أكدت وزيرة الثقافة السيدة خليدة تومي في افتتاحها للملتقى الدولي "الاستعمار والحركات التحررية في إفريقيا" الذي يندرج ضمن المهرجان الثقافي الإفريقي الثاني والذي يحتضن فعالياته قصر الثقافة مفدي زكريا إلى غاية 16 جويلية الجاري أن الملتقيات دليل على رغبتنا الحقيقية في استكمال المخيال وبأن الأفارقة يحتفلون ويفكرون معتمدين في ذلك على مكتسبات البحث في علوم الإنسان والمجتمع. أشرفت صباح أمس السيدة خليدة تومي بقصرالثقافة على افتتاح "الملتقى الدولي الاستعمار والحركات التحررية في إفريقيا" والذي حضرته وجوه نضالية وتاريخية إفريقية حيث أشارت الوزيرة في كلمة الافتتاح إلى الشخصيات الإفريقية التي تضمنها الملتقى والتي كتبت حاضرنا وستكتب مستقبلنا، ومؤرخرين عملوا من أجل مواجهة الحاضر لأن لا وجود ولا مستقبل لمن ليست له ذاكرة". كما أشارت الوزيرة في كلمتها إلى الانتقادات التي توجه لأبناء القارة السمراء بأنهم قوم في دورالتكرار ولم يدخلوا التاريخ، مؤكدة أن إفريقيا بلاد الحضارات من الفراعنة إلى الإسلام، أي انطلاقا من هيرودت ومرورا بالمسعودي والبكري وابن بطوطة والعلامة ابن خلدون. كما ذكرت الوزيرة بالنضالات التي خاضتها الشعوب الإفريقية من أجل التحرر والسيادة وأن إفريقيا لا تكتمل سيادتها دون أن تتحرر من الاستعمار كاملة كالصحراء الغربية. أما الأستاذ سليم أحمد سليم الأمين العام السابق لمنظمة الوحدة الإفرقية فقد نوه بالنضال الذي خاضته الشعوب الإفريقية وأشاد بزعمائها أمثال أحمد بن بلة ومنديلا معتبرا أن الجزائر كانت ملهمة لكل حركات التحرر. وأضاف السيد سليم أحمد سليم أن الجزائر كانت واقفة في وجه المستعمر بكل ثبات وشموخ، وذكر بأنه زار مجموعة من حكماء القارة الإفريقية مسقط رأس الرئيس أحمد بن بلة في هذا البلد الذي كافح ضدّ الدمار الحضاري الذي تعرضت له القارة الإفريقية. كما أكد السيد أحمد سليم أنه من المفيد أن تعقد مثل هذه الملتقيات وأن تتعمق البحوث وأن 16 جويلية لايكون النهاية بل يكون المنبع الذي نستلهم منه المقاومة والتحرر، ويجب على الأجيال أن تعرف التاريخ لتتحصل على وعي ولا ترتكب الأخطاء التي ارتكبت من قبل. أما السيدة أمينة تراوري فقد أكدت أنها ردت على ساركوزي في خطابه الذي ألقاه في دكار من خلال كتاب "افريقيا المهانة" وأن كل الأزمات التي تعاني منها الشعوب الإفريقية هي من نتاج الضررالذي تركه الاستعمار سواء كانت هذه الأزمات غذائية أو بيئية أوطاقوية أو أخلاقية فهي نابعة من النظام الاستعماري. وأكدت السيدة أمينة تراوري أن الأفارقة لم يتمكنوا ولم يستطيعوا رغم كل الجهود القيام بما يجب القيام به من تشكيل قوة في قارة شاسعة وثرية في مواجهة عالم مقسم ومعولم. وأضافت تراوري أنه من الواجب إعادة بناء القارة السمراء من خلال استغلال الدروس من الأخطاء السابقة. ومن جهتها ذكرت السيدة زهرة ظريف بيطاط التي ترأست الجلسة الصباحية الأولى للملتقى بفترة الكفاح المسلح الذي خاضته الجزائر من أجل استقلالها. وللتذكير فإن الملتقى الدولي "الاستعمار والحركات التحررية في إفريقيا ستستمر فعالياته إلى غاية 16 جويلية الجاري في إطار المهرجان الثقافي الإفريقي الثاني بالجزائر.