تعتبر صناعة الفخار مكسبا سياحيا معتبرا بالجهة الشرقية للبلاد خاصة على مستوى الطريق الوطنية رقم 21 وبالضبط بالمنطقة السياحية عين الباردة والتي تحول شريطها الساحلي إلى محلات لبيع الأواني الفخارية التقليدية منها والحديثة، مستقططبة جمهورا من مختلف الولايات لترويج هذا المنتوج الحرفي ورفع سقف الإنتاج وتعزيز آليات الاستثمار، توجه أغلب الحرفيين الجزائريين إلى اقتناء معظم الأواني من تونس من خلال صفقات يتم من خلالها إعطاء هذه المؤسسات التونسية الخطوط العريضة لثقافة المنطقة وجودة المنتوج الذي يتميز بالتنوع والتطورالصارخ الذي تعرفه المهنة، وحسب بعض الحرفيين أكدوا لنا أن سبب تراجع الإقبال على الأواني الفخارية يعود إلى إحجام حرفييها على التجديد والإبداع، الأمر الذي جعل العائلات الجزائرية لم تعد لديها أي ميول لاقتناء مثل هذه الأدوات، مفضلين كل ما يصنع بالألمينيوم، لكن بعد انعاش هذه الصناعة التقليدية خلال الأيام الأخيرة، بدأ بعض عشاق صانعي وبائعي الأواني الفخارة تطوير هذا المنتوج خاصة بالمناطق الريفية، وحسب بعض العائلات فإن حرفة الطين تبدأ من خلال قطع مسافة طويلة عبر الأحراش والغابات للبحث عن مادة الطين، وهي المادة الأولية لصناعة هذه الأواني، وبعد جمعها تفتت ثم تبلل بالماء للحصول في الأخير على عجينة من الطين قابلة للتشكيل، وهنا المهارة في إبراز أشكال متعددة تجمع بين الموهبة الشخصية والتراث القبائلي الخاص بالمنطقة، بالإضافة إلى بعث هذه الحرفة إلى أبعد الحدود بغرض التعريف بتراث المنطقة· أما عن كيفية حصولهم على هذه الأواني، فأكد محدثنا أنه في السنوات الماضية كانت معظم الأواني من صنع أيدي نساء المنطقة، لكن مع توجه بعض الأشخاص إلى اعتماد هذه الحرفة كأداة لإنشاء مصانع تكون فيها صناعة الأواني الفخارية أكثر عصرنة، تراجع الطلب عليها إلا القليل منها مثل الجفنة والطاجين، لتدخل بذلك هذه الحرفة عالم الحداثة مع إقبال كبير من قبل السواح الأجانب على مختلف المنتجات من صحون وبوقالات وغيرها من أدوات الزينة، لكن ما يثير استياء الزبائن هو السعر المرتفع لهذه الأواني والتي تترواح ما بين 700 دج إلى 2000دج، وهي باهضة جدا إذا ما قورنت بحجم مبيعاتها·