيين المزهريات او استعمال مستخرجات البحر التي تضيف جمالية كبيرة للقطع التي تقوم بصنعها وقد لفتت هذه الأخيرة انتباه الكثير من المهتمين بهذه الصناعة التقليدية التي بدأت في الرواج وبشكل محتشم في أوساط الطبقة المثقفة التي تؤكد السيدة'' طاوس''أنها الفئة الوحيدة التي تتعامل معها. من الطين الى النقش على النحاس تعتبر السيدة طاسين نفسها المرأة الوحيدة على مستوى ولاية برج بوعريريج التي تقوم بصنع الأواني الفخارية والتحف التزينية وقد استطاعت أيضا ان تقتحم عالم النقش على النحاس وان تكشف عن موهبة نادرة وقد استطاعت ان تشكل مجموعة من اللوحات التزينية النحاسية وان تضع بصمتها على هذه التحف الفنية محملة إياها جزءا كبيرا من الثقافة والتاريخ الجزائري ولان تكون هذه اللوحات ناقلة للعديد مما تشتهر به الجزائر مثل القصبة ومقام الشهيد والآثار الرومانية المختلفة بالإضافة الى أبطال و وجوه تاريخية جزائرية معروفة رغم المشاكل والصعوبات التي تعيق مثل هذه الأعمال الفنية خاصة النقش على النحاس بسبب ارتفاع أسعار المواد الأولية وندرتها في السوق ومشكل التسويق الذي اثر كثيرا على انتشار هذه التحف الفنية وتؤكد السيدة طاوس انه وفي غياب مكان دائم لعرض هذه المنتجات تبقى الصالون الوطنية والدولية هي المتنفس الوحيد الذي يمكن الحرفيين الجزائريين من عرض منتجاتهم المختلفة والتعريف بها خارج أسوار محلاتهم الضيقة التشجيع دعم للاستمرارية يصر العيد من الحرفيين على غرار السيدة ''طاسين ''على الاحتفاظ بما تعلموه ونقله للأجيال لكن ذلك لا يتم حسب السيدة طاسين إلا بالحفاظ على الحرف التقليدية وتعليمها للأجيال القادمة وهذا الأخير لا يأتي إلا بمساعدة الجهات المختصة وتشجيعها للحرفيين ودعمهم ماديا ومعنويا من خلال إشراكهم في دورات تدريبية ومنحهم قروض لضمان استمرار وبقاء هذا النوع من الصناعة في الجزائر وتؤكد السيدة طاسين ان العيد من الحرفيين تخلو عن ما تعلموه وما اكتسبوه طوال حياتهم بسبب قلة الموارد المالية التي تأتي من وراء هذه الحرف وانصراف الناس عنها خاصة مع اكتساح المنتجات الصينية للأسواق الجزائرية التي استطاعت ان تصرف الناس عن الكثير من هذه المنتجات بسبب انخفاض أسعارها فقديما كانت المرأة الجزائرية لا تستغني عن الأواني الفخارية والزرابي التقليدية وغيرها من المنتجات الأخرى لكن زحف الصناعة الحديثة اليوم أزاح الصناعة التقليدية جانبا وأدى الى عزوف الناس عن اقتنائها وما يتم تداوله بينهم يبقى مقتصرا على جانب الهدايا أو السياح الأجانب الذين يفضلون اقتناء هذا النوع من التحف خاصة التي تبرز تقاليد منطقة معينة .