حذر الأمين العام لحلف شمالي الأطلسي '' الناتو'' ياب دي هوب شيفر، من أن انسحاب القوات الدولية من أفغانستان سيعطي طالبان القدرة على التحرك بحرية أكبر. ويأتي تحذير شيفر في وقت ارتفع فيه عدد قتلى القوات الأجنبية في أفغانستان إلى خمسة وخمسين في شهر جويلية وحده ما يجعله الشهر الأكثر دموية للاحتلال منذ غزو أفغانستان في عام 1002. وكانت بعثة الناتو في أفغانستان قد أعلنت في وقت سابق من يوم الاثنين مقتل أربعة جنود أمريكيين في شرقي البلد. ودعا شيفر خلال زيارته إلى لندن إلى الإبقاء على تلك القوات في أفغانستان مهما كانت المخاطر أو التكلفة التي تواجهها, وطالب بضرورة أن يقتسم أعضاء الحلف بشكل عادل أعباء المهمة في أفغانستان. وأضاف شيفر خلال كلمة ألقاها في أحد مراكز البحوث أن الحلفاء في حلف الناتو ليس بإمكانهم التخلي عن الحملة التي بدأوها في أفغانستان، مضيفا:''إذا انسحبنا، فإن أفغانستان ستقع في قبضة طالبان، وسيكون لذلك تأثيره على المنطقة بصفة عامة. وقال الأمين العام لحلف شمالي الاطلسي إن ''آسيا الوسطى ستشهد انتشار التطرف.. القاعدة سيكون لها حرية الحركة مرة أخرى، وكذلك فإن طموحاتها الإرهابية ستصبح عالمية''. وتعتزم روسيا قد فتح منشأة عسكرية جديدة في قرغيزستان للمساعدة في منع ما تصفه بامتداد التمرد المتصاعد في أفغانستان إلى آسيا الوسطى. وتزايدت حالة عدم الاستقرار في آسيا الوسطى في الاشهر الماضية مع وصول تداعيات القتال المتصاعد في أفغانستان وباكستان فيما يبدو إلى المنطقة المسلمة التي كانت ضمن الاتحاد السوفيتي السابق. وأضاف شيفر أن أعضاء الحلف عليهم أن يدركوا أن المهمة ''جوهرية'' بالنسبة إلى أمن دولهم، وقال ''على قدر حرصنا على تحقيق رادع أمني مثلما كان الحال خلال الحرب الباردة، فإن علينا قبول أن الأمن اليوم يحتاج إلى التزام في أماكن بعيدة، وهو التزام يحمل مخاطر ومكلف ونهايته مفتوحة بحيث ليس هناك ضمانة بالنجاح في المهمة". ميدانيا ، أعلن مسؤولون أفغان عن مقتل أربعة عسكريين حكوميين على الأقل أمس الثلاثاء حين حاولت مجموعة من حركة طالبان اقتحام مبانٍ حكومية وقاعدة عسكرية في مدينتين شرق أفغانستان. من جانب آخر أقر وزير الحرب الأمريكي روبرت غيتس بصعوبة الأوضاع في أفغانستان، وأبدى خشيته من فقدان التأييد الشعبي للحرب هناك. وقال غيتس: على القوات التي تقودها الولاياتالمتحدة أن تحرز تقدما في أفغانستان بحلول الصيف المقبل لتفادي تشكيل تصور لدى الرأي العام بأنه أصبح من المستحيل الانتصار في الصراع. وأشار غيتس إلى أن هذا الانتصار هو ''احتمال بعيد المدى'' في إطار أي سيناريو، وليس من المتوقع أن تنتصر الولاياتالمتحدة في الحرب في غضون سنة، لذلك دعا القوات الأمريكية لكي تبدأ بتغيير الوضع في غضون السنة وإلاّ ستواجه خسارة تأييد الرأي العام. وأضاف أنه ''بعد تجربة العراق، لا أحد على استعداد لرحلة طويلة لا يبدو أننا نتقدم فيها، والقوات تعبت والشعب الأمريكي متعب جدًا".