ثمّن الأمين العام الأسبق لمنظمة الوحدة الإفريقية سليم أحمد سليم، على هامش الملتقى الدولي حول ''الاستعمار والحركات التحررية في إفريقيا'' الذي احتضنه قصر الثقافة مفدي زكريا، أول أمس، والمنظم في إطار المهرجان الثقافي الافريقي الثاني بالجزائر، ثمّن جهود الجزائر في مناصرة قضايا التحرر الدولية منذ حصولها على الاستقلال. ووصف احمد سليم المهرجان الافريقي الثاني بالجزائر باللقاء التاريخي الذي جمع 53 دولة إفريقية، وهي تحمل زخمها الثقافي المتنوع تنوع قومياتها الإثنية لعرضه على أبناء القارة السمراء، وفرصة لشباب القارة للاطلاع على المكنون الفكري الذي يختزنه رحم القارة، داعيا الجيل الجديد للقارة السمراء إلى الاستفادة من هذه التظاهرة الثقافية لمعرفة ''مدى عمق كفاحنا ونضال وآلام شعوبنا الذين قدموا أنسفهم قربانا للحرية التي ينعمون بها اليوم''. وحث احمد سليم هؤلاء الشباب بالمضي قدما والسير على خطى من رفع التحدي في وقت وئد صوت إفريقيا، داعيا اياهم إلى مواصلة المسيرة التي بدأها أسلافهم. ويعود المتحدث ليؤكد ان ''الجزائر كانت ملهما لكل حركات التحرر وصدرا رحبا ساع كل مغلوب''، كما رجع سليم بذاكرته إلى فترة الخمسينيات، حيث كان طالبا في الثانوية مذكرا بالمظاهرات التي قام بها رفقة زملائه تعبيرا عن نبذهم للجرائم التي كانت ترتكبها فرنسا في حق الشعب الجزائري. هذا وقد رحب سليم بعضوية الرئيس الجزائري الأسبق أحمد بن بلة في مجلس حكماء إفريقيا الذي حارب فلسفة الاضطهاد والعنف. ''إن ما يحدث في إفريقيا من حروب وانقلابات عسكرية ومجاعة وأمراض إنما سببها هؤلاء الذين ليس لهم أية مصلحة في تطوير هذه القارة، والذين يسعون إلى القضاء على الإنسان الإفريقي تدريجيا ليتمتعوا بخيراتها وينعمون بثرواتها. وعليه، يواصل سليم، على مفكري القارة أن يكثفوا من البحوث العلمية لكشف ما قام به المستعمر من تخريب وما أحدثه من دمار شامل''. ''إن نظرية الاستهزاء بالقارة السمراء، يضيف المتحدث ذاته، إنما القصد منها قتل ثقة الإفريقي بنفسه، نظرية ألبسونا إياها عنوة. وعليه يجب أن نطور قارتنا ونستقرئ ما قام به زعماؤنا منذ 50 عاما من الاستقلال، ونرفع التحدي السياسي لأن إفريقيا تملك من الإمكانيات ما يمكنها من النهوض بنفسها والخروج بالقارة إلى بر الأمان''.